تعد بين المئة امرأة الأكثر إلهاما في العالم
الشابة مزون استحقت لقب «ملالا السورية» نسبة إلى الطفلة ملالا يوسفزاي التي حاولت حركة طالبان اغتيالها بسبب إصرارها على التعليم، بجدارة. فإذا سألت عن مزون مليحان بين فتيات مخيم الزعتري ستسمع إحداهن تقول إنها الفتاة الأكثر نشاطاً في المدرسة، وتقول اخرى إنها محبوبة في الحي، ناهيك عن شعبيتها بين المعلمات في المخيم وصديقاتها.
وفي حديث أجرته «القدس العربي» مع الشابة اللاجئة والمصنفة من بين المئة امرأة الأكثر إلهاما لعام 2015 قالت مزون راكان مليحان:» دخلت الأردن عبر الشبك الحدودي مع سوريا كلاجئة في الثاني من شهر تموز/يوليو عام 2013 بسبب صعوبة الوضع في محافظة درعا وسوء الأحوال التي تمر بها، وكانت رحلتي مع اللجوء تحمل الكثير من الصعوبات والتفاصيل»، على حد تعبيرها.
وعندما سألتها «القدس العربي» عن السبب الذي دعاها لممارسة نشاطها في المخيم قالت: «إن الكثير من الأطفال قد فقدوا الأمل بالحياة، واعتبروا أن التعليم ليس مهماً، فيما أرى العكس تماماً بشأن ضرورة الاستمرار بطلب العلم، وذلك ما جعلني أبدأ بحملات الدعوة للتعليم بين صفوف الأطفال في المخيم، وحتى أيضاً أسرهم ومحاربة الزواج المبكر للفتيات».
وأضافت «كما أنني واجهت صعوبات كثيرة عندما قمت بمثل هذا العمل الطوعي المنفرد، لكنني ما زلت مستمرة فيه إلى هذه الأيام، ولأن الأطفال هم أساس المجتمع، والأهالي بدورهم يعملون على التأثير على أطفالهم لذا يجب علينا العمل على تثقيف الأهالي ومساعدتهم وتأمين جيلنا وحضارتنا بالعلم، لأنه بسواعدنا نبني الأوطان».
وأما عن لقبها «ملالا سوريا» سألتها «القدس العربي» ماذا يعني لك ذلك؟ فأجابت: «أعطاني هذا اللقب دفعة قوية جداً لمواجهة كل الصعوبات والتحديات وشجعني على الاستمرار». وأكدت أن نشاطها ليس محدوداً بمكان أو زمان وهي جاهزة في أي وقت للدعوة للعلم والتعليم من أجل مستقبل مزهر للجميع.
وتمنت مزون عاماً جديداً أجمل من الذي مضى، مؤكدة أنها تتمنى الخير والسلام للجميع وللوطن والنجاح في المرحلة الثانوية (التوجيهي)؛ لتصبح إعلامية ناجحة من أجل أن تستمر فيما تحب ولإيصال كل رسائل الأطفال الى العالم.
من جهة أخرى قال والدها: «كوالد لمزون مثلي مثل أي أب أشجع أولادي على طلب العلم، وعلى الصدق والأمانة والدين، وعلى أن يكونوا فاعلين بالمجتمع بشكل إيجابي، وما قامت به مزون من أفكار ونجاحات هي من فعلها وخاصة محاربتها لظاهرة الزواج المبكر، التي تضاعفت ونمت في مثل هذه الظروف».
ويضيف: «عندما غادرنا سوريا كانت مزون تدرس في الصف التاسع الإعدادي، وحين وصولنا للمخيم التحقت بالمدرسة هناك حيث كان وضع المخيم يشهد ازدحاما وتدفقا من اللاجئين، وجعلت الأحداث الدائرة هناك المجتمع متشتت الأفكار؛ مما حدا بمزون لأن تنطلق في حملات توعية تشجع على التحاق الطلبة في المدارس».
وأشار والد مزون إلى أن ابنته حازت شهادة تقدير من منظمة اليونيسف، بالإضافة لحصولها على شهادة الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب، وحفظها لعشرة اجزاء من القرآن الكريم، وعينت كمعلمة في المسجد لإعطاء الدروس القرآنية للأطفال، وهي لم تكن تتجاوز سن الـ14 عاما وكانت تتقن بشكل مقبول اللغة الإنكليزية محادثة وكتابة.
وختم قائلاً: «شاءت الأقدار والظروف أن ننتقل إلى مخيم آخر وهو مخيم الأزرق، مع أن نمط الحياة يختلف عن مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الاردن ولكن مزون سرعان ما عاودت نشاطاتها ولكن بنمط مختلف يتلاءم مع طبيعة المجتمع، والتحقت بنشاطات مختلفة، وأقنعت الكثير من الفتيات بالالتحاق في تلك الأنشطة بمخيم الأزرق أيضا».
القدس العربي