احمد المصري: رغم أن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ما زالت في أسبوعها الأول إلا أن الجدل الذي أثارته قراراتها وتصريحات مسؤوليها، خاصة تلك المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، جعل المراقبين يتساءلون كل صباح ماذا تخفي هذه الإدارة بعد من قرارات او تصريحات غريبة، فمن تصريح ترامب ومستشاريه عن نقل السفارة الامريكية إلى القدس، إلى تقييد الهجرة من دول عربية ومسلمة، وصولا الى الحديث عن نية الرئيس ترامب إصدار قرار تنفيذي إلى وزير الخارجية المعين ريكس تيلرسون لتقديم قرار يصنف جماعة «الإخوان المسلمين» فيه على أنها جماعة إرهابية وإخضاعها للعقوبات الأمريكية.
وترددت أنباء أمس الجمعة بأن مستشار الأمن القومي مايك فلين، والوزير المعيّن لوزارة الخارجية تيلرسون يتخذان موقفاً ضد الجماعة. وقالت مصادر لوكالة «رويترز» إن فصيلا يقوده فلين يرغب في إدراج جماعة الإخوان إلى قائمتي وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين للمنظمات الإرهابية الأجنبية.
ويرى مراقبون ان هذه الخطوة في حال تمت فمن الممكن أن تخسر الولايات المتحدة أغلب حلفائها في المنطقة، حيث أن هناك أحزابا سياسية إسلامية على ارتباط بجماعة الإخوان في اندونيسيا وباكستان والمغرب وتونس والأردن والعراق والكويت واليمن وحتى تركيا، مؤكدين أن هذا القرار في حال تم قد تنجم عنه أضرار وعواقب وخيمة من الممكن أن تضر بالمصالح الأمريكية.
وقالت مصادر لـ»القدس العربي» إن مجلس شورى حركة النهضة التونسية سيجتمع مساء الجمعة أو السبت. ومن الممكن أن يتم بحث هذا الأمر وكيفية الرد عليه والخروج ربما ببيان رسمي من الحركة. الجدير بالذكر أن حركة «النهضة» كانت قد أعلنت في ختام مؤتمرها في حزيران/يونيو الماضي، التخصص في العمل السياسي وترك الأنشطة الدعوية للمنظمات المدنية. وصرح الشيخ راشد الغنوشي، وهو مفكر وعلامة إسلامي كبير، أن «النهضة» ستتحول إلى حزب سياسي مدني ديمقراطي بالكامل. كما سبق لحركات إسلامية في دول مختلفة طرح قضية فصل الدعوي عن السياسي للنقاش والحوار، كما حدث في المغرب والأردن والسودان.
الناطق باسم الإخوان المسلمين في الأردن الشيخ بادي الرفايعة اعتبر أن مثل هذه المواقف من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليست في مصلحة أحد، وهي»تصرفات رعناء» فـ»الإخوان المسلمون هم حركة إسلامية معتدلة تنبذ التطرف، وزجهم في هذا الأمر يعتبر حربا على الإسلام نفسه وسيقود إلى مزيد من التطرف يمكن أن يقود العالم إلى الأسوأ».
وقال الرفايعة «ندعو الآن إلى الحوار والانفتاح لتبادل النقاشات السياسية وليس إلى دعوات التطرف».
من جانبه قال ممثل حركة الإخوان المسلمين السورية في الائتلاف الوطني السوري المعارض وعضو المكتب السياسي للحركة احمد سيد يوسف لـ»القدس العربي» في تعقيبه على نية الإدارة الأمريكية، «هذا الأمر مخالف للواقع وللحقيقة والتاريخ، فقد قامت الحكومة البريطانية بإجراء تحقيق حول الجماعة عقب ضغوط من بعض الدول العربية لتخرج بنتيجة بأن هذه الجماعة وسطية سلمية تنبذ العنف والإرهاب، فالإخوان في الكويت والأردن ومصر وتونس والمغرب وباقي الدول مارسوا العمل الديمقراطي وشاركوا في الانتخابات وفي العملية السياسية».
وأضاف يوسف «كل الأنظمة الداخلية وأدبيات الجماعة ترفض الإرهاب وتدعو للسلام والتداول السلمي للسلطة ونبذ العنف، وكل المؤشرات تتجه إلى أن هذه الخطوة في حال تمت ستكون خطوة خاطئة، ولن يستفيد منها سوى جماعات إرهابية مثل القاعدة وداعش وأخواتها»، منوها أن هذه الخطوة في حال تمت «ستكون خطيرة على العالم العربي والغربي على حد سواء».
وقال يوسف إن من يريد إلصاق هذه التهمة بالإخوان هي الحكومات المستبدة في سوريا ومصر وأمثالهما، لأنهم يعلمون أن الاخوان هم المنافسون على السلطة من خلال الوعي والتزامهم بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة».
ويشعر عدد من المسؤولون بالقلق من أن يؤدي أي إجراء أمريكي لتصنيف الإخوان بالكامل كمنظمة إرهابية إلى تعقيد العلاقات مع تركيا، وهي حليف رئيسي للولايات المتحدة في الحرب على تنظيم «الدولة». ويتولى السلطة في تركيا حزب «العدالة والتنمية» ذو الجذور الإسلامية والذي يهيمن على حكومة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وشارك حزب «النهضة» الإسلامي في تونس أيضا في انتخابات ديمقراطية.
ويقول مسؤولون وأشخاص مقربون من فريق ترامب إن مستشارين آخرين لترامب وكثيرين من المسؤولين المخضرمين بالأمن القومي ودبلوماسيين ومسؤولين في وكالات إنفاذ القانون والمخابرات يقولون إن جماعة الإخوان المسلمين تطورت بشكل سلمي في بعض الدول.
القدس العربي