بمجرد أن تصافح الرئيس الأمريكي “دولاند ترامب” والرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في همبورغ مؤخراً، ظهرت نتائج لقاء يتيم توصل له الجانبان وتكشفت أوراق جنيف وآستانا، التي أصبحت أقرب إلى مبدأ.. الحياة مفاوضات.
ذاك اللقاء كان أكثر حسماً وأسرع تنفيذاً من جولات هنا وهناك تفضي إلى مواعيد جديدة مستقبلاً، ليظهر السؤال المطروح بقوة والبديهي لمن صمت وتفكر، فلماذا جنيف إذاً وما الداعي لأستانا بعد أن توضحت السطور؟!.
ربما تكمن كلمة السرّ مع الابن المدلل لأمريكا.. “إسرائيل” وكيفية حماية حدودها وإبعاد إيران والميلشيات التابعة لها والكل يعلم ما تعنى به “تل أبيب” تنفذه واشنطن برحابة صدر، حيث إبعاد طهران أولاً بعد أن تدخل الأولويات حيز الاتفاقيات
الإيرانيون والميليشيات التابعة لها ليسوا جزءاً من الاتفاق الثلاثي الأخير وكذا قوى المعارضة السورية، ذاك ما يظهر التساؤل حول هل ثمة حلّ جزئي يفرض ولا يعرف ردّ فعل طهران عليه؟
لعل ذلك يعني أن فكرة الحلّ القائم على تجزئة الحلول والمناطق أصبحت أقرب إلى التحقق وأن ما يسميه البعض تقسيما، لم يعد هاجساً سيكيولوجياً متضخماً لدى البعض، بل احتمالا وارد التنفيذ وما وقف إطلاق النار في المناطق المحاذية لإسرائيل إذا صمد..إلا مقدمة لما هو أكبر وأكثر خطورة.
أوراق جنيف وأستانه تتكشف ليظهر أمام السوريين جولة خداع سابعة، للتغطية على الحل العسكري أو ما يدعى الحل الروسي في سوريا، فمنذ الجولة الأولى اختار النظام وأعوانه الحل العسكري فبعد نسف هيئة الحكم الانتقالي التي تحدد (الانتخابات والدستور وكل تفاصيل العملية السياسية الانتقالية) بات الحديث عن وحدة وطنية والتي تعني بمنظار النظام إعطاء المعارضة ثلاثة حقائب وزارية ليس إلا
حلت عسكريا على الأرض لاحتلال أراض جديدة بعد توقف الدعم العسكري للمعارضة تحت مسمى “عملية سياسية” ويطلب من المعارضة أن توافق، وعند الرفض تحدد لقاء الجولة القادمة على أمل الاعتقاد بأن المعارضة سترضخ مستقبلاً.
ما يجري اليوم في الجنوب السوري فهو ما يوصف بالأخطر، كونه جاء طلباً لراحة إسرائيل وحماية حدودها، والأردن حصل على انجازين مهمين من حيث سياق صادراته للداخل السوري والسيطرة على المعابر بعد أن عجز عن تحقيق ذلك
ويبقى الخاسر من بين كل الاتفاقات والاجتماعات، الشعب السوري الذي سيسقط جنوب يلاده سلماً تحت عنوان “المبادرة الروسية”.
ليبقى السؤال المطروح بحد ذاته، هل ما جرى في المنطقة الجنوبية السورية يتيح للنظام ولروسيا أيضاً سحب قواتها للقتال في البادية ودير الزور ومناطق أخرى؟.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد