فيما تتجه الأنظار اليوم الجمعة إلى فيينا لمتابعة اجتماع الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة في ملف الأزمة السورية، للبحث عن مخرج مقبول من جميع الأطراف لحل الأزمة، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن المحادثات الدولية لن تؤدي إلى حل سياسي فوري، لكنها قد تكون أفضل فرصة لإنقاذ سوريا من «الجحيم» أو تحديد طريق للخروج من «الجحيم».
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الهدف الرئيسي من محادثات فيينا لانهاء الصراع في سوريا هو إطلاق حوار سياسي، ويبقى ؟ وما بعد ذلك تفاصيل من الممكن التوصل بالنهاية إلى حلول وسط فيها.
وعقد وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والسعودية اجتماعا في فيينا مساء أمس، وبعد مغادرة الوزير الروسي سيرغي لافروف الاجتماع، واصل الوزراء الثلاثة اجتماعهم، وسبق الاجتماع لقاء بين رئيس الدبلوماسية الامريكية ونظيره الايراني محمد جواد ظريف، ولقاء آخر بين الوزير الروسي وظريف، وسيليه اليوم الجمعة اللقاء الموسع مع دبلوماسيين اقليميين واوروبيين لبحث احتمالات التوصل إلى تسوية في سوريا.
وهذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها إيران التي تدعم عسكريا وماليا نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في اجتماع دولي حول سوريا.
ورغم اتفاق جميع الأطراف على ان افتتاح هذه المحادثات الدولية في فيينا يشكل خطوة نحو حل تفاوضي للأزمة السورية، فان لا أحد يتوقع اختراقا في اجتماعات يومي الخميس والجمعة.
جاء ذلك فيما قال سياسي من المعارضة السورية وقائد لمقاتلي المعارضة المسلحة إنه لم توجه الدعوة للمعارضة السياسية الرئيسية في سوريا ولا لممثلين للمعارضة المسلحة لحضور المحادثات الدولية المقرر عقدها في فيينا لبحث الأزمة السورية.
ومن المقرر عقد اجتماع فيينا اليوم الجمعة بحضور نحو 12 دولة منها السعودية وإيران اللتان تدعم كل منهما أطرافا متصارعة في سوريا.
واعترضت المعارضة السورية على مشاركة إيران في المحادثات – والتي ستكون المشاركة الأولى في محادثات تتعلق بسوريا- وذلك لدعمها العسكري للرئيس بشار الأسد.
وقال جورج صبرا عضو التحالف الوطني السوري إن عدم توجيه الدعوة لسوريين «تعبير عن عدم جدية المشروع». وسئل إن كان التحالف قد تلقى دعوة لحضور المحادثات فأجاب قائلا «لم يحصل».
وأضاف «هذه نقطة ضعف كبرى في هذا اللقاء لأن الأمر يبحث شأن السوريين في غيابهم.»
وقال بشار الزعبي رئيس المكتب السياسي – جيش اليرموك أحد فصائل الجيش السوري الحر، في تصريحات إنه لم توجه الدعوة لممثلي المعارضة المسلحة للمشاركة في اجتماع فيينا.
ونقل عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قوله أمس الخميس إن موسكو تجري محادثات هاتفية مع المعارضة السورية يوميا تقريبا وتعقد اجتماعات مع ممثليها في موسكو وباريس واسطنبول.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنه قوله إن روسيا عقدت اجتماعات مع ممثلين عن «الجيش السوري الحر»، كما أنها على اتصال مع الأكراد.
النتائج المحتملة لاجتماع «فيينا 2» كشف عنها وزير الخارجية الأمريكي، بأنها لن تؤدي إلى حل سياسي فوري، وأن محاولة ايجاد سبيل للتقدم حول سوريا لن تكون سهلة، ولن تكون تلقائية، وهي نفس توقعات وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بأنه من الصعب تحقيق اختراق كبير، لأن الوضع في منطقة النزاع لا يزال مشتعلا والاختلاف في المواقف كبير جدا، لكن المباحثات يمكن أن «تقرب الطريق نحو حل سياسي».
القدس العربي