منع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنشاء قاعدة لوجستية للحرس الثوري الإيراني في الجولان السورية.
فيما شددت وزارة الخارجية الإيرانية على أن اعتماد الحلول العسكرية لا يجدي نفعاً لأي طرف في النزاع الدائر في سوريا، بالإشارة إلى معارضة موسكو ودمشق لوقف إطلاق النار وتلميح واشنطن لاستخدام القوة العسكرية ضد النظام السوري.
وأشارت صحيفة لوموند الفرانسية إلى التضارب بين موسكو وطهران في وجهات النظر حول الملف السوري، وكشفت أن فلادمير بوتين عارض إنشاء قاعدة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني في منطقة الجولان بالقرب من الحدود السورية الإسرائيلية.
وأضافت أن معارضة بوتين كانت بطلب من رئيس وزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأن الأخير عرض ذلك الطلب على الرئيس الروسي خلال مكالمة هاتفية أجراها معه.
وفي السياق المتصل بتصاعد بعض الخلافات بين طهران وموسكو حول كيفية إدارة الأزمة السورية، قال المتحدث باسم الوزارة الخارجية الإيراني، بهرام قاسمي، إن اعتماد الطرق العسكرية في الأزمة السورية لا يجدي نفعاً لأي طرف في النزاع الدائر في سوريا، وإن الحل الوحيد لهذه الأزمة يتمثل بالحل السياسي.
وأفادت وكالة مهر للأنباء التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية، أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني أكد أن الجميع سوف يدرك أن انتهاج السبل والقنوات الدبلوماسية هو الحل الوحيد للأزمة السورية، محذراً الولايات المتحدة الأمريكية من تبعات استخدام القوة العسكرية في الأزمة السورية.
وأوصى بهرام قاسمي جميع الأطراف المعنية في الأزمة السورية لاسيما الدول الأجنبية أن تضع الخيار السياسي والمفاوضات بين الأطراف السورية المتنازعة في سلم أولوياتها للتعامل مع الوضع السوري الراهن.
وذكر أن 6 سنوات من الحرب والقتل والتدمير وتخريب البنى التحتية لسوريا تؤكد للجميع أن استخدام القوة ونشر الإرهاب لا تجدي نفعاً على الإطلاق، مشيراً في ذلك إلى تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض والتي اعتبر فيها أن أمريكا لا تستبعد الركون إلى القوة للتعامل مع الأزمة السورية.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيراني أن الجميع سيدرك أن الحل الوحيد للأزمة في سوريا يمر عبر القنوات والسبل السياسية المعتدة على الحوار والتفاوض بين الأطراف المتنازعة فيما بينها.
وإلى ذلك، أكد المدير العالم للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو أن الاتفاق النووي بين إيران و دول مجموعة 5+1 ما زال هشاً، وأنه لا بد من تنفيذه بدقة.
ولفت المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية النظر إلى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة الأمريكية وإيران ستخلق شكوكاً حول الاتفاق الدولي في شأن برنامج إيران النووي، موضحاً أن تنفيذ الاتفاق النووی ما زال هشاً، متسائلاً «ماذا ستكون نتيجة الانتخابات الأمريكية؟ وكيف ستكون الانتخابات في إيران؟».
وأكد أنه في ظل هذا الوضع لابد من تنفيذ الاتفاق النووي بدقة، معتبرا أنه في ضوء انعدام الثقة، يمكن أن تصبح الأخطاء الصغيرة قضايا سياسية كبيرة.
وأوضح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن التوترات الحالية بين روسيا وأمريكا حول سوريا وأوكرانيا لم تؤثر على تنفيذ الاتفاق النووي، مشيراً إلى أنها ليست المرة الأولى التي تحدث فيها تقلبات في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.
وسبق أن طالب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، فرض غطاء قانوني لحماية الاتفاق النووي من قبل مجلس الأمن، رداً على التصريحات المعارضة الحادة التي أدلى بها المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكي، دونالد ترامب، حول الصفقة النووي الغربية مع إيران. ودعا الرئيس الإيراني الأمم المتحدة إلى التحلي بالمزيد من الواقعية فيما يخص تطبيق قرار مجلس الأمن 2231 حول البرنامج النووي الإيراني، وفرض غطاء قانوني لحماية الاتفاق.
القدس العربي