أنطاكيا – «القدس العربي» : لا تزال قضية التوترات بين اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك تتفاعل، وبناء على ذلك أبدى سوريون مخاوف من ارتفاع حدة التوتر بين السوريين والأتراك مؤخراً، على خلفية أزمة شواطئ السباحة، التي تسببت بغضب شعبي تركي عارم.
واندلعت الأزمة بعد اتهام شباب أتراك لشابين سوريين بتصوير فتيات تركيات في شواطئ مدينة سامسون شمال تركيا، قبل أيام. ودعا رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الشعب التركي لضبط النفس والابتعاد عن الفتنة، وأكد أن كل سوري خارج عن القانون، سيكون مصيره المحاكمة أو الطرد خارج البلاد.
وأرخت الأزمة بظلالها على أوضاع نحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري يعيشون في تركيا، لاسيما بعد مطالبة أتراك خلال مظاهرة في العاصمة التركية أنقرة، بترحيل السوريين من الأراضي التركية. ورداً على الدعوات «الاستفزازية» التي راجت على وسائل التواصل الاجتماعي التي تدعو إلى الفرقة، دعا سوريون السلطات التركية إلى ترحيل المسيئين من السوريين إلى الحدود السورية.
من جهته دعا نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، متحدثاً باسم الحكومة، شعب بلاده إلى التحلي بالفطنة، حيال أحداث وقعت في الفترة الأخيرة بين لاجئين سوريين ومواطنين أتراك. وجاء ذلك في تصريح أدلى به قورتولموش، امس الخميس، في ولاية بولو شمال غربي تركيا، في إطار مشاركته في ورشة عمل إعلامية.
وأضاف: «أناشد شعبنا بأن يتحلى بالفطنة، تركيا تمرّ من مرحلة حسّاسة جداً، وهناك دول تتربص بتركيا، وجهات خارجية تسعى لإحداث شروخ مجتمعية في بلادنا».
وأعرب قورتولموش عن ثقته بأن الشعب التركي، يملك القدرة على تجاوز الأيام الصعاب التي يمر منها من خلال الوحدة الوطنية والتضامن. وأكد أن تركيا ستواصل مد العون للسوريين، وقال: «السوريون أصدقاؤنا وأشقاؤنا، وسنواصل تقاسم رغيف خبزنا معهم».
وفنّد مزاعم «كاذبة» حول تورط السوريين في الجرائم في تركيا، مبيناً أن هذه الإدعاءات غير صحيحة. وأضاف أن بيان وزارة الداخلية التركية أمس، يؤكد أن نسبة تورط السوريين المقيمين في تركيا في الجرائم قليلة جداً.
وفي بيان أصدرته الداخلية التركية أمس الأربعاء، قالت فيه إنّ تضخيم الأحداث المؤسفة التي تقع أحياناً بين اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك في بعض الأماكن، يهدف إلى زرع الفنتة بين الطرفين، وجعلها أداة لاستخدامها من أجل تحقيق غايات سياسية داخلية.
وأوضحت الوزارة أنّ نسبة انخراط السوريين في الأحداث التي تُخل بالنظام العام في تركيا خلال الفترة الممتدة بين عامي 2014، و2017، تبلغ 1.32 في المئة تقريباً من إجمالي المشاكل والأحداث التي حصلت في البلاد. وأضاف بيان الداخلية التركية أنّ قسماً كبيراً من المشاكل التي كان السوريون طرفاً فيها جرت بين بعضهم البعض نتيجة خلافات بينهم.
وشهدت الأيام القليلة الماضية، توتراً بين بعض اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك، ارتقت بعضها لأعمال عنف، ولكن الشرطة التركية سيطرت عليها.
وفيما يتعلق بتصريحات روسية حول انسحاب قواتها من مدينة عفرين (تحت احتلال تنظيم «ب ي د» الإرهابي) التابعة لمحافظة حلب شمالي سوريا، أكد متحدث الحكومة التركية أن بلاده على تواصل مع الجانب الروسي. وأوضح أن تركيا تبحث أدق التفاصيل مع روسيا حيال عفرين ومناطق خفض التصعيد في سوريا. وأشار إلى أن مباحثات أستانة حول سوريا، تحتم على الدول الضامنة لها (روسيا تركيا إيران) مسؤوليات.
