القدس العربي»: وافقت السعودية على مشاركة إيران في الاجتماع الدولي الذي سيعقد غدا الجمعة في فيينا لبحث الاتفاق على حل سياسي للأزمة السورية يضمن في النهاية رحيل الرئيس السوري بشار الأسد .
وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يوم أمس ان السعودية ومعها الدول العشر الداعمة للمعارضة السورية وافقت على مشاركة إيران في مؤتمر فيينا، «حتى يكون هذا اختبار نوايا لإيران وروسيا بشأن جديتهما للقبول بحل سياسي يضمن رحيل بشار الأسد خلال فترة زمنية محددة وفق اتفاق جنيف-1 الخاص بسوريا والذي يتضمن تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة».
وجاءت الموافقة على مشاركة إيران في مؤتمر فيينا غدا، بعد الاجتماع الذي عقدته الدول الغربية العشر الداعمة للمعارضة السورية بما فيها السعودية وقطر وتركيا والأردن والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا يوم أول أمس في باريس بناء على دعوة فرنسية والتي اتفقت على مبدأ رحيل الرئيس بشار الأسد عن الحكم .
وأشار وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني إدموند هاموند في الرياض أمس إلى ان اجتماعات فيينا يجب ان «تتفق على حل سياسي يتضمن رحيل الأسد وفق فترة زمنية محددة، والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية الأمنية والعسكرية ووضع دستور سوري جديد يضمن حقوق كل السوريين بمختلف طوائفهم وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة، وانسحاب القوات والميليشيات الأجنبية من الأراضي السورية».
ولكن الوزير السعودي أكد ان السعودية وحلفاءها الداعمين للمعارضة السورية لن يقبلوا بالاستمرار في التفاوض مع إيران وروسيا اذا لم تكن هناك تعهدات واضحة من البلدين بالقبول بمبدأ رحيل بشار الأسد، خلال فترة زمنية محددة، وحذر من المناورات السياسية الإيرانية، وقال الجبير «اذا لم يكن هناك مجال لحل سياسي فلن نستمر بالتفاوض، وأشار إلى انه تم الاتفاق بين دول التحالف حول سوريا بأن تعمل على تقييم الأمور والنتائج بعد كل اجتماع لمعرفة ما إذا كانت هناك جدوى من الاستمرار أم التوقف». من ناحيته أكد وزير الخارجية البريطاني إدموند هاموند على انه «لا بد من وجود تاريخ محدد لرحيل بشار الأسد ولا بد من التأكد من الاتفاق على هذا المبدأ، وأضاف «اما تفاصيل كيف يتم تحقيق ذلك فيمكن مناقشتها بعد ذلك».
ولوح بإمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري للإطاحة ببشار الأسد، مؤكدا استمرار السعودية بتعزيز القدرات العسكرية لقوات المعارضة «المعتدلة»، وأفادت مصادر سياسية في الرياض ان المملكة ومعها قطر وتركيا مصرة على الاتفاق على رحيل الأسد «خلال فترة زمنية لا تتجاوز الستة أشهر»، وهذا ما استطاعت ان تقنع به حلفاءها الغربيين، وكانت معلومات ذكرت ان موسكو ليس لديها مانع بتأمين رحيل الأسد خلال فترة سنة ونصف يتم خلالها إجراء انتخابات رئاسية.
ويبدو ان الموقف المتشدد الذي تبديه السعودية تجاه مسألة رحيل الأسد خلال فترة زمنية «قصيرة لاتتجاوز الستة أشهر» سببه ما تأكد عدم نجاح الغارات الجوية الروسية في ان يحقق الجيش السوري المدعوم من عسكريين إيرانيين وميليشيات شيعية انتصارات عسكرية تغير موازين القوى على الأرض، واستطاعت قوات المعارضة السورية المدعومة من السعودية وقطر وتركيا ان تفشل الهجمات العسكرية لقوات النظام السوري وحلفائه وتدحرها بسبب التعزيزات العسكرية بالأسلحة المتطورة التي دعمت بها السعودية وقطر هذه القوات .
وعاد وزير الخارجية السعودي التأكيد على ان إيران هي «جزء من المشكلة في سوريا» واتهمها بـ «التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وترسل قواتها لاحتلال دول عربية ولقتل مواطنين عرب، وان سياستها هذه هي التي تخلق العداء لها في المنطقة»، وأكد ان «السعودية مضطرة لحماية مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة ضد السياسات الإيرانية».
في حين دعا وزير الخارجية البريطاني إلى العمل على تشجيع الحوار بين إيران والسعودية لتحقيق تقارب بينهما «لإنهما أهم وأكبر دولتين في المنطقة».
ورد الوزير السعودي بالتأكيد على ان «إيران هي التي جاءت بالسياسات العدائية في المنطقة وأنها اذا تخلت عن هذه الساسات فإن المملكة مستعدة لإقامة علاقات جوار واحترام متبادل معها».
إلى ذلك أشار وزير الخارجية السعودي إلى عدم غضب بلاده من زيارة نظيره العماني يوسف بن علوي بن عبد الله إلى دمشق ولقائه بالرئيس الأسد – يوم الأحد الماضي – مشيرا إلى انه حريص على لقاء نظيره العماني لمعرفة نتائج زيارته إلى دمشق «ولكن الوقت لم يساعده، ولكنه أكد ان الزيارة العمانية إلى سوريا لا تعني ان سلطنة عمان قد انشقت عن دول مجلس التعاون الخليجي «لأن مصالحنا السياسية واحدة».
من ناحية ثانية أشار الوزيران السعودي والبريطاني إلى ان الحرب في اليمن «قاربت على الانتهاء لأنها قاربت على تحقيق أهدافها بتطبيق قرار مجلس الأمن 2116 «وأن المرحلة المقبلة هي مرحلة التفاوض السياسي بين مختلف الأطراف اليمنية لتطبيق قرار مجلس الأمن».
وكان وزير الخارجية البريطاني قد انهى زيارة للسعودية أمس استغرقت يومين أجرى خلالها لقاءات مع الملك سلمان وقادة المملكة تناولت الأوضاع في المنطقة .
سليمان نمر