تحريض وحوادث وتحذيرات من «مؤامرات وفتن»
اسطنبول ـ «القدس العربي» ـ من إسماعيل جمال: تسود حالة من الخوف والإرباك وسط اللاجئين السوريين في تركيا بعد أسبوع حافل من الأحداث غير المسبوقة والحملات التحريضية ضد تواجدهم في البلاد، وسط أحداث متسارعة فتحت الباب واسعاً أمام «شائعات خطيرة» وجعلت القضية على رأس أولويات أكثر من 3 مليون لاجئ سوري يتوزعون في العديد من المحافظات التركية.
وبعد بيان مفاجئ لوزارة الداخلية التركية حول الأزمة، أطلق رئيس الوزراء بن علي يلدريم ونوابه ووزراؤه ونواب في البرلمان تصريحات متعددة أعطت القضية زخماً آخر ورفعت مستوى الخشية والشكوك أن تكون الأحداث الأخيرة ناجمة عن حملة منظمة يمكن أن تتبعها أيام أصعب تنتظر اللاجئين السوريين على الأراضي التركية.
وبينما اعتبر مراقبون أن التطورات الأخيرة ناجمة عن تصادف وقوع عدد من الحوادث بين سوريين وأتراك خلال الأيام الماضية نجمت عنها حملات عفوية ضدهم، رأى آخرون أن ما يحدث ينذر بتطورات خطيرة وناجم عن حملات منظمة تهدف إلى استغلال سخط شريحة من الشعب التركي على بعض التجاوزات التي يرتكبها السوريون لتحشيد الشارع وخلق حالة من الفوضى والصراع لأهداف سياسية داخلية وخارجية.
وما زاد المخاوف من تبعات هذه الأزمة كونها تأتي في ظل توترات داخلية في تركيا التي تشهد مظاهرة كبيرة للمعارضة من المتوقع أن تصل إسطنبول خلال الأيام القريبة المقبلة، وقبل أيام من حلول الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة في البلاد.
بوادر الأزمة بدأت مع أول أيام عيد الفطر عندما اشتكى عدد كبير من الأتراك من تصرفات قام بها اللاجئون السوريون في العديد من المحافظات لا سيما فيما يتعلق بنظافة الحدائق العامة والسباحة على السواحل التركية بما يخالف العادات، وتطورت لاتهام لاجئين بتصوير سيدات تركيات على شاطئ البحر، وسبق ذلك نشر شاب فيديو له وهو يحاول معاكسة فتيات تركيات في إحدى الحدائق بمدينة كونيا التركية، والعديد من الحوادث المشابهة التي انتشرت بشكل واسع في وسائل الإعلام التركية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعقب ذلك العديد من الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت أكبرها عبر (هاشتاغ) وسم « ليتم إعادة السوريين إلى بلادهم» وكتب عليه عشرات آلاف الأتراك تغريدات تطالب بسرعة طرد السوريين وتم التركيز من خلاله على إظهار الأخبار التي تتحدث عن المشاكل التي وقعت بين اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك، وتطورت إلى تظاهرات وكتابة شعارات معادية في العديد من المناطق.
وعلى الرغم من وقوع العديد من الأحداث والحملات المشابهة طوال السنوات الماضية، إلا أن الحكومة التركية واللاجئين السوريين لمسوا أمراً مختلفاً هذه المرة، وصدرت تحذيرات واسعة تشير إلى أن الأمر مختلف ويمكن أن تؤدي حملة التحريض الواسعة التي حصلت إلى صدام واسع بين اللاجئين والمواطنين والتحضير لتسخير هذا الأمر لإحداث فوضى واسعة في البلاد. وزارة الداخلية التركية اضطرت لإصدار بيان قالت فيه إن تضخيم «الأحداث المؤسفة التي تقع أحياناً بين اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك في بعض الأماكن، تهدف إلى زرع الفتنة بين الطرفين، وجعلها أداة لاستخدامها من أجل تحقيق غايات سياسية داخلية».
واعتبرت أن «جهات معينة تتعمد تضخيم الأحداث المؤسفة وتروّج لها، بشكل لا يتوافق مع معايير حسن الضيافة والعمل بمبدأ الأنصار والمهاجرين، ويُحدث شرخاً داخل المجتمع». وكشفت عن أن المعطيات الرسمية تشير إلى أنّ نسبة انخراط السوريين في المشاكل والأحداث أقل من النسب التي يتم الترويج لها وتبلغ 1.32 في المئة تقريباً فقط.
رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الذي حاول بالدرجة الأولى تهدئة الشريحة الغاضبة من الشارع التركي شدد على ضرورة «عدم الخلط بين الصالح والطالح» وأكد على أن بلاده «لن تترك المسيئين من دون عقاب، وسيتم إبعادهم خارج الحدود التركية، في حال اضطر الأمر إلى ذلك». وتابع: «كل من يتجاوز حدوده سيُعاقب أمام القانون، وإن اضطر الأمر سيُبعد خارج الحدود».
وقال يلدريم إن من بين السوريين الذين استضافتهم بلاده يوجد العالم ويوجد الأكاديمي، مؤكدا أنّ بلاده ستمنح الجنسية لذوي المؤهلات العلمية، وأصحاب الكفاءات.
كما أن نائب رئيس الوزراء التركي ويسي قايناق، قال إنّ الحكومة التركية تدرك الاستياء الحاصل لدى شريحة من المجتمع التركي تجاه تصرفات بعض اللاجئين السوريين السيئة، وأنّ أنقرة لن تسمح لأحد بالقيام بفعاليات تخالف العادات والتقاليد والأعراف التركية، واعتبر أنه «لا بد من وجود مسيئين من بين 3 مليون ونصف لاجئ سوري يعيشون داخل الأراضي التركية» لكنه دعا المجتمع التركي إلى الهدوء والتصرف بحكمة تجاه السوريين.
ودعا نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، شعب بلاده إلى التحلي بالفطنة، حيال الأحداث الأخيرة، وقال: «أناشد شعبنا بأن يتحلى بالفطنة، تركيا تمرّ من مرحلة حسّاسة جداً، وهناك دول تتربص بتركيا، وجهات خارجية تسعى لإحداث شروخ مجتمعية في بلادنا» وقال: «السوريون أصدقاؤنا وأشقاؤنا، وسنواصل تقاسم رغيف خبزنا معهم».
وفي محاولة أخرى لاحتواء الأزمة، خصصت وزارة الأوقاف التركية خطبة الجمعة الموحدة في عموم البلاد لدعوة الشعب التركي لـ«الحذر واليقظة والفطنة تجاه حملات مسيئة تستهدف اللاجئين السوريين في البلاد» وقال الخطباء إن «البلاد تشهد في الآونة الأخيرة بأسى وحزن جملة من الحملات التي تريد إلقاء الظل على نبل شعبنا وكرمه، وتحاول بعض الأوساط تسيير عمليات تسيء إلى أخوتنا ووجودنا وحسن ضيافتنا».
وفي حادثة غير مسبوقة هزت البلاد، تعرضت، الخميس، لاجئة سورية حامل في شهرها التاسع إلى الاغتصاب والقتل برفقة جنينها وطفلها البالغ من العمر 10 أشهر في مدينة سكاريا، والجمعة اعتقلت السلطات التركية شابين تركيين اعترفا بارتكاب الجريمة، فيما تجمع مئات الأتراك الغاضبين حول قصر العدل في المدينة في محاولة للوصول إلى منفذي الجريمة.
واعتبرت وزيرة شؤون الأسرة التركية فاطمة بتول سايان كايا، أن «كل من يقوم بالمؤامرات والألاعيب بهدف التحريض على الإخوة السوريين، لا يختلف عن النظام السوري الظالم بشيء» واعتبرت أنه «لا يمكن لمرتكب هذه الجريمة أن يكون إنسانا، وإن الإرهاب والوحشية لا عرق لهما ولا قومية، راجية إنزال أشد أنواع العقاب بالمجرم» وشددت على أن بلادها «لن تسمح لأحد بإيذاء الأخوة السوريين أو استخدام قضيتهم لخدمة مخططاته السوداء».
وحذر النائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم فورال قاونجو، من وجود أطراف وجهات داخلية تسعى لاستثمار موضوع اللاجئين السوريين وجعله أداة سياسية لإنهاك الحكومة التركية وإلحاق الضرر بها، وطالب النائب مواطني بلاده توخي الحذر من «الوقوع في فخ تلك الجهات».
وبعد بيان مفاجئ لوزارة الداخلية التركية حول الأزمة، أطلق رئيس الوزراء بن علي يلدريم ونوابه ووزراؤه ونواب في البرلمان تصريحات متعددة أعطت القضية زخماً آخر ورفعت مستوى الخشية والشكوك أن تكون الأحداث الأخيرة ناجمة عن حملة منظمة يمكن أن تتبعها أيام أصعب تنتظر اللاجئين السوريين على الأراضي التركية.
وبينما اعتبر مراقبون أن التطورات الأخيرة ناجمة عن تصادف وقوع عدد من الحوادث بين سوريين وأتراك خلال الأيام الماضية نجمت عنها حملات عفوية ضدهم، رأى آخرون أن ما يحدث ينذر بتطورات خطيرة وناجم عن حملات منظمة تهدف إلى استغلال سخط شريحة من الشعب التركي على بعض التجاوزات التي يرتكبها السوريون لتحشيد الشارع وخلق حالة من الفوضى والصراع لأهداف سياسية داخلية وخارجية.
وما زاد المخاوف من تبعات هذه الأزمة كونها تأتي في ظل توترات داخلية في تركيا التي تشهد مظاهرة كبيرة للمعارضة من المتوقع أن تصل إسطنبول خلال الأيام القريبة المقبلة، وقبل أيام من حلول الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة في البلاد.
بوادر الأزمة بدأت مع أول أيام عيد الفطر عندما اشتكى عدد كبير من الأتراك من تصرفات قام بها اللاجئون السوريون في العديد من المحافظات لا سيما فيما يتعلق بنظافة الحدائق العامة والسباحة على السواحل التركية بما يخالف العادات، وتطورت لاتهام لاجئين بتصوير سيدات تركيات على شاطئ البحر، وسبق ذلك نشر شاب فيديو له وهو يحاول معاكسة فتيات تركيات في إحدى الحدائق بمدينة كونيا التركية، والعديد من الحوادث المشابهة التي انتشرت بشكل واسع في وسائل الإعلام التركية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعقب ذلك العديد من الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت أكبرها عبر (هاشتاغ) وسم « ليتم إعادة السوريين إلى بلادهم» وكتب عليه عشرات آلاف الأتراك تغريدات تطالب بسرعة طرد السوريين وتم التركيز من خلاله على إظهار الأخبار التي تتحدث عن المشاكل التي وقعت بين اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك، وتطورت إلى تظاهرات وكتابة شعارات معادية في العديد من المناطق.
وعلى الرغم من وقوع العديد من الأحداث والحملات المشابهة طوال السنوات الماضية، إلا أن الحكومة التركية واللاجئين السوريين لمسوا أمراً مختلفاً هذه المرة، وصدرت تحذيرات واسعة تشير إلى أن الأمر مختلف ويمكن أن تؤدي حملة التحريض الواسعة التي حصلت إلى صدام واسع بين اللاجئين والمواطنين والتحضير لتسخير هذا الأمر لإحداث فوضى واسعة في البلاد. وزارة الداخلية التركية اضطرت لإصدار بيان قالت فيه إن تضخيم «الأحداث المؤسفة التي تقع أحياناً بين اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك في بعض الأماكن، تهدف إلى زرع الفتنة بين الطرفين، وجعلها أداة لاستخدامها من أجل تحقيق غايات سياسية داخلية».
واعتبرت أن «جهات معينة تتعمد تضخيم الأحداث المؤسفة وتروّج لها، بشكل لا يتوافق مع معايير حسن الضيافة والعمل بمبدأ الأنصار والمهاجرين، ويُحدث شرخاً داخل المجتمع». وكشفت عن أن المعطيات الرسمية تشير إلى أنّ نسبة انخراط السوريين في المشاكل والأحداث أقل من النسب التي يتم الترويج لها وتبلغ 1.32 في المئة تقريباً فقط.
رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الذي حاول بالدرجة الأولى تهدئة الشريحة الغاضبة من الشارع التركي شدد على ضرورة «عدم الخلط بين الصالح والطالح» وأكد على أن بلاده «لن تترك المسيئين من دون عقاب، وسيتم إبعادهم خارج الحدود التركية، في حال اضطر الأمر إلى ذلك». وتابع: «كل من يتجاوز حدوده سيُعاقب أمام القانون، وإن اضطر الأمر سيُبعد خارج الحدود».
وقال يلدريم إن من بين السوريين الذين استضافتهم بلاده يوجد العالم ويوجد الأكاديمي، مؤكدا أنّ بلاده ستمنح الجنسية لذوي المؤهلات العلمية، وأصحاب الكفاءات.
كما أن نائب رئيس الوزراء التركي ويسي قايناق، قال إنّ الحكومة التركية تدرك الاستياء الحاصل لدى شريحة من المجتمع التركي تجاه تصرفات بعض اللاجئين السوريين السيئة، وأنّ أنقرة لن تسمح لأحد بالقيام بفعاليات تخالف العادات والتقاليد والأعراف التركية، واعتبر أنه «لا بد من وجود مسيئين من بين 3 مليون ونصف لاجئ سوري يعيشون داخل الأراضي التركية» لكنه دعا المجتمع التركي إلى الهدوء والتصرف بحكمة تجاه السوريين.
ودعا نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، شعب بلاده إلى التحلي بالفطنة، حيال الأحداث الأخيرة، وقال: «أناشد شعبنا بأن يتحلى بالفطنة، تركيا تمرّ من مرحلة حسّاسة جداً، وهناك دول تتربص بتركيا، وجهات خارجية تسعى لإحداث شروخ مجتمعية في بلادنا» وقال: «السوريون أصدقاؤنا وأشقاؤنا، وسنواصل تقاسم رغيف خبزنا معهم».
وفي محاولة أخرى لاحتواء الأزمة، خصصت وزارة الأوقاف التركية خطبة الجمعة الموحدة في عموم البلاد لدعوة الشعب التركي لـ«الحذر واليقظة والفطنة تجاه حملات مسيئة تستهدف اللاجئين السوريين في البلاد» وقال الخطباء إن «البلاد تشهد في الآونة الأخيرة بأسى وحزن جملة من الحملات التي تريد إلقاء الظل على نبل شعبنا وكرمه، وتحاول بعض الأوساط تسيير عمليات تسيء إلى أخوتنا ووجودنا وحسن ضيافتنا».
وفي حادثة غير مسبوقة هزت البلاد، تعرضت، الخميس، لاجئة سورية حامل في شهرها التاسع إلى الاغتصاب والقتل برفقة جنينها وطفلها البالغ من العمر 10 أشهر في مدينة سكاريا، والجمعة اعتقلت السلطات التركية شابين تركيين اعترفا بارتكاب الجريمة، فيما تجمع مئات الأتراك الغاضبين حول قصر العدل في المدينة في محاولة للوصول إلى منفذي الجريمة.
واعتبرت وزيرة شؤون الأسرة التركية فاطمة بتول سايان كايا، أن «كل من يقوم بالمؤامرات والألاعيب بهدف التحريض على الإخوة السوريين، لا يختلف عن النظام السوري الظالم بشيء» واعتبرت أنه «لا يمكن لمرتكب هذه الجريمة أن يكون إنسانا، وإن الإرهاب والوحشية لا عرق لهما ولا قومية، راجية إنزال أشد أنواع العقاب بالمجرم» وشددت على أن بلادها «لن تسمح لأحد بإيذاء الأخوة السوريين أو استخدام قضيتهم لخدمة مخططاته السوداء».
وحذر النائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم فورال قاونجو، من وجود أطراف وجهات داخلية تسعى لاستثمار موضوع اللاجئين السوريين وجعله أداة سياسية لإنهاك الحكومة التركية وإلحاق الضرر بها، وطالب النائب مواطني بلاده توخي الحذر من «الوقوع في فخ تلك الجهات».