قال محمد علوش مفاوض المعارضة السورية الذي يمثل جماعة «جيش الإسلام» المعارضة امس الخميس إنه لا يمكن استئناف محادثات السلام في جنيف إذا لم توقف الحكومة «المذابح» وتطلق سراح آلاف السجناء.
وقبل أن يغادر محادثات جنيف قال علوش موجهاً حديثه لمفاوض الحكومة بشار الجعفري إنه إذا كان يريد حكومة وحدة وطنية حقيقية فعليه أولاً إطلاق سراح عشرة آلاف سيدة في السجون وعشرات الألوف من السجناء. وأضاف أنه يتعين عليه كذلك وقف «المذابح» التي ترتكب كل يوم وبعد ذلك ربما يمكن استئناف المحادثات.
في جنيف، عقدت مجموعتا العمل حول الشؤون الانسانية ووقف الأعمال القتالية في سوريا اجتماعين متتاليين الخميس في مقر الأمم المتحدة.
وقال منذر ماخوس، احد المتحدثين باسم الهيئة العليا للمفاوضات الاربعاء، «نحن لسنا خارج المفاوضات ولم نقاطعها، طلبنا تأجيل المفاوضات أو تعليقها. كنا ولا نزال جزءاً من العملية السياسية ولن نقاطعها».
وأكد ان العمل مستمر و «هناك مندوبون من فريق دي ميستورا يحضرون إلى فندقنا ويناقشون اموراً تقنية مع خبراء من وفدنا». وقال مبعوث الأمم المتحدة اليوم الخميس إنه تم إحراز تقدم «متواضع» على صعيد توصيل المساعدات الإنسانية للسوريين المحاصرين وإن الحكومة ما زالت تمنع دخول الإمدادات الطبية والجراحية لبعض المناطق ووصف ذلك بأنه أمر «غير مقبول».
وقال ستافان دي ميستورا في تصريحات صحافية عقب اجتماع أسبوعي لقوة العمل الإنسانية التي تتألف من قوى كبرى وإقليمية إنه سيعين في الأيام المقبلة مسؤولاً كبيراً ليتولى قضية عشرات الآلاف من المحتجزين وهي قضية تتسم بالحساسية السياسية.
ودخلت أمس الخميس اكبر قافلة مساعدات انسانية منذ بدء النزاع السوري قبل خمس سنوات إلى مدينة الرستن المحاصرة في وسط سوريا، وذلك غداة نجاح الأمم المتحدة في اجلاء 500 شخص من اربع مناطق محاصرة اخرى. ويأتي ذلك في وقت يطغى الملف الانساني والميداني على اجتماعات تجري الخميس في جنيف، عشية اعلان الموفد الدولي الخاص تقييمه لجولة المفاوضات المتعثرة بين النظام والمعارضة.
وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بافل كشيشيك ان قافلة مساعدات من 65 شاحنة تحمل مواد غذائية وأدوية ومعدات طبية بدأت بالدخول إلى منطقة الرستن في ريف حمص الشمالي، حيث يعتقد انه يعيش حوالى 120 ألف شخص.
وتعتبر الرستن أحد آخر معقلين متبقيين لمقاتلي المعارضة في محافظة حمص، وتحاصرها قوات النظام منذ حوالى ثلاث سنوات، وان كان الحصار اصبح تاماً منذ بداية هذا العام.
واضاف كشيشيك «نعتقد ان هناك 17 مخيماً للنازحين في منطقة الرستن تعاني من وضع انساني صعب.» واوضح انها «اكبر قافلة مساعدات مشتركة نقوم بها في سوريا حتى الآن».
وتسيطر قوات النظام على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل الإسلامية والمقاتلة في الريف الشمالي وبينها الرستن وتلبيسة، واخرى في الريف الشرقي تحت سيطرة تنظيم «الدولة». ولم تدخل اي مساعدات إلى الرستن، وفق كشيشيك، منذ «اكثر من عام». وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السوري إلى سلاح حرب رئيسي تستخدمه الأطراف المتنازعة، اذ يعيش حالياً وفق الأمم المتحدة 486 الف شخص في مناطق يحاصرها الجيش السوري أو الفصائل المقاتلة أو تنظيم الدولة الإسلامية، ويبلغ عدد السكان الذين يعيشون في مناطق «يصعب الوصول» اليها 4,6 مليون نسمة.
وفي اطار خطة برعاية الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري، اجلت الأمم المتحدة بشكل متزامن الاربعاء 500 جريح ومريض وعائلاتهم من مناطق تحاصرها الفصائل المقاتلة أو قوات النظام السوري، وهي الزبداني ومضايا في ريف دمشق (وهما محاصرتان من النظام) والفوعة وكفريا (محاصرتان من المعارضة) في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد.
إجلاء
وتم إجلاء المحاصرين في حافلات وصلت فجراً إلى منطقة قلعة المضيق في ريف حماة (وسط) الشمالي لتتجه بعدها إلى مناطق واقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة أو قوات النظام.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بدأت الحافلات التي تقل 250 شخصاً تم اجلاؤهم إلى الزبداني ومضايا بالوصول إلى محافظة ادلب الواقعة تحت سيطرة «جيش الفتح» وهو عبارة عن تحالف فصائل إسلامية على رأسها جبهة النصرة وحركة «أحرار الشام.»
كما بدأت حافلات تقل الـ250 الآخرين من الفوعة وكفريا إلى مدينة اللاذقية (غرب) واخرى لا تزال في طريقها إلى دمشق.
ووفق اتفاق توصلت إليه قوات النظام والفصائل المقاتلة في ايلول/سبتمبر الماضي، فإن عمليات الإجلاء كافة وادخال المساعدات إلى تلك البلدات الاربع يجب ان تجري بشكل متزامن.
وتسري في مناطق سورية عدة منذ 27 شباط/فبراير هدنة هشة تستثني تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة بموجب اتفاق أمريكي روسي وافق عليه مجلس الأمن. وينص على تفعيل ادخال المساعدات إلى المناطق التي تحتاج اليها.
وبدت الهدنة مهددة بمعارك تدور في محافظات عدة اهمها اللاذقية وحلب (شمال) وحمص (وسط).
ويضغط المجتمع الدولي، وخصوصاً الولايات وروسيا، من أجل تثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية ونجاح مفاوضات السلام الجارية في جنيف. إلا ان المحادثات لم تحقق حتى الآن أي تقدم، بل انها تزداد تعقيداً لا سيما في ظل التصعيد الميداني على الأرض.
وكالات – القدس العربي