شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس بتدريبات ومناورة عسكرية كبيرة، تستمر لمدة أسبوع، في مناطق «غلاف غزة»، ضمن الاستعدادات لأي مواجهة عسكرية مقبلة.
ونقل عن متحدث عسكري باسم الجيش الإسرائيلي قوله إن هذه التدريبات تهدف «لرفع جهوزية وكفاءة القوات».
وحسب تقارير إسرائيلية فإن المناورات الحالية تشمل تدريب فرق الجبهة الداخلية وفرق الإسعاف والطوارئ، وسيلاحظ أيضا حركة نشطة لقوات الأمن الإسرائيلية في تلك المناطق الحدودية مع قطاع غزة.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن تلك المناورات التي يجريها بشكل منظم تأتي ضمن الخطط المقررة والمعدة للحفاظ على جاهزية قواته تحسبا لاندلاع أي مواجهة.
وكثيرا ما أجرى الجيش الإسرائيلي مناورات حربية في كافة المدن الإسرائيلية وتركز الكثير منها حول منطقة «غلاف غزة»، بعد انتهاء الحرب الأخيرة ضد القطاع صيف عام 2014. وجاءت هذه المناورات ضمن ما يعرف بتوصيات «استخلاص العبر»، حيث تدرب الجيش على كيفية التعامل مع المخاطر الأمنية لحظة المواجهات العسكرية.
وتعرضت البلدات الإسرائيلية الواقعة في منطقة «غلاف القطاع» خلال الحرب الأخيرة على غزة، لقصف مكثف من فصائل المقاومة بالصواريخ المختلفة، وكذلك شهدت تسلل مقاتلي حماس في أكثر من مرة، خلف الحدود وتنفيذ هجمات ثم العودة إلى غزة عبر «أنفاق المقاومة».
وركزت مناورات عسكرية سابقة نفذها جيش الاحتلال في منطقة «غلاف غزة» أيضا على التعامل مع إطلاق صواريخ المقاومة، وعلى كيفية التعامل مع خطر خروج المقاتلين من الأنفاق، وتنفيذ هجوم على تلك البلدات بهدف خطف الجنود، كما شمل أحد التدريبات التعامل مع إخلاء منطقة الغلاف في أي حرب مقبلة.
ويقطن مناطق غلاف غزة الحدودية نحو نصف مليون إسرائيلي، وخلال الحرب الأخيرة هجر معظمهم منازلهم، وتوجهوا للإقامة في وسط وشمال إسرائيل، فيما مكث العدد الباقي في الملاجئ، خشية من صواريخ المقاومة.
وفي سياق متصل ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن قوات من الجيش اعتقلت مساء أول من أمس السبت، فلسطينيين عبرا السياج الحدودي من منطقة شمال قطاع غزة.
وتقيم إسرائيل على طول الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة سياجا إلكترونيا فاصلا، ومنطقة أمنية عازلة بعمق 300 متر داخل حدود قطاع غزة، تمنع سكان تلك المناطق والمزارعين من الوصول إليها.
ويوم أمس استهدفت قوات الاحتلال منازل المواطنين وأراضي المزارعين شرق مدينة غزة، بوابل من الرصاص الحي. وأطلق جنود الاحتلال المتمركزون في الأبراج العسكرية بمحيط موقع «ناحل عوز» العسكري الرصاص من أسلحة رشاشة ثقيلة على المنازل والمزارعين، شرق حي الشجاعية.
ولم يوقع الهجوم أي إصابات، غير أنه خلف أضرارا مادية في المناطق المستهدفة، وحال دون وصول المزارعين لحقولهم الزراعية القريبة خشية على حياتهم.
وكثيرا ما تشن قوات الاحتلال اعتداءات مماثلة، علاوة عن أخرى تستهدف الصيادين، وكذلك عمليات توغل برية في مناطق الشريط الحدودي. وتخالف هذه الهجمات اتفاق التهدئة القائم برعاية مصرية منذ صيف عام 2014، الذي ينص على وقف الهجمات المتبادلة بين الطرفين.
المصدر:القدس العربي