بعد أن تمكنت فصائل المعارضة السورية المسلحة من انتزاع سيطرتها على المزيد من مواقع النظام في حي المنشية في درعا البلد، جنوب سوريا، بعد فرض سيطرتها على «كتلة النجار» الاستراتيجية، وباتت قريبة من بسط سيطرتها على الحي بشكل كامل، ضمن معركة أطلقتها فصائل الثوار قبل يومين باسم «الموت ولا المذلة»، حاول النظام السوري الانتقام من المدنيين، باستخدام النساء كدروع بشرية أمام الدبابات، واستهداف أماكن تجمعات المدنيين في الأحياء المحررة من درعا، بالبراميل المتفجرة والصواريخ الذكية، مما أسفر عن موجة نزوح كبيرة.
ونشر المجلس المحلي في مدينة درعا إحصائية لعدد العائلات النازحة من الجزء المحرر في المدينة، حيث بلغ حسب المصدر 1787عائلة من محافظة درعا، غالبيتها في بلدات ومدن الريف الشرقي لدرعا كصيدا والسهوة والمتاعية نصيب وأم المياذن والطيبة والكرك وغيرها من بلدات الريف الشرقي، إضافة لبلدات تل شهاب وحيط ومزيريب وطفس بريف درعا الغربي.
ووفقا لأعضاء المكتب الإغاثي لدى مجلس درعا المحلي «محمد صالح السالمة والمجيد المسالمة» فإن الأعداد الموثقة ليست نهائية ومرشحة للزيادة بسبب استمرار عمليات النزوح، نتيجة استمرار التصعيد العسكري».
وذكرت غرفة عمليات «البيان المرصوص» عبر حسابها الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنّ النظام استخدم النساء كدروع بشرية، في محاولة لمنع تقدم الفصائل في حي المنشية، واستدعى الطيران الروسي والطيران المروحي، وأمطر أحياء المدينة بقذائف المدفعية». وأضافت «بلغت خسة وذلة النظام، وليس امراً غريباً عليه، أن يقوم باستخدام النساء في نقاط تمركزه في حي المنشية كدروع بشرية أمام الدبابات لمنع تقدم المجاهدين».
وقال الناشط الإعلامي «صهيب العقلة» في حديث مع «القدس العربي» إن النظام السوري، بمساندة السلاح الجو الروسي، يستهدف المدنيين في منازلهم، والأطفال في مدارسهم بشكل متعمد، مؤكدا أن عددا من المجالس المحلية والهيئات المدنية في درعا أعلنت عبر بيانات منفصلة، إيقاف الدوام في المدارس التابعة لها، جراء القصف المكثّف للنظام، واستهداف بشكل خاص.
ونشر المجلس المحلي لبلدة الطيبة على صفحته الرسمية عبر «فيسبوك»، إنه ألغى الدوام حتى إشعار آخر، نظراً لاستهداف المدارس بشكل متعمد من قبل النظام، في حين أشار المجلس المحلي لبلدة النعيمة في “فيسبوك” أيضاً، إلى أن الدوام متوقف حتى نهاية الأسبوع الحالي
كذلك، علّق «محلي الجيزة» دوام مدارس البلدة، حتى إشعار آخر، داعياً المدنيين إلى التزام منازلهم «قدر الإمكان» في حين قررت «هيئة الإصلاح العليا لعشائر الجنوب السوري”، تحديد يوم الثلاثاء، عطلة رسمية في مدارسها للأسباب نفسها.
موسكو معترفة بمشاركتها في معارك درعا قالت عبر قاعدة حميميم العسكرية الروسية المتمركزة في الساحل السوري، إن المقاتلات الروسية، تقدم دعما بريا وجويا لقوات النظام السوري في معارك درعا، جنوب سوريا، فيما وصفت الجيش السوري الحر «الجبهة الجنوبية» بـ «التنظيمات المتطرفة».
وقالت القاعدة الروسية إن «قوات المعارضة السورية التي تهاجم مواقع النظام السوري، وتتصدى لهجماته، غير مشمولة في اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، وتواصل القوات الروسية دعمها للوحدات البرية المتعددة والذين تقودهم الفرقة الخامسة عشرة في قوات النظام السوري والمعروفة بقوة الإنزال الجوي».
القدس العربي