أعلن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، أن روسيا تنشئ قاعدة عسكرية في محيط مدينة تدمر السورية، دون توضيح مكان القاعدة بشكل تفصيلي.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم التحالف، العقيد ستيف وارن، الأربعاء، حيث تحدث عبر دائرة تلفزيونية من بغداد مع صحافيين في واشنطن.
وقال وارن إن إنشاء تلك القاعدة يعطي الروس «موطئ قدم لوجود مستمر في تدمر»، مشيرا إلى أن القاعدة الجديدة لم يتم الانتهاء من بنائها بعد.
وأضاف «لا يزال من المبكر جداً أن نعرف ما إذا كانوا (الروس) ينوون البقاء على المدى الطويل أم القصير»، مشيراً إلى أن القدرات الروسية في سوريا «ما زالت نفسها، أو في الغالب مماثلة» للقدرات التي كانوا عليها قبل الانسحاب الجزئي لقواتهم، في آذار/مارس الماضي.
وقال وارن إن روسيا سحبت القليل من قواتها في سوريا منذ إعلان الرئيس فلاديمير بوتين انسحابا جزئيا في آذار/مارس.
وأوضح أن الروس «لا يزالون يملكون قوات جوية هناك وقوات برية ومدفعية».
وتابع «كما لا تزال لديهم قوات خاصة تقدم المشورة والمساعدة للقوات السورية».
وأقر العقيد الأمريكي أن الغارات الجوية الروسية أصبحت مركزة أكثر على مسلحي تنظيم «الدولة» ولم تعد تركز على مسلحي المعارضة السورية.
وأوضح «في البداية كان عدد قليل من غاراتهم الجوية يستهدف أهدافا لتنظيم الدولة»، لكن «في الأسابيع الأخيرة أصبح معظم غاراتهم يستهدف التنظيم».
جاء ذلك فيما سيطرت قوات النظام السوري ومقاتلون من «حزب الله» اللبناني أمس الخميس على بلدة دير العصافير الاستراتيجية وتسع قرى في محيطها في جنوب الغوطة الشرقية قرب دمشق، مستغلة الاقتتال القائم بين الفصائل الإسلامية التي كانت تتقاسم السيطرة عليها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «سيطرت قوات النظام وحزب الله اللبناني على بلدة دير العصافير الاستراتيجية، كبرى بلدات القطاع الجنوبي في الغوطة الشرقية، بعد هجمات مستمرة منذ شهر شباط/فبراير الماضي».
وأفاد المرصد في وقت لاحق عن سيطرة قوات النظام ومقاتلي حزب الله «بإسناد مدفعي وجوي على كامل القطاع الجنوبي في الغوطة الشرقية» والذي يضم الى جانب دير العصافير تسع قرى وبلدات في محيطها، متحدثا عن نزوح مئات العائلات من هذه المنطقة.
وكانت هذه البلدات منذ عام 2012 تحت سيطرة فصائل إسلامية عدة أبرزها «جيش الإسلام» و»فيلق الرحمن،» فضلا عن وجود لمقاتلين من «جبهة النصرة»، وفق المرصد.
وبحسب عبد الرحمن، فإن «قوات النظام وحزب الله استغلوا الاقتتال المستمر في الأسابيع الثلاثة الاخيرة بين جيش الاسلام وفيلق الرحمن في الغوطة الشرقية لشن هجوم عنيف انتهى بالسيطرة على دير العصافير تزامنا مع قصف جوي كثيف» قبل تقدمها للسيطرة على جنوب الغوطة الشرقية.
وبعد سيطرتها على دير العصافير صباحا، تمكنت قوات النظام وحلفاؤها «من التقدم السريع في جنوب الغوطة جراء انسحاب مقاتلي الفصائل بعد خسارتهم لدير العصافير خشية من الوقوع في الحصار».
ويأتي هذه الهجوم وفق عبد الرحمن «بعد أقل من أسبوع على اتهام حزب الله (الجماعات التكفيرية) بقتل قائده العسكري في سوريا مصطفى بدر الدين عبر قصف مدفعي استهدف محيط مطار دمشق الدولي».
وأشار عبد الرحمن إلى أن منطقة دير العصافير تعد الأقرب جغرافيا إلى مطار دمشق بين المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.
القدس العربي – وكالات