قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، يوم الثلاثاء، إنه “ينبغي لعلاقات التحالف الاستراتيجي بين تركيا والولايات المتحدة، أن تطغى على الإجراءات الروتينية والبيروقراطية”، وذلك في معرض تعليقه على تأخر واشنطن في تسليم بلاده رئيس منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية المقيم في ولاية بنسليفانيا منذ عام 1998.
جاء ذلك في تصريح له، خلال لقاء صحفي مع صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، حيث أعرب عن حزنه لموقف الولايات المتحدة من تسليم “غولن” رئيس المنظمة الإرهابية.
وأشار يلدريم إلى طلب بلاده من الولايات المتحدة تسليمها رئيس المنظمة “غولن” لتشكيله تهديدا على الأمن القومي لتركيا، مضيفا “الأدلة واضحة جدا، ونعلم أن هذه المجموعة الإرهابية مسؤولة عن الهجوم الخائن علينا(الحكومة) وعلى الشعب التركي”.
وأضاف “الولايات المتحدة تطلب منّا وثائق باستمرار، أي نوع من الوثائق تحتاجون؟ حين قتل 265 شخصا، الأدلة واضحة، لدينا إفادات المشتبه بهم في الانقلاب، تؤكد تلقيهم الأوامر من هذا الشخص(فتح الله غولن)”.
وأكد يلدريم أن محاولة الانقلاب الفاشلة، التي شهدتها البلاد، منتصف الشهر الجاري، هزّت الشعب التركي، بقدر ما تأثر الشعب الأمريكي، من هجمات 11 سبتمر/ أيلول عام 2001.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله غولن” (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية – غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الامر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.
الأناضول