تساعد الهدنة المنفصلة جنوبي سوريا والتي ترعاها أميركا و روسيا، في تقليل القلق المتنامي لدول الجوار، اسرائيل و الأردن، حول طموح الميليشيات الإيرانية في المنطقة، ومن ضمنها مخاوف من خطة طهران لإنشاء وجود تخريبي طويل الأمد هناك.
هذه المخاوف أثيرت من خلال التحركات الأخيرة للميليشيات الشيعية الموالية لإيران والتي تقاتل إلى جانب قوات النظام، نحو الحدود السورية الأردنية و نحو المنطقة الاستراتيجية في الجنوب، القريبة من الحدود السورية الأردنية العراقية.
و كانت هذه التقدمات جزء من هجوم رأس النظام بشار الأسد، لاستعادة أحياء سيطر عليها الثوار، في جنوب محافظة درعا، البعض منهم مدعوم من قبل الغرب، و استعادة أحياء من تنظيم الدولة في المنطقة القريبة من المثلث مع العراق.
و لكن جيران سوريا اشتبهوا بأن إيران تتبع أجندات أوسع، بقطع الطريق من سوريا، والذي ينشئ اتصال اقليمي من إيران و العراق إلى لبنان.
و قالت الحكومة الأردنية التي تشارك في المحادثات، بأن وقف اطلاق النار في جنوب سوريا بدأ منتصف يوم الأحد، و هذا يعني بأن جميع القوات الموجودة على الأرض يجب أن تبقى في مواقعها.
هذا يمنع مزيد من التقدم للقوات الموالية لإيران ومن ضمنها ميليشيا حزب الله اللبناني.
و أوضح مسؤول أردني كبير بأن الهدنة ستُراقَب من خلال الأقمار الصناعية وصور ملتقطة من طائرات بدون طيار، إضافةً لمراقبين على الأرض.
و قال المسؤول بأن المعلومات حول الالتزام بالهدنة ستُناقش في عدة مواقع مختلفة من بينهم، الأردن.
و أضاف بأن اسرائيل لم تشارك بالمحادثات، إلا أنها من الممكن أن تكون مطلعة من قبل الولايات المتحدة.
وقف اطلاق النار انهار بشكل متكرر خلال ال 6 سنوات من الحرب السورية، و ليس واضحاً بأن هذه الهدنة ستكون الأخيرة.
الهدنة في الجنوب السوري منفصلة حتى الآن عن الجهود الغير ناجحة من قبل روسية، تركيا و إيران، التي أعدّت مناطق خفض التصعيد، في سوريا، من ضمنها الجنوب السوري.
و من المتوقع أن تقوم اسرائيل بمراقبة خروقات وقف النار.
قالت اسرائيل مراراً، أنها لن تسمح ببقاء إيران بشكل دائم في سوريا. اسرائيل شنّت عدد من الغارات على شحنات أسلحة كانت قادمة إلى ميليشيا حزب الله في سوريا.
و قال المدير العام لوزارة المخابرات الاسرائيلية ‘تشاغي تزوريل’ “السؤال و القلق اذا كان هناك استغلال من قبل النظام، حزب الله و إيران على انشاء حقائق جديدة على الأرض”
و عبر القادة في الأردن و اسرائيل عن قلقهم من الطموح الايراني.
وقال مسؤول أردني، إن المجتمع الدولي و القوى الاقليمية و الأردن لا يتحملوا إنشاء خط بري بين طهران و بيروت.
مثل “الهلال الشيعي” الذي يخلّ بالتوازن الإقليمي و سيُعتبر ‘خط أحمر’, مشيراً إلى تنافس المعسكرات السياسية بين الشيعة و السنة من قبل إيران و المملكة العربية السعودية، على التوالي.
و قال المسؤول الأردني بأن الأردن زاد قلقها من المحادثات الروسية الايرانية، و قال بأن نظام بشار الأسد تلقى الرسالة، و أضاف ” مدى تأثير رأس النظام على حلفائه غير واضح”
و قال المسؤول أن نجاح الهدنة سوف يقطع الطريق عن المحادثات في استعادة السيطرة على الحدود مع الأردن التي خسرها الثوار أثناء الحرب.
اسرائيل أيضاً قلقة من التحركات الأخيرة للقوات المدعومة ايرانياً.
اسرائيل تسيطر على مرتفعات الجولان، الهضبة الاستراتيجية في جنوب غرب سوريا، التي احتُلّت في حرب 1967. كما أن اسرائيل خاضت حروب مع حزب الله على الحدود من جهة لبنان.
قال “تزوريل” ان هناك 3 نقاط تثير القلق، من ضمنها وجود حزب الله بالقرب من الجولان إضافةً إلى الجهود الايرانية ببناء مصانع صواريخ محلية لزيادة قدرات حزب الله.
و لاحظ أيضاً قدوم القوات التي تنتمي إلى المحور الايراني من بينهم الميليشيات الشيعية من الجانبين على الحدود السورية العراقية والقريبة من الأردن. هذا القلق المتنامي يكمن في سيطرة ايران على أجزاء من الحدود والذي يسمح لطهران بالوصول إلى الطريق الاستراتيجي من إيران عبر سوريا و العراق باتجاه لبنان.
و قال أن هذه التهديدات يجب أن تُقلِق جميع الأطراف المهتمين باستقرار سوريا و المنطقة، من بينهم الولايات المتحدة و روسيا.
حيث منعت واشنطن القوات الايرانية ووكلائها من مكاسب ميدانية على الأرض في الجنوب السوري. قامت الولايات المتحدة بإسقاط طائرة سورية عندما اقتربت كثيراً من القوات الاميركية، كما أسقطت طائرة بدون طيار إيرانية الصنع.
وقال السفير البريطاني في الأردن بأن روسيا تلعب دور مهم في سوريا.
وقال في مقابلة يوم الجمعة أن روسيا تضغط على النظام و الايرانيين و على حزب الله حليف النظام، لاحترام روح ورسالة الهدنة والمشاركة الفعالة في تثبيت مناطق خفض التصعيد، أكثر من السعي لتقويضها.
وقال المحلل ‘أحمد ماجيدار’ المراقب لمواقع الأخبار المرتبطة بالحرس الثوري الايراني بأن ‘إيران ستعمّق وجودها’ و أضاف بأن الايرانيين زادوا من نشاطاتهم في الجنوب السوري.
و قال أن الأهداف هي وصل طريق من طهران إلى المتوسط، متحديةً الوجود العسكري الأميركي هناك حسب زعمه.
ترجمة المركز الصحفي السوري-واشنطن بوست