جهاز جديد تسعى مصانع النظام الرسمية لإنتاجه وتسويقه، رسمياً، هو عبارة عن آلة إلكترونية يتم زرعها في سيارات الحكومة، بحجة كشف سرقات الوقود ومكافحة الفساد في هذا القطاع، إلا أنه في الوقت نفسه، يمكن أن يقدم خدمة أمنية عالية الدقة لنظام الأسد، بالتجسس على موظفي الحكومة ومراقبة تنقلاتهم وحياتهم الخاصة، خصوصا أنه مصمم كي يزرع في السيارات التابعة للدولة، ما يجعل منه وسيلة سهلة لمراقبة الحكومة ككل، نظراً إلى أنه سيدخل بصفة رسمية للكشف عن كمية استهلاك الوقود في جميع سيارات مرافق الدولة السورية، وعلى مختلف درجاتها الوظيفية.
فمن جهة الفساد، فقد وصل في دولة الأسد، حداً جعل معه الاستعانة بالعلم والاختراعات وحتى الأقمار الاصطناعية، سبيلاً أخيراً لإيقاف طوفان الفساد الذي يستشري في دولته منذ سنين طويلة. وإن كانت الحاجة، كما يقال، أمّا للاختراع، فإن الفساد في سوريا، ينازعها هذا النَّسب، نظرا إلى انتشاره الممنهج والتاريخي في دولة النظام السوري.
وقد قامت جامعة دمشق، باختراع جهاز إلكتروني يراقب استهلاك الوقود في السيارات التابعة لحكومة النظام السوري، والتي بلغ الفساد فيها وحدها، سنويا، ملياري ليرة سورية.
ويعمل هذا الجهاز الذي ستقوم شركة سورية تابعة للنظام بإنتاجه، وهي شركة “سيرونيكس” المتخصصة بالإلكترونيات وتقنيات تصنيع الأجهزة التلفزيونية، على مراقبة عمل محركات السيارات الحكومية بمختلف أنواعها، للحيلولة “دون حدوث السرقات والتلاعب في كمية الوقود الموجودة في خزاناتها” كما قال مخترعو الجهاز لوسائل إعلام رسمية.
إلا أن الجهاز، في الوقت نفسه، يسمح لأجهزة أمن النظام بمراقبة موظفيه مراقبة تامة تصل إلى درجة معرفة كل الأمكنة التي حلّوا فيها أو النشاطات التي مارسوها، أو حتى التنصت على المكالمات الهاتفية التي يجرونها وهم داخل السيارة. مما يجعل من هذا الجهاز أداة ظاهرية لمكافحة الفساد، إلا أنه طريقة فعالة لأجهزة أمن النظام لمراقبة منسوبيه والتجسس على حياتهم الخاصة.
ويتحدّث الدكتور محمود بني المرجة الذي يرأس فريق تصميم هذا الجهاز العجيب التابع لوزارة التعليم العالي، عن مزايا الاختراع، بأنه يراقب مستوى الوقود في الخزان والكمية المستهلكة فيه ثم زمن عمل المحرك وزمن المسافات التي تم قطعها ضمن تلك البيانات، وصولا إلى مراقبة السيارة ومعرفة مكانها من خلال الـ GPRS! ويمكن سحب البيانات من هذا الجهاز “من طريق اللاسلكي أو الموبايل” كما قال المصدر السابق. ليتحول هذا الجهاز، إلى مؤسسة أمنية متنقلة تحصي أنفاس موظفي حكومة الأسد، بدعوى مراقبة كمية استهلاكهم للوقود.
واستعان فريق التصميم، كما أخبر بني المرجة، بتقنية “البلوتوث” و”الواي فاي” للتصرّف ومعرفة بيانات السيارة الخاضعة للمراقبة في حال امتنع سائقها عن إعطاء المعلومات، أو كانت سيارته في وضعية عدم التشغيل. وصولا إلى استخدام تقنية الأشعة فوق الحمراء لو لزم الأمر.
ولضمان الاحتفاظ بالبيانات، فإن هذا الجهاز يستطيع العمل حتى في درجة حرارة 70 مئوية، أو في درجة حرارة 40 تحت الصفر، بما يمنحه من مواصفات قياسية، كما قال مصنّعوه.
وقال رئيس فريق المصممين، لصحيفة “الوطن” التابعة لنظام الأسد، اليوم الخميس، بتقرير يحمل عنوان “مليارا ليرة سنوياً مقدار السرقة بوقود سيارات الحكومة، باحثون يخترعون جهازاً لمراقبة استهلاك الوقود”، إن هذا الاختراع سينعكس إيجاباً على “الدولة لجهة اكتشاف سرقة الوقود التي تحدث في الآليات والسيارات التابعة لمؤسساتها والتي تقدر بملياري ليرة سنوياً”. لكن التقنيات التي يعمل بها هذا الجهاز ومقدرتها على توفير البيانات اللازمة للجهات الأمنية التابعة لنظام الأسد، تجعل منه جهاز تجسس كاملل المواصفات، تحت غطاء الكشف عن الوقود.
العربية