قال ناطق باسم الجيش الأمريكي في العراق أن أحد جنوده قتل بعبوة ناسفة في الشمال، كما قتل قائد في البيشمركه (قوات الإقليم الكردي المسلحة)، أمس الخميس، خلال مشاركته في معارك تشنها القوات العراقية لاستعادة مدينة الموصل في محافظة نينوى شمالي البلاد، من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية»، بحسب مصدر عسكري.
وقال النقيب شيرزاد زاخولي، إن «اللواء مصطفى كوران نائب قائد قوات هلكُرد (أحد تشكيلات قوات البيشمركه) التي تقاتل في محور بعشيقة شمال شرق الموصل، قتل في تفجير انتحاري في سيارة مفخخة نفذها تنظيم داعش».
وأوضح المصدر أن «سيارة مفخخة يقودها أحد عناصر داعش، استهدفت نقطة تمركز قوات البيشمركه في محور بعشيقة، وفجّر نفسه عند بلوغه الهدف».
ومن جهته أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الخميس أن القوات العراقية تتقدم «بأسرع مما هو متوقع» في معركة استعادة مدينة الموصل من تنظيم «الدولة الإسلامية»، فيما حذر الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند من فرار جهاديين إلى الرقة، معقل التنظيم الجهادي في سوريا.
وقال الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، أمس الخميس، إن مدينة الموصل (شمال)، «ستدار من قبل أبنائها من المكونات كافة»، بعد استعادة السيطرة عليها من تنظيم «الدولة».
وأوضح في بيان له إن «هناك ضرورة لتكاتف جميع الجهود ورص الصفوف من أجل القضاء النهائي على الإرهاب والسير قدماً نحو بناء عراق مستقر ومزدهر».
وأكد أن «الموصل ستتحرر بأيادٍ عراقية وسيديرها بعد التحرير أبناؤها من كافة المكونات».
وفي غضون ذلك تتصاعد المخاوف لدى سكان مدينة الموصل العراقية ذات الغالبية السنية، من انتهاكات قد تصل لحد المجازر قد تنفذها ميليشيات «الحشد الشعبي» (شيعي) بحقهم، أثناء مشاركتها في استعادة المدينة من تنظيم «الدولة».
تأتي تلك المخاوف في ضوء اتهامات سابقة وجهتها منظمات دولية حقوقية وإنسانية، إلى الحشد بممارسة انتهاكات خطيرة، في مناطق أخرى.
ورغم تطمينات المسؤولين العراقيين بعدم مشاركة ميليشيات الحشد في معركة الموصل، ينفي السكان ذلك، مؤكدين للآن الأخيرة تشارك بل وأنها «في طليعة القوات المشاركة».
ويرى سكان المدينة، التي سقطت بيد تنظيم «الدولة» في العاشر من يونيو/ حزيران 2014 أن ميليشيا «الحشد الشعبي» جاءوا الى الموصل بدوافع «انتقامية» من سكانها، ولا يخفون «نواياهم الطائفية»، بحسب سكان ووجهاء من المدينة.
ويذهب عدد من السكان إلى أنهم عازمون على النزوح عن المدينة، في حال دخول قوات «الحشد الشعبي» إليها، محذرين من تفريغ المدينة من سكانها السنة ومن ارتكاب «مجارز» بحقهم.
يقول الشيخ مزاحم الحويت، المتحدث باسم عشائر نينوى (مركزها الموصل)، إن «الحشد الشعبي جاء إلى الموصل من أجل الانتقام الطائفي من سكانها لا من أجل تحريرهم».
وأشار إلى أن الموصل لديها ما يكفي من متطوعين للمشاركة بتحرير مدينتهم «والزج بالحشد الشعبي هذا يعني ارتكاب أعمال انتقامية».
ويتحسس سكان الموصل من مشاركة «الحشد الشعبي» باعتباره «مدعوماً من إيران»، وأن الموصل كانت قد «خرّجت خيرة ضباط الجيش العراقي بل وتعد معقل ضباط الجيش السابق».
ويعتقد السكان أن وجود «هذه الميليشيات قد تأتي لتصفيتهم، كما فعلت مجاميع مسلحة قبل سقوط الموصل بيد التنظيم، حين اغتالت خيرة ضباط الجيش السابق وأغلب الطيارين ممن شاركوا في الحرب ضد إيران في ثمانينيات القرن الماضي»، والتي استمرت من سبتمبر/أيلول 1980 حتى أغسطس/آب 1988.
وتقول تسريبات إعلامية من مصادر أمنية إن التحالف الدولي «قلل» من دعمه الجوي، الأربعاء، بعد معلومات مؤكدة عن مشاركة «الحشد الشعبي»، في معارك تحرير قرى في جنوب الموصل إلى جانب الشرطة الاتحادية.
وقال الميجر جنرال جاري فوليسكاي، قائد القوات البرية التابعة للتحالف من واشنطن، أمس، إن التحالف الدولي «لا يدعم الفصائل الشيعية» التي تشارك في معركة استعادة الموصل. وأضاف أنه خلال المعارك ضد التنظيم، فإن التحالف لا يدعم سوى العناصر الواقعة تحت القيادة والسيطرة المباشرة لقوات الأمن العراقية، مشيرا إلى أن «الحشد الشعبي ليس كذلك».
وتؤكد ميليشيات «الحشد الشعبي» مشاركتها في معركة استعادة الموصل بعناصر لها في مناطق جنوب المدينة.
«القدس العربي» – وكالات: