عمان ـ دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد وبسام البدارين: بينما عاد عشرات آلاف النازحين السوريين إلى منازلهم في محافظة درعا بعد أيام طويلة أمضوها في أوضاع مزرية قرب الحدود الأردنية، مستفيدين من اتفاق وقف القتال الذي أبرمته روسيا مع الفصائل المعارضة في جنوب البلاد، حسب الوكالة الفرنسية، تستكمل المفاوضات حول الاتفاق الذي وصف بـ «الهش» إثر تسجيل خروقات واضحة فيه، ويستمر أطراف في النظام السوري بتهديد الأردن.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة منشورة على حساب منسوب لـ«اللواء الركن ماهر الأسد – مكتب الأمن – فرع الأمن» تظهر جنديا سوريا قرب يافطة حديدية تشير إلى الأردن مع تعليق يقول: شو… نكمل؟ فيما لاحظت السلطات الأردنية ارتفاعا في اللغة التحريضية للناشطين الموالين للنظام السوري ضد الأردن ورموزه السياسية والأهلية.
هذا وأكد المتحدث الإعلامي باسم غرفة العمليات المركزية في الجنوب، حسين أبو شيماء، لـ«القدس العربي» أنه لم تبق بنود أو مراحل رئيسية في الاتفاق المبرم يوم الجمعة، بعد قفز الضامن الروسي فوق المرحلة الأولى، وبالتالي انتهك الاتفاق وسمح بانتشار قوات النظام السوري الى جانب الشرطة العسكرية الروسية على طول الخط الحربي حتى النقطة الحدودية مع الاردن في تل شهاب، وسيطرته على بلدات أم المياذن والطيبة ونصيب مع البوابة الحدودية، فضلاً عن اعتقاله وقتله أربعة اشخاص في بلدة أم المياذن من بينهم رئيس الدفاع المدني في درعا الذي اعتقل أمس على يد قوات النظام.
من جهة أخرى رجح بعض المحللين إصرار روسيا على تشكيل الفيلق الخامس من أبناء محافظة درعا، خلافاً لباقي المحافظات السورية التي كان يشترط فيها التهجير كبند رئيسي، نظرا إلى المهام التي ستوكل لهذا الفيلق الذي سيحل محل قوات النظام في قتال آخر بؤرة لتنظيم «الدولة» في حوض اليرموك جنوبي السوري.
ومن المقرر حسب الناطق الإعلامي باسم غرفة المعارضة المركزية في الجنوب وصول الحافلات التي ستقل مقاتلي المعارضة حسب الاتفاق مع الروس الى حي «سجنة» شمال المنشية في درعا البلد، إذ تأجل وصول الحافلات حتى صباح اليوم الإثنين – إن صدق الجانب الروسي بتنفيذ بنود الاتفاق – بعد رجوح كفته وسيطرة النظام بعد الاتفاق خلال 48 ساعة على كل من أم المياذن، نصيب، الطيبة، البتاعية، شرقي درعا إضافة الى تقدمها غرباً على الطريق الحربي وانتزاع السيطرة على القاعدة الجوية.
من ناحية أخرى قال مصدر مطلع على المفاوضات في درعا لـ«القدس العربي»، إن قسماً كبيراً من قيادات المعارضة دخل الأراضي الأردنية، فيما ستخرج باتجاه الشمال قوات الصف الثاني، أما المتبقون من قوات المعارضة فيتوجب عليهم عقد تسوية مع النظام قبيل تعبئتهم ضمن القوات التي سيقودها أحمد العودة قائد تشكيل شباب السنة. وتزامناً مع تطورات الجنوب السوري جاء كلام لافت لقائد المنطقة العسكرية الشمالية الأردنية العميد الركن خالد المساعيد من أن سيطرة الجيش السوري على معبر نصيب، والشريط الحدودي مع الأردن تنعكس إيجاباً على البلدين من النواحي الاقتصادية والأمنية، حسب صحيفة «الرأي» الأردنية أمس.
المصدر : القدس العربي