يتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيران في 23 تشرين الثاني/نوفمبر في زيارته الرسمية الاولى لهذا البلد منذ العام 2007، على ما اعلن احد مستشاريه أمس الجمعة.
وتعد هذه الزيارة استراتيجية في اطار محادثات فيينا حول سوريا، حيث يدافع البلدان عن نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال يوري اوشاكوف «سيتوجه رئيسنا إلى منتدى» الدول المصدرة للغاز الذي يعقد في 23 تشرين الثاني/نوفمبر. واضاف ان «اتصالات ثنائية ستجري ولا سيما مع البلد المضيف»، موضحا ان الرئيس الروسي يمكن ان يعقد لقاء مع نظيره الإيراني حسن روحاني.
وتعد موسكو واحدا من ابرز حلفاء طهران، ويدافع البلدان ايضا عن الرئيس السوري بشار الاسد، وخصوصا خلال محادثات فيينا التي تسعى للتوصل إلى حل للنزاع السوري.
وقد اضطلعت روسيا من جهة اخرى بدور اساسي في مفاوضات الاتفاق حول الملف النووي الإيراني الذي تم توقيعه في تموز/يوليو، وتأمل في تعزيز علاقاتها التجارية مع طهران.
وخلال اجتماع احدى اللجان بين البلدين الخميس، حدد وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك هدفا يقضي برفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين إلى 10 مليارات دولار سنويا في مقابل 6.1 مليار حاليا.
واعتبر الوزير طهران «شريكا استراتيجيا» وتحدث عن عدد كبير من العقود في مجال الطاقة او النقل تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.
وتعبيرا عن التقارب بين موسكو وطهران، سيتسلم النظام الإيراني قبل اواخر السنة القسم الاكبر من منظومات الصواريخ الدفاعية المضادة للطائرات من طراز اس-300 الروسية.
ومنع بين هذه الصواريخ في 2010 لكن بوتين سمح ببيعها من جديد في نيسان/ابريل، معتبرا ان الاتفاق الاطار الموقع في لوزان حول الملف النووي الإيراني بين القوى العظمى وطهران وتلاه في تموز/يوليو اتفاق نهائي، يتيح الصفقة.
وقبل زيارة بوتين لإيران، من المقرر عقد لقاء دولي حول سوريا السبت في فيينا، وعلى جدول الاعمال مسألة الوفد «الموحد» للمعارضة السورية الذي سيناقش مع النظام الفترة الانتقالية السياسية.
ولا تتفق روسيا وإيران مع الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين حول المقاتلين السوريين الذين يمكن وصفهم ب «الإرهابيين» واولئك الذين يعتبرون جزءا من المعارضة.
واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ان إيران ستشارك «بالتأكيد» في المحادثات الدولية حول سوريا في فيينا نهاية الاسبوع الحالي، من دون ان يحدد مستوى التمثيل في الوفد الإيراني.
وقال صادق حسين جابري انصاري للتلفزيون الرسمي في وقت متأخر الخميس ان «مستوى مشاركتنا ما زال غير واضح، لكننا سنشارك بالتأكيد» في تلك المحادثات.
وتعقد نحو عشرين دولة محادثات بدءا من السبت في العاصمة النمسوية، وهي الجولة الثانية من المحادثات، لمحاولة الدفع باتجاه خطة للسلام في سوريا تشمل وقفا لاطلاق النار بين نظام الرئيس بشار الاسد وبعض فصائل المعارضة.
وإيران هي الحليف الاقليمي الرئيسي لسوريا وتقدم دعما ماليا وعسكريا للرئيس بشار الاسد، يتضمن نشر مستشارين عسكريين على الارض.
وشارك وفد إيراني برئاسة وزير الخارجية محمد جواد ظريف في الجولة الاولى من المحادثات في 30 تشرين الاول/اكتوبر.
والاثنين، اصر ظريف على أن اجتماع فيينا المقبل حول سوريا ينبغي ان يحدد قائمة المجموعات الإرهابية، ثم الاتفاق على طريقة مواصلة العمل لانهاء النزاع.
وليس متوقعا ان يشارك ظريف في الجولة الثانية من المحادثات في فيينا، اذ انه سيرافق الرئيس الإيراني حسن روحاني في زيارة لايطاليا وفرنسا بين 14 و17 تشرين الثاني/نوفمبر.
واشار جابري انصاري إلى ان هناك خطوطا حمراء ينبغي عدم تجاوزها، كأي محاولة يقوم بها «افرقاء أجانب» لاتخاذ قرارات «نيابة عن الشعب السوري».
محمد المذحجي – ـ «القدس العربي»: