أكد مصدر مسؤول من داخل حي الوعر في مدينة حمص آخر معاقل المعارضة السورية لـ «القدس العربي» بأن الميليشيات الشيعية التي يقودها حزب الله اللبناني ستبقى تحاصر الحي لحين إفراغه بالكامل من المقاتلين والرافضين للتسوية مع النظام السوري والذين قد يتجاوز عددهم 15 ألف سوري.
وقال المصدر، الذي فضل حجب اسمه، لدواع تفاوضية مع الجانب الروسي إن «حي الوعر الذي يتم تهجير أبنائه ومقاتليه من قبل روسيا والنظام السوري سيتم تفريغه بالكامل من الشباب والرجال من أعمار 17 حتى 40 عاماً، فيما سيبقى الكهلة وكبار السن في الحي لعدم إفساح المجال أمام النظام السوري وحلفائه بإحداث تغيير ديموغرافي سكاني فيه كما حصل في ريف دمشق»..
وأشار إلى ان القوات الروسية «ستتوجه لفرض سيطرتها على مصفاة حمص النفطية، والتي تعتبر أكبر المصافي النفطية في سوريا، إلا أن الخطوة الروسية تحتاج لتحييد الميليشيات الشيعية من المنطقة، وأن الاتفاق بين الروس وهذه الميليشيات يضمن بقاء الأخيرة لحين تفريغ حي الوعر بالكامل من المقاتلين والأهالي الرافضين للتسوية».
وكان قد وصل في العشرين من شهر آذار/ مارس الحالي، 1354 مدنياً سورياً من مهجري حي «الوعر»، إلى مخيم اللاجئين في مدينة جرابلس بريف محافظة حلب شمالي البلاد، وقد تضمنت القافلة التي نقلت المهجرين 32 حافلة تحمل مدنيين مهجرين من الوعر، وصلت إلى مدينة الباب بحلب، بعد رحلة استغرقت 22 ساعة، قبل انتقالها إلى جرابلس في ريف حلب الخاضع لسيطرة الجيش السوري الحر.
و قال أسامة أبو زيد مدير مركز حمص الإعلامي لـ «القدس العربي» خلال اتصال هاتفي معه «سيبقى في حي الوعر 300 مقاتل من فصائل المعارضة السورية إلى حين تفريغ الحي من المقاتلين والأهالي، وأن تواجد هذه القوات هدفه حماية الحي من أي خروقات قد يفتعلها النظام السوري أو الميليشيات، ومجموعات المعارضة هذه ستكون بضمانة روسية، وسيبقى لهم القرار في الخطوات الأخيرة من التفريغ إما يخرجون من الحي أو يقومون بتسوية أوضاعهم مع النظام السوري».
وحول الدور المناط بالنظام السوري في عملية تهجير الوعر وتفريغه، أكد أن النظام السوري دوره فقط يقتصر على تسيير الأمور الإدارية والمدنية كـ «تثبيت عقود الزواج، الولادة، استصدار دفاتر عائلة للعائلات المهجرة»، وذلك لسد الفراغ المدني الحاصل في حي الوعر منذ ثلاث سنوات.
ونوه مدير مركز حمص الإعلامي إلى إن كتيبة روسية مكونة من 60 إلى 100 عنصر من الشرطة الروسية ستدخل الحي عند تهجير أبنائه ومقاتليه، وأن الاتفاق المبرم مع لجنة الحي يقضي بمنع موسكو لقوات النظام السوري مدة ستة أشهر ابتداءً من تفريغ الحي، وثم طرد الميليشيات الشيعية التي تحاصر الحي.
كما قال أبو زيد لـ «القدس العربي»، «من يحاصر حي الوعر من الميليشيات الطائفية الشيعية هما حزب الله اللبناني، ولواء الرضا الشيعي، وأن لواء الرضا هو ميليشيا محلية منتجة على أسس طائفية من القرى الشيعية التي تحيط بحي الوعر، وقيادة هذه الميليشيا لبنانية تابعة لحزب الله».
وتضمن الاتفاق بين المعارضة السورية وقوات النظام السوري وحليفه الروسي، ضمان موسكو للمسؤولية الكاملة عن سلامة الخارجين من الحي، وكان قد شهد الاتفاق بين الأطراف تشكيل لجنة عامة مؤلفة من ممثلي «لجنة حي الوعر، اللجنة الأمنية بحمص، القوات الروسية» لتتولى الإشراف على تطبيق الاتفاق ومعالجة الخروقات.
ويعتبر حي الوعر في مدينة حمص وسط سوريا، آخر المعاقل التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وقد تعرض الحي لحصار خانق على مدار السنوات الأخيرة، وكذلك تعرض لعمليات عسكرية من قبل النظام السوري، فيما كان يعتبر الحي أحد مراكز اللجوء التي قصدها عشرات آلاف السوريين من قرى وبلدات ريف حمص.
المصدر: القدس العربي