بعد عامين على إعلان «الخلافة» فقد أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «الدولة» مناطق شاسعة من «دولته» في العراق وسوريا ويواجه تراجعاً في الميدان وخسر مدناً استراتيجية مثل الفلوجة وضربت ماليته ولم يعد المقاتلون الأجانب يتدفقون إليه بالآلاف ولكن بعدد أقل حسب بعض التقارير.
وتقول وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» إن الحملة الدولية بقيادة أمريكا قتلت ما يقرب من 25.000 جهادي منذ بداية الحملة في آب/أغسطس 2014.
ومع فقدانه موارده المالية التي انخفضت من 56 مليون دولار إلى 40 مليون دولار وتقلص عدد السكان من 9 ملايين إلى 6 ملايين تأثرت خزينة «الدولة» فاضطر قادة التنظيم للبحث عن طرق لتعويض الخسائر من ناحية زيادة الضريبة على الخدمات الأساسية وابتداع طرق لتغريم الناس، لمجرد سياقة سياراتهم على الجانب الخطأ من الشارع مثلاً أو لعدم معرفتهم بالقرآن.
ولم يعد شعار «باقية وتتمدد» قائماً على الأقل في سوريا والعراق حيث استغل الحرب الأهلية في الأولى والطائفية في الثانية لتوسيع مناطق نفوذه والسيطرة على مساحات واسعة فيهما.
لكن الضربات التي تلقاها في منذ بداية العام الحالي، فقد خسر تدمر والرمادي وقبل ذلك سنجار والرطبة وأخيراً الفلوجة ويواجه معركة حاسمة في الموصل والرقة عاصمة ما يطلق عليها «الخلافة».
عمليات خارجية
ويشير تقرير في صحيفة «دايلي تلغراف» إلى أن تقلص مناطقه لم تمنعه من التوسع دولياً، فزادت عملياته الخارجية من باريس وبروكسل وأورلاندو وأخرى لم تحظ باهتمام مثل بيروت التي قتل فيها 42 شخصاً وأخيراً عملية الهجوم على بوابة تركيا للعالم، اسطنبول ومطارها الذي يعد ثالث أهم مطار في أوروبا واستقبل 61 مليون زائر العام الماضي. ويضاف إلى نشاط التنظيم وجبهة المواجهة الجديدة مع تركيا فهناك زيادة لعدد الحركات الجهادية التي أعلنت ولاءها له.
فمن «بوكو حرام» في نيجيريا و»جند الخلافة» في الجزائر ومصر و»أنصار بيت المقدس» في مصر و»قاعدة شبه الجزيرة» في اليمن و»أنصار التوحيد» في الهند و»طالبان» باكستان و»إمارة القوقاز» في روسيا إلى «جماعة أبو سياف» في الفلبين.
ولم يخسر التنظيم بعد ذراعه الدعائي وبراعته الإعلامية خاصة مجلته الصقيلة «دابق» التي ينتظرها كل مهتم بنشاطاته.
ومن هنا فعملية اسطنبول تشير كما ترى «واشنطن بوست» إلى أن التنظيم لم يفقد قدرته على شن هجمات دموية حول العالم وتكشف أيضا عن حالة الحرب الدولية ضده. ورغم عدم إعلانه المسؤولية عن العملية إلا أن المسؤولين الأتراك محقون باتهامه بحملة لزرع الفوضى في مدن الدول المتحالفة ضده.
وتقول الصحيفة إن أهم ملمح في عملية اسطنبول أنها نجحت رغم الإجراءات الأمنية المشددة.
ورغم مقتل اثنين من المهاجمين ونجاح واحد بالدخول إلى القاعة إلا أن سلطات المطار بحاجة إلى إعادة النظر في طريقة فحص المسافرين حالة وصولهم.
وأكثر من هذا فهجوم اسطنبول يعني عدم تأثر التنظيم بخسائره الأخيرة في العراق أو مقتل قادته البارزين بهجمات جوية. وتقول إن سحق معقلي التنظيم في الرقة والموصل لا يهدف فقط لتحرير السوريين والعراقيين ولكن لحماية أبناء الديمقراطيات الغربية وحلفاء كتركيا.
ولا يزال التقدم لتحقيق هذا بطيئاً من أجل بناء تحالف ضروري لتحرير الموصل المتعددة الإثنيات.
وتقول الصحيفة إن الهجمات تزامنت مع تطبيع العلاقات التركية مع روسيا وإسرائيل. ومن هنا فتركيا في علاقة جيدة مع أعداء التنظيم ستزيد من الضغوط عليه. وهجوم اسطنبول يؤكد الحاجة للتعاون في هذا المجال.
في العشر الأواخر
ولاحظت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الهجوم كان قاسياً على بلد مسلم خاصة أنه تزامن مع العشر الأواخر من رمضان.
وأضافت أن الهجوم هو دليل آخر على الكيفية التي انتقلت فيها فوضى المنطقة، خاصة الحرب الأهلية السورية إلى تركيا التي تعتبر مهمة نظراً لكونها عضواً في حلف الناتو والتعاون الأمني بينها وبين الغرب.
وفي ضوء هذا الهجوم فهناك حاجة لمزيد من التعاون.
ويتفق الخبراء أن الهجوم على مطار اسطنبول هو من تنفيذ تنظيم «الدولة»، فالمطار يمثل كما تقول كل شيء يمقته بما في ذلك الحداثة والإندماج في النظام العالمي والنظام الديمقراطي العلماني.
وأشارت إلى تأثر السياحة التركية التي تعتبر مصدراً مهماً للدخل نتيجة لسلسلة من الهجمات الإرهابية المنسوبة للتنظيم والجماعات الإنفصالية الكردية. ومن المتوقع أن يضر الهجوم الأخير بصناعة السياحة والاقتصاد الهش.
وترى أن تحول تركيا لهدف جديد للتنظيم ليس مفاجئاً خاصة أنها قللت من قدرته وركزت جهودها على دعم الجماعات المعارضة للإطاحة بالأسد.
واتهمت الصحيفة الحكومة التركية بالسماح لآلاف المقاتلين الأجانب وشحنات أسلحة بعبور أراضيها إلى سوريا ووجد بعض المقاتلين مقراً لهم في تركيا. كما سمح الرئيس رجب طيب أردوغان لازدهار شكل متشدد من الإسلام.
ولم تلتفت تركيا لخطر التنظيم إلا العام الماضي عندما سمحت للطيران الأمريكي استخدام قاعدة إنجرليك الجوية واتخذت إجراءات متشددة لحماية حدودها.
وعلى ما يبدو فقد غضب التنظيم وجعل من تركيا هدفاً. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن خسائره في العراق وسوريا جعلته يركز على «الأهداف الناعمة» مثل مراكز التسوق والمطارات. وتعلق الصحيفة أن الهجوم يأتي في وقت يواجه فيه الزعيم التركي أردوغان سلسلة من الأزمات: تدفق اللاجئين من سوريا وحرباً مع الأكراد ومشاكل مع الجيران.
وتقول إن مشكلة تنظيم «الدولة» ليست متعلقة بأردوغان وحده «فالتهديد المتزايد لتركيا هو سبب آخر يدعو الولايات المتحدة وشركاءها للعمل وبشكل حاسم على هزيمة التنظيم وفي الوقت نفسه البحث عن طرق لحل الحرب الأهلية التي لم تدمر حياة مئات الألوف من المدنيين فقط بل وقدمت الأرضية الخصبة للمتطرفين».
بلد مهم
وترى صحيفة «الغارديان» أن التعاطف الدولي مع هجوم اسطنبول لا يعكس الرعب الذي تسبب فبه الهجوم فقط بل ويذكرنا بالحقيقة غير المريحة وهي أن الإرهاب يمكنه أن يضرب في أي مكان في العالم.
فبعد باريس وبروكسل لم يعد بلد محصن من مشاكل كهذه حتى لو كانت بعض الهجمات تثير غضبا دوليا أكثر من أخرى.
ولاحظت أن العالم لم يعبر عن تعاطف مع اسطنبول بالقدر نفسه مع باريس فلم يكن هناك هاشتاخ «#جوسويإسطنبول» (أنا اسطنبول). وتضيف أنه مهما كانت طبيعة التهديد الدولية فلا أحد ينكر وضع البلد المهم.
ومن السذاجة بمكان تجاهل القوى الضخمة التي تتصارع في البلد خاصة النزاع مع الأكراد والحرب الدائرة في الجارة سوريا إضافة للخلافات الإقليمية الأخرى. فقد شهدت تركيا في أقل من عام 17 هجوماً أدت لمقتل 300 شخص.
وتقول ولو صدق كلام المسؤولين الأتراك حول مسؤولية التنظيم فهذا يعني تصعيداً منه وقد تكون عملية انتقامية من أنقرة التي قررت زيادة مشاركتها في الحرب ضده.
ولهذا استهدف الهجوم واحداً من أكثر المطارات نشاطاً في العالم ويقع في قلب الاقتصاد التركي. وغالبية القتلى هم من الأتراك، مع أنه قد يضر بالاقتصاد الذي تضرر بسبب القلق الأمني. وتقول صحيفة «التايمز» في افتتاحيتها إن تركيا تدفع ثمن مشاركتها في الحرب ضد التنظيم ولأنها وضعت نفسها في مقدمة الجبهة القتالية.
وبحسب رأيها لا يكفي إظهار التضامن مع تركيا «بل علينا التوقف عن معاملتها كمشارك من الدرجة الثانية في الحرب ضد تنظيم الدولة».
ورغم تحفظها على سياسات أردوغان الاستبدادية ومحاولته توسيع صلاحياته الرئاسية إلا أن «قلقنا حول ميول الرئيس الأوتوقراطية يجب أن لا يعمينا عن حقيقة أن الرئيس فعل كل ما طلب منه في الحرب ضد داعش».
فبعد تردد سمح للطائرات الأمريكية بالتحليق انطلاقاً من قاعدة إنجرليك وكذا للطائرات السعودية. واستجابت تركيا لمطالب بريطانيا لمراقبة ومنع المتطوعين البريطانيين المحتملين إلى صفوف التنظيم.
وزاد التعاون الأمني مع الدول الغربية. والتزمت أنقرة بما طلب منها من استقبال اللاجئين الذين رفضت طلبات لجوئهم. وربما استحق أردوغان الكثير من الثناء لولا تصرفاته التي نفرت منه الحلفاء ولكنه يقوم بتصحيح السجل، فقد حاول التواصل مع الولايات المتحدة وأصلح العلاقات مع إسرائيل واعتذر لروسيا.
ومهما كانت الدوافع وراء حسابات أردوغان الأخيرة إلا أنه يجب عدم ترك تركيا تعيش عزلتها بل علينا دفعها لأن تكون حليفاً مهماً ضد عدو جهادي متعطش للدم.
إيران في سوريا
وفي سياق متصل ذكر إيان بلاك في صحيفة «الغارديان» أن إيران تقوم سراً بتجنيد مقاتلين أفغان للقتال في سوريا.
وأضاف أنها تستهدف مئات منهم وتنقلهم من بلدهم الذي مزقته الحرب إلى ساحة حرب في سوريا لا تلعب فيها أفغانستان أي دور.
وعادة ما يركز عملاء إيران على المقاتلين الأفغان الفقراء أو المتدينين والمعزولين في مجتمعاتهم ويتطلعون للحصول على مال واعتراف اجتماعي والشعور بأنهم يعملون من أجل هدف ليس متوفراً في بلاهم.
ويقول بلاك إن تجنيد إيران للاجئين الأفغان الذين يعيشون ضمن حدودها أمر موثق ومعروف إلا أن نشاطات مشابهة لها داخل أفغانستان لم يتم توثيقها بعد.
ونقل الكاتب عن متحدث باسم السفارة الإيرانية في كابول قوله إن إيران تنكر استخدام أي»إغراء أو إجبار» وأي شكل من الأشكال لتجنيد الأفغان للقتال في سوريا.
ويواصل الكاتب أن التحقيق الذي أجرته الصحيفة يظهر الكيفية التي تدفع فيها إيران الرجال الأفغان للحرب والدوافع التي تدفع هؤلاء الرجال للسفر آلاف الأميال والمشاركة في معركة قد لا يعودون منها أبداً.
جواد
وفي مركز جهود تجنيد المقاتلين الأجانب شخص اسمه جواد والذي يعمل في النهار شرطياً، ويدير شركة سياحة وسفر عندما يكون خارج العمل.
وقال إنه عمل لعام كوسيط عن الحرس الثوري الإيراني عندما شكل الفصيل الشيعي الأفغاني في سوريا «لواء الفاطميون» للقتال مع نظام بشار الأسد. فمن مكتبه في الطابق الثاني من عمارة غير معلمة قام جواد بربط الرجال المستعدين للقتال مع السفارة الإيرانية في كابول.
وساعدت السفارة باستخراج التأشيرات ودفعت لجواد عمولة لقاء جهوده. وحصل المقاتلون الأفغان على إقامة دائمة في إيران وراتب شهري 500 دولار أمريكي.
ونقل بلاك عن جواد قوله «معظمهم يذهب إلى سوريا من أجل المال» وهناك «من يذهب للدفاع عن الضريح» والمقصود به ضريح السيدة زينب في جنوب دمشق.
وكانت أول مرة اتصلت فيها صحيفة «الغارديان» بجواد عندما كان يحضر نفسه للسفر إلى سوريا. فقد اختطف تنظيم «الدولة» 12 مقاتلاً أفغانياً في نواحي مدينة دمشق.
وكان جواد هو الذي جندهم وطلبت عائلاتهم منه المساعدة في إطلاق سراحهم. ولكنه عاد مصدوماً من سوريا بعد شهر، حيث حمل معه صوراً من دمشق وقال إنه تفاوض من أجل الإفراج عنهم ولكنه شاهد عياناً كيف «يستخدم الإيرانيون الأفغان كدروع بشرية». وقال إنه سيتوقف عن العمل كوسيط للإيرانيين «أشعر بالخجل لأنني أرسلت هؤلاء الأشخاص». وربما كان هناك سبب آخر وراء تغير جواد، فبعد عودته اعتقلته المخابرات الأفغانية وحذرته من «بيع إخوانه لبلد آخر».
وتتراوح الأرقام حول عدد المقاتلين الأفغان في سوريا. وتقول تقارير إعلامية إيرانية أن عددهم يصل إلى 20.000 مقاتل. وبحسب أمير توماج، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات فقد تم تعديل وضع «الفاطميون» من كتيبة إلى فرقة بقوة من حوالي 10.000 مقاتل.
ويرى باحثون أن الرقم مبالغ فيه، فبحسب علي الفونة، المحلل الإيراني المستقل في واشنطن فالأفغان الذين يقاتلون في سوريا هم عدة آلاف قتل منهم 334 مقاتلاً منذ عام 2013.
ويقول توماج إن قانوناً جديداً يسمح بمنح الجنسية لعائلات المقاتلين الأفغان الذين سقطوا في سوريا وقد يشجع على زيادة معدلات التجنيد.
ويرى الفونة أن تجنيد وتدريب المقاتلين الأفغان الشيعة يخدم هدف الحرس الثوري حيث يعد قوة شيعية أفغانية تقوم بعد سوريا بمحاربة طالبان وغيرها من الجماعات السنية. وعندما يصلون إلى سوريا يتم نقلهم إلى الخطوط الأمامية.
ويقول محمد، 19 عاما والذي تحدث للكاتب عبر الهاتف من طهران «من أجل إرعابنا رموا علينا رؤوسا بشرية، ووقع رأس طفل على قدمي ولوث دمه حذائي، وشعرت بالخوف». ومرة كان في بناية فداس على سلك كهربائي حفز انفجاراً ودخلت 12 شظية في يده ورأسه. ولأن جثث القتلى الأفغان لا تعود إلا نادراً للدفن في أفغانستان فمن الصعوبة بمكان تقييم عدد القتلى في سوريا.
