رفض بشار الأسد، في عدة مقابلات صحافية أوروبية، الجدول الزمني الذي اتفق عليه في فيينا حول عملية الانتقال السياسي، لكن واشنطن تشعر بأن هناك قوة اندفاع إيجابية نحوالانتقال السياسي في سوريا، خاصة ان بيان فيينا 2 وقعه 20 مشاركا منهم 18 دولة.
ويتوقع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري – ومعه كل وزراء الخارجية – الذين حضروا المؤتمر – ان إطار العمل سيتقدم، وأن اجتماع المعارضة السورية وممثلي النظام سينطلق في أول يناير/كانون الثاني 2016 برعاية الأمم المتحدة وبعد 6 أشهر تبدأ عملية وضع دستور جديد، ثم فترة 18 شهرا لعقد انتخابات حرة وعادلة.
ويقول الأمريكيون ان هذا الاتفاق لم يمله الأمريكيون أوالروس، بل اتفق عليه بالإجماع بين الـ20 مشاركا. ولكن أثناء وجود الوزير كيري في باريس قال للصحافيين الأمريكيين، المرافقين له في طيارته، انه ربما على بعد أسابيع من عملية انتقال سياسي كبير في سوريا. فهل قبل النظام بذلك على الرغم من عدم ذكر اسم بشار الأسد في الاتفاق؟ ويحاول الأمريكيون إعادة تفسير كلام كيري بأنه يعتقد اننا على بعد أسابيع من وقف اطلاق النار وليس بدء عملية الانتقال السياسي.
ومن الأمور التي تبعث على التفاؤل ان يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار في الاسابيع المقبلة. وهناك الكثير من الجهد لوضع الأمور في مسارها، وهذا ما تقوم به الأمم المتحدة التي تدير وتشرف وتدعم العملية السلمية بين الطرفين.
لكن الأمر الذي جرى التفاهم حوله في فيينا هوان الأمريكيين والأوروبيين والشركاء العرب سيضمنون تقديم المعارضة السورية لبدء عملية التفاوض، بينما يقوم الروس وإيران بدفع الأسد نحوالمفاوضات.
فهل هناك تراجع روسي – إيراني من التعهدات؟ ولهذا فإن تعليقات الأسد حول رفضه للجدول الزمني تتعارض مع ما تم الاتفاق عليه في فيينا. ولكن من المبكر الحديث عن ان هذا قرار نهائي. ويتوقع الأمريكيون ان يقنع الروس والإيرانيون الأسد بالدخول في العملية السلمية، لأنهما الدولتين اللتين لديهما النفوذ الأكبر عليه. وسيترك الأمريكيون للسعوديين عملية توحيد المعارضة السورية وترتيب الوفد المشترك للمعارضة السورية من خلال المؤتمرالمقبل لفصائل المعارضة السورية في السعودية.
لكن المشكلة هي انه كيف يتوقع الأمريكيون إضعاف الروس وإيران لنظام الأسد أو دفعه لتقليص سلطاته أوالرحيل، بينما يركز الأمريكيون على تدمير وإضعاف تنظيم الدولة الإسلامية وليس الأسد؟
الغرب والعرب وروسيا وإيران يسعون لدفع سوريا في اتجاه المفاوضات
القدس العربي