أكدت مصادر من المعارضة السورية وصفحات لقيادات في الفصائل على مواقع التواصل الاجتماعي الأنباء التي شاعت مؤخراً حول توصل ممثلي «جيش الفتح» المعارض والحرس الثوري الإيراني لاتفاق يقضي بتفريغ وإجلاء بلدتي «كفريا والفوعة» المواليتين للنظام السوري في الشمال السوري مقابل مدينة الزبداني وبلدة مضايا في ريف دمشق، ونوهت المصادر إلى الرابع من شهر نيسان/أبريل الجاري هو موعد بدء تطبيق بنود الاتفاق، الذي قالت بانه يجري برعاية قطرية.
الاتفاق أكده القيادي في «حركة أحرار الشام الإسلامية» في مدينة الزبداني أبو عدنان زبداني عبر قناته في تطبيق «تلغرام»، موضحاً بأن الاتفاق يتضمن سبع نقاط اتفق عليها ممثلو الجانبين، وشملت نقاط الاتفاق حسب القيادي المعارض، إجلاء كامل بلدتي «كفريا والفوغة» الشيعيتين في ريف إدلب خلال مدة زمنية لا تتجاوز شهرين، وتتم من خلال دفعتين.
وقال القيادي أبو عدنان الذي يشغل منصب قائد كتائب حمزة بن عبد المطلب التابعة لـ «أحرار الشام» في الزبداني، سيكون في مقابل إجلاء بلدتي «كفريا والفوعة»، إخلاء الزبداني ومضايا وعائلات أبناء الزبداني المتواجدة في بلدة مضايا والمناطق المحيطة بها نحو الشمال السوري.
ومن بنود الاتفاق حسب القيادي العسكري، «وقف إطلاق النار في المناطق المحيطة بالفوعة ومنطقة جنوب العاصمة السورية دمشق «يلدا، ببيلا، بيت سحم»، وهدنة بين الجانبين في المناطق المذكورة تستمر مدة تسعة أشهر، وكذلك ادخال المساعدات الإنسانية إلى ذات المناطق بدون توقف، وإطلاق سراح 1500 معتقل من سجون النظام السوري، وذلك في المرحلة الثانية من تنفيذ بنود الاتفاق بين الطرفين، كما تتضمن الاتفاقية إخلاء مخيم اليرموك من مقاتلي جبهة النصرة «جبهة فتح الشام»، وتقديم لوائح بين الطرفين بأعداد وأسماء الأسرى لإجراء عمليات تبادل.
كما أكد المنظر السعودي في التيار السلفي الجهادي، الدكتور عبداللة المحيسني عبر قناته في تطبيق «تلغرام» الاتفاق بين ممثلي «جيش الفتح «وممثلين عن إيران، وقال المحيسني «بانه سيخرج قرابة ألفي سوري من الزبداني ومضايا للشمال السوري ممن هم مطلوبين للأسد أو مختلفون عن الالتحاق بقواته».
و نفى رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، الدكتور رياض حجاب عبر حسابه الرسمي في موقع «تويتر»، أي دور له أو مشاركة في اتفاق «كفريا الفوعة، الزبداني مضايا».
الناشط الإعلامي في ريف دمشق موسى الأحمد قال لـ «القدس العربي»، «غالبية السوريين بمختلف انتمائهم من العامة إلى المنظمات والفصائل العسكرية الثورية يرفضون إفراغ الزبداني ومضايا على النحو المشاع مؤخراً، ولكن الحصار الذي ألم بتلك المناطق جعل أبناءها يقبلون التغيير الديموغرافي».
وقال لـ «القدس العربي»، «حزب الله اللبناني مُحكم الحصار على الزبداني ومضايا بشكل كبير منذ أعوام، وهو قد زرع آلاف الألغام حولهما، مما يعني أن الأهالي يقبعون تحت سجن كبير، وهذا ما دفع الأهالي فيهما لقبول الاتفاق، وهم يؤيدون تطبيقه، فهم أكثر من يعاني منذ سنوات، وسط تراخي دولي للتعامل مع الملف كقضية إنسانية، واستباحة حزب الله لهما بكل ما لديه من قوة».
أما الائتلاف السوري المعارض، فقد أدان بدوره اتفاق «كفريا الفوعة، الزبداني مضايا»، واعتبر الائتلاف السوري في بيان رسمي له، بأن الاتفاق «يصب في خانة المشاركة في التغيير الديموغرافي، وخدمة لمخططات النظام الإيراني، من خلال الهيمنة على مناطق مأهولة وتغيير هويتها الاجتماعية والسكانية، ويكشف الإصرار الإيراني على التفاوض مع تنظيم القاعدة حصرياً، عن خطة واهمة ترمي لربط الثورة بالإرهاب».
وشبه كبير المفاوضين ورئيس وفد الثورة العسكري في المفاوضات محمد علوش، الاتفاق المبرم بـ «وعد بلفور»، وطالب علوش السوريين بالتظاهر لرفض هذا النوع من الاتفاقيات، معتبراً أن الاتفاق يحول العاصمة دمشق إلى عاصمة شيعية، على حد وصفه.