وأضاف: «في إطار هذا المسؤوليات، نتمنى أن يتم تنفيذ مناطق خفض التصعيد في أقرب وقت ممكن، لذلك أود القول إنه يتم بحث المسألة السورية مع روسيا بأدق تفاصيلها».
وتابع: «روسيا تعلم جيداً أن تركيا حذرت جداً حيال أي حركة في الشمال السوري (يقصد مساعي تشكيل حزام إرهابي لمنظمة «بي كا كا» الإرهابية)».
وأردف: «لأن أي نشاط إرهابي في الأراضي السورية وخصوصاً تلك القريبة إلى الأراضي التركية، تمس أمن تركيا بشكل مباشر.. وخصوصاً تحركات عناصر ب ي د/ ي ب ك الإرهابية، لن نلزم الصمت إزاء هذه التحركات».
وأكد قورتولموش، أن تركيا تمتلك القدرة والحزم الكافيين لرد وردع أي هجوم إرهابي يستهدف أراضيها، وأن بلاده اتخذت الاستعدادت اللازمة على حدودها في هذا الإطار.
وقال: «هذا لا يعني إعلان حرب، وإنما تأكيد تركيا على استعدادها للهجمات المقبلة (المحتملة)، وروسيا تعلم انزعاج تركيا من انتشار عناصر ب ي د/ ي ب ك، في عفرين، ونأمل أن يتخذوا (الجانب الروسي) الإجراءات المناسبة في هذا الأمر».
وفي مسعى منهم لتلطيف الأجواء، أعرب سوريون عن شكرهم وتقديرهم لاستقبال الشعب التركي والقيادة التركية للاجئين، وذلك في بيان تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي.
وطالب البيان بـ«محاسبة الفاسد على أعماله، مهما كانت جنسيته»، وأشار إلى أن «ليس الجميع سواسية».
وفي معرض تعليقه على الحملة التحريضية التي تستهدف السوريين، اعتبر وزير الداخلية التركي، سليمان صولو، أن الأخبار التي تتحدث عن تورط السوريين بجرائم مختلفة ضد الأتراك «أخبار خالية من الصحة ومفبركة، هدفها خلق التوتر بين السوريين والأتراك»، مبيناً أن نسبة الجرائم المرتكبة من قبل السوريين لا تتعدى 1.32%، من اجمالي الجرائم المرتكبة في تركيا بين عامي 2014-2017.
واعتبر الصحافي المختص بالشأن التركي عبو الحسو، أن «الأزمة مفتعلة»، مشيراً إلى تورط جهات معادية لتركيا بتأجيجها. واتهم الحسو، أطرافاً خليجية لم يسمها، وأخرى تابعة للنظام السوري، بالوقوف وراء حملات التحريض المتبادل التي تهدف إلى إثارة الفتن داخل تركيا.
وقال لـ«القدس العربي»، هناك كثير من المحرضين على وسائل التواصل الاجتماعي بأسماء وهمية، مهمتها زيادة التحريض خدمة لأعداء تركيا. وأوضح نقلاً عن خبراء في المجال التقني، أن بعض حسابات التواصل الاجتماعي المحرضة، تدار من دول خليجية، على حد تأكيده.
بالمقابل، أعرب الحسو عن أسفه من وجود من يساعد على إثارة هذه الفتن من قبل بعض السوريين، مما يساعد على أخذ جميع السوريين بجريرة أخطاء فردية، كما قال.
وحول رؤيته لمستقبل الأزمة، رد جازما «ستزول هذه الأزمة كما زالت الأزمات التي مرت من قبل»، مرجحا أن تتخذ الحكومة التركية بعد التدابير ضد السوريين في الأماكن العامة، لامتصاص غضب الشارع، ولإعادة الأمور إلى نصابها.
وناشد الحسو اللاجئين السوريين بتركيا، بمراعاة عادات المجتمع التركي، والتقليل من الضوضاء ما أمكن، وبتفادي الاحتكاك مع الأتراك الذين لديهم أحكام مسبقة عن السوريين، وكذلك بمراعاة القواعد العامة، والمحافظة على نظافة المرافق العامة، وخصوصاً الحدائق.
بدوره أعرب عبدالله سعود اللاجئ السوري في تركيا، عن حزنه العميق من «التعميم» الذي يتعامل به كثير من الأتراك مع اللاجئين السوريين. وقال سعود لـ»القدس العربي»: من الظلم أن تحمل الجالية السورية كلها ذنب اقترفه فرد سوري أو أكثر، ومن الظلم أيضاً أن تنكر فضل تركيا عليهم، فهي الدولة التي احتضنتنا ووقفت إلى جانبنا سداً منيعاً، كما قال.
واندلعت الأزمة بعد اتهام شباب أتراك لشابين سوريين بتصوير فتيات تركيات في شواطئ مدينة سامسون شمال تركيا، قبل أيام. ودعا رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الشعب التركي لضبط النفس والابتعاد عن الفتنة، وأكد أن كل سوري خارج عن القانون، سيكون مصيره المحاكمة أو الطرد خارج البلاد.
وأرخت الأزمة بظلالها على أوضاع نحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري يعيشون في تركيا، لاسيما بعد مطالبة أتراك خلال مظاهرة في العاصمة التركية أنقرة، بترحيل السوريين من الأراضي التركية. ورداً على الدعوات «الاستفزازية» التي راجت على وسائل التواصل الاجتماعي التي تدعو إلى الفرقة، دعا سوريون السلطات التركية إلى ترحيل المسيئين من السوريين إلى الحدود السورية.
من جهته دعا نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، متحدثاً باسم الحكومة، شعب بلاده إلى التحلي بالفطنة، حيال أحداث وقعت في الفترة الأخيرة بين لاجئين سوريين ومواطنين أتراك. وجاء ذلك في تصريح أدلى به قورتولموش، امس الخميس، في ولاية بولو شمال غربي تركيا، في إطار مشاركته في ورشة عمل إعلامية.
وأضاف: «أناشد شعبنا بأن يتحلى بالفطنة، تركيا تمرّ من مرحلة حسّاسة جداً، وهناك دول تتربص بتركيا، وجهات خارجية تسعى لإحداث شروخ مجتمعية في بلادنا».
وأعرب قورتولموش عن ثقته بأن الشعب التركي، يملك القدرة على تجاوز الأيام الصعاب التي يمر منها من خلال الوحدة الوطنية والتضامن. وأكد أن تركيا ستواصل مد العون للسوريين، وقال: «السوريون أصدقاؤنا وأشقاؤنا، وسنواصل تقاسم رغيف خبزنا معهم».
وفنّد مزاعم «كاذبة» حول تورط السوريين في الجرائم في تركيا، مبيناً أن هذه الإدعاءات غير صحيحة. وأضاف أن بيان وزارة الداخلية التركية أمس، يؤكد أن نسبة تورط السوريين المقيمين في تركيا في الجرائم قليلة جداً.
وفي بيان أصدرته الداخلية التركية أمس الأربعاء، قالت فيه إنّ تضخيم الأحداث المؤسفة التي تقع أحياناً بين اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك في بعض الأماكن، يهدف إلى زرع الفنتة بين الطرفين، وجعلها أداة لاستخدامها من أجل تحقيق غايات سياسية داخلية.
وأوضحت الوزارة أنّ نسبة انخراط السوريين في الأحداث التي تُخل بالنظام العام في تركيا خلال الفترة الممتدة بين عامي 2014، و2017، تبلغ 1.32 في المئة تقريباً من إجمالي المشاكل والأحداث التي حصلت في البلاد. وأضاف بيان الداخلية التركية أنّ قسماً كبيراً من المشاكل التي كان السوريون طرفاً فيها جرت بين بعضهم البعض نتيجة خلافات بينهم.
وشهدت الأيام القليلة الماضية، توتراً بين بعض اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك، ارتقت بعضها لأعمال عنف، ولكن الشرطة التركية سيطرت عليها.
وفيما يتعلق بتصريحات روسية حول انسحاب قواتها من مدينة عفرين (تحت احتلال تنظيم «ب ي د» الإرهابي) التابعة لمحافظة حلب شمالي سوريا، أكد متحدث الحكومة التركية أن بلاده على تواصل مع الجانب الروسي. وأوضح أن تركيا تبحث أدق التفاصيل مع روسيا حيال عفرين ومناطق خفض التصعيد في سوريا. وأشار إلى أن مباحثات أستانة حول سوريا، تحتم على الدول الضامنة لها (روسيا تركيا إيران) مسؤوليات.
وأضاف: «في إطار هذا المسؤوليات، نتمنى أن يتم تنفيذ مناطق خفض التصعيد في أقرب وقت ممكن، لذلك أود القول إنه يتم بحث المسألة السورية مع روسيا بأدق تفاصيلها».
