قالت هجرت معزّي ابنة المعارض الإيراني علي معزّي في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»: «اختفى والدي من سجنه في مدينة كرج، بعد أن وجّه رسالة إلى أهالي حلب الصامدين، وبعد أن دان جرائم النظام الإيراني في حلب، فهم يريدون أن يسكتوا صوت الحق».
وتابعت هجرت كلامها :»اختطفوه بسبب مواقفه التي صرح بها، عن الثورة السورية، لقد ارتكب النظام الإيراني جرائم وحشية في سوريا»، وكان معزّي قد اختطف الأربعاء الماضي، من قبل مجهولين تابعين لأجهزة الاستخبارات الإيرانية واقتيد إلى جهة مجهولة ومازال مصيره مجهولاً إلى الآن، بعد زيارة جمعته مع أهله للمرة الأخيرة.
ووجّه المعزّي رسالة من داخل سجن رجائي شهير- بمدينة كرج، مع زميل له داخل السجن ويدعى أبا القاسم فولادوند قال فيها :»بلا ماء ولا خبز ولا غذاء ولا دواء ولا مستشفى وتحت رحمة القنابل الروسية والهجوم الهمجي للجيش الأسدي ومرتزقة النظام الإيراني وقفتم وقفة عظيمة حتى الأنفاس الأخيرة، قلوب الشعب الإيراني والشعب المناضل السوري ينبضان معاً، لأن آلامنا مشتركة ونحن الشعبين تحت الظلم تحملنا العبء الكبير من الديكتاتوريتين مدى الحياة».
وتابع معزّي رسالته قائلاً «إن الثورة لم ولن تخمد في كلا البلدين وعن قريب سنشاهد أعاصيرالتطورات الثورية والشعبية للبلدين تؤدي إلى خلاص الشعبين من شر النظامين».
ووصف معزّي نظام الحكم في إيران بالدكتاتوري، وعملاءه باللاإنسانيين وقال بأن ما تفعله إيران في سوريا جرائم حرب تثير الغضب والخجل لدى الإنسان.
وأكدت بأن والدها كان يشكّك في نوايا النظام الإيراني حين منحه فرصة اللقاء بأهله فقالت: «لقد كان أبي يشكّك في الفرصة التي منحت له بلقاء أهله، كان متردداً، لقد كانت عملية الاختطاف مدبرة ومخططاً لها مسبقاً».
وحسب ما قالته هجرت فإن علي معزّي عانى خلال فترة اعتقاله من مرض السرطان ولم يتلق العلاج المناسب، إضافة لتعرضه للتعذيب.
وتتخوف هجرت وأختها فروق وعائلتهما من مصير مجهول وربما مخيف ينتظر والدهما «إنه نظام ديكتاتوري ووحشي، نحن قلقون على مصير والدنا ونتخوف من تكرار مأساة الثمانينات».
وشرحت هجرت كلامها «لقد عانت عائلتنا من نظام الحكم في إيران طوال العقود الماضية، حيث أعدم عمي وسجنت أمي في ثمانينات القرن الماضي».
ولقي ما يقارب الـ30 ألف سجين سياسي إيراني حتفهم في ثمانينات القرن الماضي، كما بلغ عدد السجناء السياسيين الذين نُفذ بهم حكم الإعدام في فترة حكم روحاني نحو 3000 سجين حسب ما قالته هجرت.
وطالبت مؤسسات حقوقية وإنسانية عدة بالكشف عن مصير علي معزي، كما خرجت تظاهرات في مدن أوربية عدة تطالب بتقديم الحماية والدعم للسيد معزّي.
المصدر:القدس العربي