أطاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطوة مفاجئة، بوزير الداخلية التركي أفكان آلا الذي أشرف على عملية تطهير أنصار فتح الله غولن من أجهزة الدولة المدنية والأمنية، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو/ تموز الماضي في البلاد.
وفي مؤتمر صحافي خاطف أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، مساء الأربعاء، قبول «استقالة» وزير الداخلية، وتعيين وزير العمل والضمان الاجتماعي، سليمان صويلو، خلفًا له.
لكن وسائل إعلام تركية رجحت أن الوزير الذي يشغل المنصب منذ ثلاث سنوات تمت إقالته بتوجيهات مباشرة من أردوغان، خاصة وأن مؤتمر رئيس الوزراء جاء عقب لقاء قصير تم بين بن علي يلدريم وأردوغان في القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة.
وبموجب التغييرات الجديدة، تم تعيين النائب البرلماني عن حزب«العدالة والتنمية»(الحاكم)، محمد مؤذن أوغلو، وزيرًا للعمل والضمان الاجتماعي، بدلا من صويلو الذي قال في تصريح مقتضب نشرته صحف تركية إن قرار تعيينه وزيراً للداخلية كان«مفاجئاً» له.
وأجمعت وسائل الإعلام التركية على أن الاستقالة جاءت مفاجئة للجميع لا سيما وأنها تأتي في وقت حرج تخوض فيه قوات الشرطة والجيش التركي معارك طاحنة مع المتمردين الأكراد في جنوب شرقي البلاد، بالتزامن مع مواصلة حملة التطهير ضد المتهمين بالولاء لما تطلق عليه الحكومة «الكيان الموازي» الذي يديره فتح الله غولن المتهم بتدبير محاولة الانقلاب.
وقال موقع «خبر 7» المقرب من الرئاسة التركية: «قرار الاستقالة جاء مفاجئاً لنا جميعاً… حتى الوزراء أنفسهم أعلنوا ذلك، الوزير أفكان آلا هو أحد أقرب الرجال لأردوغان وأكثر من عملوا إلى جانبه، يبدو أن الأمر يتعلق بمنصب أهم سيوكل إليه… ربما سيكون في جهاز الاستخبارات العامة قريباً».
هذا التوقع الذي أيده عدد من المحللين والكتاب الأتراك يأتي في ظل الحديث عن تعديلات واسعة سيشهدها جهاز الاستخبارات العامة الذي فشل في كشف محاولة الانقلاب قبل وقوعها، حيث تكهن البعض بتولي آلا منصب رئيس جهاز الاستخبارات الجديد خلفاً لهاكان فيدان في حال إقالته، أو اقتسام الرجلين لشقي الجهاز الذي سيتم تحويله إلى جهازين للاستخبارات الداخلية والخارجية.
القدس العربي