تنوعت أساليب وطرق الخروقات التي يمارسها النظام السوري على حي «الوعر» في حمص المدينة ضمن مساعيه لإشغال اللجنة المفاوضة عن الحي بما يخص ملف «المعتقلين»، أحد أبرز بنود اتفاق الهدنة الذي أبرم بين الجانبين أواخر العام المنصرم برعاية أممية، بحسب ما أكده نشطاء.
الناشط الإعلامي، محمد الحمصي، تحدث عن توثيق الهيئات المعنية في حي الوعر بحمص للعشرات من الخروقات ارتكبتها قوات النظام السوري والميليشيات الشيعية الموالية لها للهدنة المبرمة أواخر العام الفائت، ومنها «اعتقال أحد أعضاء اللجنة المفاوضة عن الحي لأسباب غير معروفة، واستخدام القواعد العسكرية المتمركزة على تخوم الحي لضرب مناطق الثوار في ريف حمص الشمالي، وقيام الطيران الحربي والمروحي بالتحليق فوق الحي على علو منخفض للغاية».
وقال الحمصي لـ «القدس العربي»، خلال اتصال خاص معه، استمرت خروقات النظام والميليشيات الموالية له، فمنعت الحواجز العسكرية المنتشرة على مدخل الحي من إدخال المواد الغذائية الأساسية والأدوية، حتى مع دخول لجنة الصليب الأحمر، وكذلك استمرار أعمال القنص من قبل الميليشيات الشيعية غير السورية، والتي أودت بحياة بعض المدنيين وإصابة آخرين».
واستطرد بالقول: «تقوم الميليشيات الشيعية غير السورية كـ «لواء الرضا الشيعي، لواء فاطميون، لواء أبو الفضل العباس، حزب الله اللبناني» بمحاولات تسلل بين فينة وآخرى على جبهة «الجزيرة السابعة» والتي من المفترض أنها تشهد وقفاً لإطلاق النار، إضافة إلى قيام تلك الميليشيات بأعمال التحصين المستمر، واستهداف الأحياء السكنية وسط الحي برشقات نارية، معتبراً أن هذه الخروقات «مقصودة» وهدفها تأجيل فتح ملف المعتقلين الموجودين في سجون الأسد.
بدوره، قال مدير مركز حمص الإعلامي، أسامة أبو زيد: «رغم الانتقال إلى المرحلة الثانية من ملف الهدن مع النظام السوري منتصف شهر كانون الثاني / يناير الجاري، إلا إن المرحلة الأولى شهدت عشرات الخروقات من قبل قوات النظام والميليشيات، ابتداء من عدم السماح بإدخال الملح، البقوليات، الزيت وغيرها، وانتقالاً إلى المعاملة السيئة للغاية مع المدنيين على الحواجز العسكرية بحجة أنهم مطلوبون، وانتهاء باستباحة دماء الأهالي داخل الحي واستهدافهم بطلقات نارية مباشرة، أدت إلى وقوع ضحايا».
وأشار المصدران إلى أن المفاوضات دخلت مرحلة «التيه» في المرحلة الثانية من جولاتها، مع تقديم لجنة التفاوض المنتخبة من قبل الحي قوائم شملت ما يزيد عن سبعة آلاف معتقل ومفقود إلى النظام. إلا أن الأخير كان سباقاً في الخروقات المتكررة بغية التنصل وتسويف فتح ملف المعتقلين، ليتذرع بعدم وجوب الانتقال للمرحلة الثانية من المفاوضات حتى يتم تلافي أخطاء مرحلتها الأولى.
كما اتهمت المصادر محافظ النظام السوري في محافظة حمص، طلال البرازي، ببث العديد من الشائعات عبر الإعلام الموالي عن تسليم كتائب المعارضة لحي الوعر والانسحاب منه نحو الشمال السوري، بغية الحصول على مكاسب سياسية وإعلامية، وتنصلاً من ملف المعتقلين الذي يعد أحد الأسباب الجوهرية الذي دفع المعارضة لتوقيع اتفاق الهدنة.
حي الوعر يعد آخر معاقل المعارضة المسلحة في حمص المدينة، واتفاق التهدئة النظام السوري دخل حيز التنفيذ بحضور ممثلين عن جميع الأطراف برفقة الأمم المتحدة التي حضرت كمراقب، ممثلة بمكتب دي مستورا، والسفير الأممي في سوريا في بداية ديسمبر / كانون الأول من العام الفائت بعد حصار خانق دام لأعوام.
سلامي محمد
القدس العربي