ويضاف إلى هذا فإن الكثيرين منهم يتظاهر بالسفر إلى إيران قبل اختفائه. فمثلاً أخبر الصديقان إحسان وفهيم من مزار شريف والديهما العجوزين بأنهما سيسافران إلى طهران للعمل هناك.
وبعد فترة بدأ فهيم بإرسال صوره من سوريا عبر فيسبوك لصديق ثالث وهو رسول الذي قال إن صديقه «كان شخصاً متديناً وقال دائماً إن سفره إلى سوريا هو واجب».
وفي بداية أيار/مايو عندما قتل 80 مقاتلاً مؤيداً للنظام بمن فيهم أفغان في خان طومان، قرب حلب، أرسل إحسان صوراً لصديقه واختفى فهيم حيث سافر والداه إلى إيران للبحث عنه.
تدخل سياسي
ويقول بلاك إن بعض الساسة الأفغان تدخلوا ولاحقوا عمليات تجنيد الأفغان ومنهم النائب نظير أحمد زاي الذي اتهم إيران بإثارة النعرات الطائفية في محاولة منها للسيطرة على أفغانستان. وقال إن «سياسة إيران هي نشر الفرقة بين المسلمين، ويريدون تحول أفغانستان إلى سوريا».
ويقول إن لديه قائمة بأسماء 1.800 أفغاني جندوا من كابول وحدها مع أن الفونة يقلل من أهميتها. وبالإضافة لعملاء مثل جواد تستخدم إيران المساجد كنقاط لإغراء المقاتلين مثل مسجد في حي داستي بارتشي ذي الغالبية الشيعية بكابول حسب أحمدزاي.
ورغم نفي السفارة الإيرانية ضلوعها في التجنيد إلا أن قادة المعارضة السورية التي تواجه «الفاطميون» حثت الحكومة الأفغانية لوقف تدفق المقاتلين الأفغان الشيعة إلى سوريا، وقدر هيثم المالح من الائتلاف الوطني السوري عدد المقاتلين الأفغان بحوالي 8.000 .
وفي الوقت الذي حاولت فيه المخابرات الأفغانية وقف عمليات التجنيد إلا أنها تتحرك بحذر. فأفغانستان التي تعيش علاقة متوترة مع الباكستان لا ترغب بإثارة عداء جارة مثل إيران حسبما يقول المحلل علي محمد علي.
يا بيبي زينب
وبالنسبة لمحسن (24 عاماً) فالحرب في سوريا كانت فرصة لمعرفة الطريق الصحيح. وفي واحدة من المعارك مع تنظيم الدول اكتشف أن الله يقف في صفه. فبعد معركة امتدت 24 ساعة، شعر محسن بالإجهاد فمال على جدار لأخذ قسط من الراحة ولم يكد يفعل هذا حتى اخترقت رصاصة خوذته التي كتب عليها «يا بيبي زينب» بدون أن تصيبه بأذى. ودخل مع زملائه في ذلك اليوم قريتي نبل والزهراء. ويقول :»هدفي هو الدفاع عن الشيعة الأبرياء في سوريا»، «فداعش لا يرحم ويقتل الأطفال والكبار وكل واحد».
وفي مقابلة مع محسن في واحد من بيوت الشاي في كابول أخرج هاتفه الذي خزن فيه صوراً لنفسه وهو في سوريا، يرتدي الزي العسكري والكحل في عينيه.
ولكنه جرح في آخر زيارة له لسوريا في شباط/فبراير. ولا تزال رصاصة مغروسة في رجله وأخرى علقها كعقد» في عنقه. ويدافع محسن عن نفسه قائلاً «لم أفعل شيئاً خطأ، فالأماكن المقدسة هي لنا وسندافع عنها».
ورغم معارضة عائلاتهم وملاحقة المخابرات واعتراض الساسة فإن الشبان سيواصلون التسرب نحو سوريا طالما منحتهم المشاركة فرصة لتشكيل مستقبل أفضل. ويقول يونس، الشاب الذي تخرج من الجامعة وبدون عمل إن السفر إلى سوريا محاولة للتخلص من التمييز وإدمان المخدرات.
القدس العربي