وتابع: «روسيا تعلم جيداً أن تركيا حذرت جداً حيال أي حركة في الشمال السوري (يقصد مساعي تشكيل حزام إرهابي لمنظمة «بي كا كا» الإرهابية)».
وأردف: «لأن أي نشاط إرهابي في الأراضي السورية وخصوصاً تلك القريبة إلى الأراضي التركية، تمس أمن تركيا بشكل مباشر.. وخصوصاً تحركات عناصر ب ي د/ ي ب ك الإرهابية، لن نلزم الصمت إزاء هذه التحركات».
وأكد قورتولموش، أن تركيا تمتلك القدرة والحزم الكافيين لرد وردع أي هجوم إرهابي يستهدف أراضيها، وأن بلاده اتخذت الاستعدادت اللازمة على حدودها في هذا الإطار.
وقال: «هذا لا يعني إعلان حرب، وإنما تأكيد تركيا على استعدادها للهجمات المقبلة (المحتملة)، وروسيا تعلم انزعاج تركيا من انتشار عناصر ب ي د/ ي ب ك، في عفرين، ونأمل أن يتخذوا (الجانب الروسي) الإجراءات المناسبة في هذا الأمر».
وفي مسعى منهم لتلطيف الأجواء، أعرب سوريون عن شكرهم وتقديرهم لاستقبال الشعب التركي والقيادة التركية للاجئين، وذلك في بيان تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي.
وطالب البيان بـ«محاسبة الفاسد على أعماله، مهما كانت جنسيته»، وأشار إلى أن «ليس الجميع سواسية».
وفي معرض تعليقه على الحملة التحريضية التي تستهدف السوريين، اعتبر وزير الداخلية التركي، سليمان صولو، أن الأخبار التي تتحدث عن تورط السوريين بجرائم مختلفة ضد الأتراك «أخبار خالية من الصحة ومفبركة، هدفها خلق التوتر بين السوريين والأتراك»، مبيناً أن نسبة الجرائم المرتكبة من قبل السوريين لا تتعدى 1.32%، من اجمالي الجرائم المرتكبة في تركيا بين عامي 2014-2017.
واعتبر الصحافي المختص بالشأن التركي عبو الحسو، أن «الأزمة مفتعلة»، مشيراً إلى تورط جهات معادية لتركيا بتأجيجها. واتهم الحسو، أطرافاً خليجية لم يسمها، وأخرى تابعة للنظام السوري، بالوقوف وراء حملات التحريض المتبادل التي تهدف إلى إثارة الفتن داخل تركيا.
وقال لـ«القدس العربي»، هناك كثير من المحرضين على وسائل التواصل الاجتماعي بأسماء وهمية، مهمتها زيادة التحريض خدمة لأعداء تركيا. وأوضح نقلاً عن خبراء في المجال التقني، أن بعض حسابات التواصل الاجتماعي المحرضة، تدار من دول خليجية، على حد تأكيده.
بالمقابل، أعرب الحسو عن أسفه من وجود من يساعد على إثارة هذه الفتن من قبل بعض السوريين، مما يساعد على أخذ جميع السوريين بجريرة أخطاء فردية، كما قال.
وحول رؤيته لمستقبل الأزمة، رد جازما «ستزول هذه الأزمة كما زالت الأزمات التي مرت من قبل»، مرجحا أن تتخذ الحكومة التركية بعد التدابير ضد السوريين في الأماكن العامة، لامتصاص غضب الشارع، ولإعادة الأمور إلى نصابها.
وناشد الحسو اللاجئين السوريين بتركيا، بمراعاة عادات المجتمع التركي، والتقليل من الضوضاء ما أمكن، وبتفادي الاحتكاك مع الأتراك الذين لديهم أحكام مسبقة عن السوريين، وكذلك بمراعاة القواعد العامة، والمحافظة على نظافة المرافق العامة، وخصوصاً الحدائق.
بدوره أعرب عبدالله سعود اللاجئ السوري في تركيا، عن حزنه العميق من «التعميم» الذي يتعامل به كثير من الأتراك مع اللاجئين السوريين. وقال سعود لـ»القدس العربي»: من الظلم أن تحمل الجالية السورية كلها ذنب اقترفه فرد سوري أو أكثر، ومن الظلم أيضاً أن تنكر فضل تركيا عليهم، فهي الدولة التي احتضنتنا ووقفت إلى جانبنا سداً منيعاً، كما قال.