أعلن «مكتب الخيول العربية الأصيلة» التابع للحكومة السورية عن بدء عمليات استصدار جوازات سفر للخيول العربية الأصيلة المسجلة في سوريا، وذلك بهدف تصدير هذه الخيول إلى دول أخرى لم يأت على تسميتها، مؤكدا على أن تصدير الخيول سيدر مبالغ مالية كبيرة على الدولة والمالكين على حد سواء.
مصادر إعلامية موالية للنظام السوري نقلت تصريحات لمدير مكتب الخيول في وزارة الزراعة المهندس محمد غياث الشايب يقول فيها إن الجياد العربية السورية الأصيلة تتعرض إلى تعديات متكررة ممن وصفهم بـ»الإرهابيين» والقيام بسرقتها ومحاولة طمس أنساب نشأتها السورية العريقة والقضاء على هذه الثروة الحضارية والاقتصادية المهمة، وإن عمليات استصدار جوازات سفر تهدف إلى تسجيل هذه الخيول قبل بيعها أو تهريبها – على حد وصفه.
وأردف أن مديرية الخيول لدى نظام دمشق تقوم بعمليات طباعة جوازات سفر لهذه الخيول بأسمائها العربية السورية الأصيلة، وأرقام تسجيلها، مشيرا إلى عدم وجود رقم إحصائي دقيق عن عدد الخيول العربية السورية الأصيلة خلال الأزمة الراهنة بسبب وجود بعض هذه الخيول حاليا في مناطق ساخنة، كما اتهم الشايب المعارضة السورية بسرقة 200 جواد سوري أصيل من ريف دمشق.
وحول عمليات تهريب الخيول السورية الأصيلة أوضح الشايب أنه لا يحق لأي شخص يقوم بسرقة جواد سوري الاستفادة منه أو بيعه، بل سيكون بمثابة عائق على السارق بسبب حاجته للطعام والشراب، بسبب وضع وشم على رقبة الجواد يحتوي على الاسم وتاريخ الميلاد، وبالتالي يجب مراجعة سلطة النظام السوري والمتمثلة بـ»وزارة الزراعة – مكتب الخيول»، وذلك للحفاظ على «الثروة الوطنية» بحسب المصدر.
وعزز الشايب موقف نظامه بإصدار جوازات سفر للخيول الأصيلة بالقول «إن الخيل في معظم الدول العالمية تسهم في دعم اقتصادها ومن الممكن وضعها في مرتبة اقتصادية جيدة تخدم جميع الشرائح في المجتمعات التي تقوم بالعناية بها، فعند إقامة أي فعالية يتم توفير فرص عمل للكثيرين، بدءا من السايس للمضمر للمالك وإلى الجوكي».
في حين اعتبر الناشط الإعلامي محمد الشامي، عزم النظام السوري تصدير الخيول السورية الأصيلة بعد استصدار جوازات سفر لها، بحجة الإرهاب، عمليات ممنهجة لـ «تهجير الخيول الأصيلة»، معتبرا ذلك خطوة جديدة في إفراغ سوريا من الثروة الحيوانية التي ما زالت تحت سيطرة الطبقة الحاكمة منذ تولي الأسد الأب زمام السلطة في البلاد، وان «باسل الأسد، ومنال جدعان – زوجة ماهر الأسد» وغيرهم الكثير خير مثال على مدى استغلال الدولة السورية باسم النظام لامتلاك أفضل أنواع الجياد السورية الأصيلة طيلة العقود المنصرمة.
وأضاف في حديثه مع «القدس العربي»: النظام السوري يصدر جوازات سفر بشكل «كيفي» فهو يعلن عن إصدار جوازات سفر للخيول بهدف الاستفادة من المال، في حين ما زال النظام ذاته يبيع جوازات السفر للسوريين على أنها «صكوك حرية، وعملية تجارية مربحة له، وليست حقا من حقوق السوريين الذين يخوضون البحار ليل نهار للهجرة عن بلدهم بسبب جرائم النظام ذاته، وأن نظام دمشق عازم على مواصلة تهجير كل من في البلاد من بشر وحيوانات على حد سواء»، على حد وصفه.
«القدس العربي» ـ من أسامة محمد: