أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان «أن اللاجئين السوريين يعانون ضغوطات يومية جراء أوضاع نزوحهم، ويشمل ذلك الفقر وعدم إمكانية الوصول إلى الاحتياجات والخدمات الأساسية واكتظاظ المساكن وانعدام الخصوصية ومخاطر العنف والاستغلال والعزل والتمييز المستمرة وفقدان الدعم الأسري والمجتمعي، فضلاً عن الشعور بعدم اليقين بشأن المستقبل».
وقالت «إن اللاجئين الذين يمتلكون إقامة منتهية الصلاحية يعيشون في خوف دائم من الاعتقال».
ولفتت المفوضية في تقرير عن أبرز المستجدات الحاصلة على صعيد أوضاع اللاجئين السوريين إلى « أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين حالياً لدى مكتب المفوضية هو 1,011,366 شخصاً، وحسب تقديرات المفوضية، ثمة أكثر من 850,000 لاجئ ولبناني بحاجة إلى الدعم من أجل الصمود خلال فصل الشتاء».
ومما جاء في التقرير « أطلق رئيس مجلس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، جنباً إلى جنب مع منسقة الأمم المتحدة الخاصة للبنان، سيغريد كاغ، والمنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان، فيليب لازاريني، في 19 كانون الثاني يناير خطة لبنان للاستجابة للأزمة 2017 – 2020.
ومع دخول الصراع في سوريا عامه السابع، طالبت الحكومة اللبنانية مع شركائها الوطنيين والدوليين بضرورة تأمين 2.8 مليار دولار أمريكي من أجل توفير المساعدات الإنسانية الحيوية والحماية اللازمة للأشخاص المشمولين باختصاص المفوضية، فضلاً عن الاستثمارات الضرورية في البنية التحتية العامة والخدمات والاقتصاد المحلي اللبناني في عام 2017».
وتضم خطة لبنان للاستجابة للأزمة (LCRP) أكثر من 104 هيئات شريكة من أجل توفير المساعدة لـ2.8 مليون شخص عرضة للخطر يقيمون في لبنان. وهي تهدف إلى توفير الحماية والمساعدة الفورية إلى 1.9 مليون شخص – بمن في ذلك لاجئون سوريون ومواطنون لبنانيون محتاجون ولاجئون فلسطينيون – وتقديم الخدمات الأساسية إلى 2.2 مليون شخص، والاستثمار في البنية التحتية والاقتصاد والمؤسسات العامة المحلية.
ونشرت النتائج الكاملة لتقييم جوانب الضعف لدى اللاجئين السوريين لعام 2016 (VASyR) الذي أجرته المفوضية بالاشتراك مع اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي في كانون الأول 2016. وخلصت هذه الدراسة السنوية إلى أن الأسر قد استنفدت مواردها المحدودة وأنها تحاول التكيف مع الأوضاع للصمود بالحد الأدنى، وذلك من خلال اعتماد آليات مواجهة ضارة أو مستنفدة للموارد من أجل البقاء على قيد الحياة. وهي أظهرت أن أكثر من ثلث اللاجئين يعاني من درجة متوسطة إلى معتدلة من انعدام الأمن الغذائي، أي ما يمثل زيادة قدرها 12 في المئة بالمقارنة مع عام 2015. أما نسبة الأسر التي تعيش تحت خط الفقر فلا تزال مقلقة إذ تبلغ 71 في المئة.
كما أن منظمة الرؤية العالمية أطلقت حملة تثقيفية في منطقة البقاع في لبنان، من أجل رفع مستوى الوعي حول أهمية الحفاظ على المياه والنظافة الصحية واستخدام عدادات المياه وفوائد الاشتراك في نظام شبكة المياه التابع لمؤسسة مياه البقاع. ويهدف مشروع منظمة الرؤية العالمية المتصل بالمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية إلى تعزيز البنية التحتية الأساسية والانتعاش الاقتصادي في أبلح وتعلبايا في البقاع الأوسط، وذلك من خلال تحسين شبكة الإمداد بالمياه. وهو يوفر إمكانية الوصول إلى المياه المأمونة ومرافق الصرف الصحي وخدمات النظافة الصحية مما يساعد بدوره على التقليل من خطر الأمراض والوفيات المتصلة بالمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.
وقال تقرير المفوضية أنه «وفقاً لمركز «ريستارت» لتأهيل ضحايا التعذيب والهيئة الطبية الدولية ومنظمة أطباء العالم ومؤسسة النهوض الاجتماعي بالثقافة (FPSC) – وهي المنظمات الشريكة الرئيسية في مجال الصحة النفسية، فإن أبرز مشاكل الصحة النفسية وأكثرها شيوعاً بين اللاجئين السوريين الاكتئاب والاضطرابات المتصلة بالقلق واضطرابات ما بعد الصدمة».
واضاف «واجه اللاجئون عدداً لا يحصى من الخسائر: فقدان منازلهم وفقدان مستقبل أطفالهم وفقدان أحبائهم وفقدان سبل عيشهم. وتتفاقم هذه الخسائر مع استنفاد مدخراتهم والعديد من التحديات التي يواجهونها على الصعيدين الاجتماعي والمهني.كما أن العثور على مساكن لائقة وبأسعار معقولة صعب جداً. ويفيد معظم اللاجئين عن عدم قدرتهم على إيجاد الوظائف، واعتمادهم بالتالي على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء.
ومن الأنماط الأخرى التي تُلاحظ لدى العديد من الأسر السورية اللاجئة، خاصة الأسر التي تضم أفراداً ذكوراً تعرضوا للتعذيب، تغير الأدوار داخل الأسرة: فالنساء والأطفال يصبحون معيلي الأسرة. ويؤدي هذا التغير في الأدوار إلى خلل في ديناميات الأسرة وقدرتها على التعامل مع الضغوط.
كما لا تزال مسألة الإقامة القانونية من أكبر التحديات التي يواجهها اللاجئون السوريون في لبنان. فأولئك الذين يمتلكون إقامة منتهية الصلاحية يعيشون في خوف دائم من الاعتقال».
وعن تكلفة الرعاية الصحية ذكر التقرير «تشكل تكلفة الرعاية الصحية أيضاً تحدياً آخر يواجهه اللاجئون، إذ لا يستطيع العديد منهم تحمل تكاليف العلاج. ويواجه بعض اللاجئين السوريين تحديات في ما يتصل بدخول مستشفيات الأمراض النفسية. فالتأخير في الحصول على موافقة المستشفيات وتكاليف الرعاية الباهظة التي تفوق في كثير من الأحيان قدرة الأسر، تجبر العديد من اللاجئين على اختيار عدم دخول المستشفى على الرغم من حاجتهم الماسة إلى ذلك».
وعن أبرز التطورات المتصلة، أفاد التقرير «أن الوكالات والحكومة اللبنانية طالبت بـ2.48 مليار دولار أمريكي في خطة لبنان للتصدي للأزمة للعام 2016. وبحلول كانون الأول 2016، تم تخصيص أكثر من 1.12 مليار دولار أمريكي لدعم هذه الخطة، أي 50 في المئة من المبلغ المطلوب للخطة».
القدس العربي