وافق ممثلو المعارضة السورية الجمعة على الحضور لمحادثات السلام التي ترعاها اﻷمم المتحدة، لكنهم قالوا إنهم لن يتفاوضوا بشكل مباشر مع النظام، وسط مخاوف من فرض الولايات المتحدة وروسيا لخطة لإنهاء الصراع يمكن أن ترفضها المعارضة.
جاء ذلك في تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” اﻷمريكية عن محادثات السلام السورية الجارية حاليا في جنيف، متوقعة أن تخرج هذه الجولة بنتائج مختلفة عن الجولات السابقة، لتضع سوريا على المسار الصحيح ﻹنهاء الصراع الدائر في البلاد منذ 5 سنوات، خاصة أنّ القوى الغربية وروسيا اتفقا على خطة ترسم ملامح المستقبل في البلد- الذي مزقته الحرب- تناولت مصير اﻷسد ﻷول مرة، والخطوط العريضة للحكومة الانتقالية التي سوف تقود البلاد.
وقالت الصحيفة: “كان من المفترض أن تبدأ المحادثات الجمعة لكن اليوم مر دون أي تصريحات حول ما إذا كانت المعارضة ستشارك في المحادثات أم لا، إلا أنه في وقت متأخر من ليلة الجمعة حضر مندوب من المعارضة للاستفسار من الأمم المتحدة عن جدول أعمال المحادثات، وشروطها للمشاركة“.
وصل وفد النظام الجمعة واجتمع مع المبعوث الخاص للامم المتحدة ستيفان دي ميستورا الذي يقود هذه العملية.
وأكد عدد من أعضاء المعارضة ترددهم في الحضور خشية أن تكون هذه المحادثات مجرد وسيلة لفرض الخطة الروسية الامريكية، ثلاثة من أعضاء المعارضة قالوا إنهم اجتمعوا مع الأمريكيين والروس لمناقشة هذه الخطة التي تتضمن أن تضم الحكومة الانتقالية القادمة، الحكومة والمعارضة.
ونفى كل من المسؤولين الروس والأمريكيين وجود تسوية بشأن سوريا أو أنهم وراء الإصرار على عقد المحادثات في هذا الوقت، وقال مسؤول أمريكى رفيع المستوى: إن” اختلافات واشنطن وموسكو أكثر من اتفاقاتهما بشأن سوريا“.
وقالت المعارضة السورية – التي تتخذ من باريس مقرا – لقد تم الاجتماع مع مسؤولين روس وأمريكيين في الأيام الأخيرة، واتفقا على أن 100 ألف جندي من الجيش الحكومي الذي كان يقدر في الماضي بـ 350 ألفا يمكن أن يشكل نواة قوة وطنية بعد تجديده، وانضمام 40 ألفا من المقاتلين المعتدلين، بجانب الميليشيات الكردية يمكنهم مقاتلة الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا “بداعش”، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن قدري جميل، السياسي السوري – الذي يقيم في موسكو وخدم لفترة وجيزة في حكومة النظام بين عامي 2012 و 2013- تأكيده بوجود اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا على ضرورة وجود قوة وطنية جديدة.
وأضاف:” الجانبان اتفقا على أن الدولة وعمودها الفقري الجيش يجب أن يظلا.. فتجربة العراق وليبيا كافية”، في إشارة إلى الفوضى التي ضربت البلدين بعد اﻹطاحة بأنظمتها عامي 2003 و 2011.
وتابع:” التفاهمات اﻷمريكية والروسية امتدت إلى مصير الرئيس السوري بشار اﻷسد والخطوط العريضة للحكومة الانتقالية التي سوف تخرج من محادثات جنيف”، مشيرا إلى أنهم اتفقا على أن الأسد يجب أن يبقى لمدة عامين على الأقل، مرجحا أن تقسم الحكومة الانتقالية بالتساوي بين النظام والمعارضة.
وفي إشارة إلى التحول اﻷخير بشأن مصير اﻷسد، قال جميل: لقد قطعت كل الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة شوطا كبيرا في سوريا، والآن تحتاج من روسيا حل المشكلة.. لقد أدركوا أخيرا أن سوريا تحتاج لجراحة، وليس استخدام الفأس“.
وأقام وفد المعارض في فندق بالعاصمة السعودية الرياض لمدة ثلاثة أيام، في محاولة لتقرير ما إذا كانت سوف تحضر المحادثات أم لا، وطالبوا النظام برفع الحصار عن المناطق التي يسيطر عليها المعارضة، ووضع حد للقصف الوحشي كشروط للمشاركة.
الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين -الذين يدعمون المعارضة ماليا وسياسيا- مارسوا ضغوطا كبيرة على المعارضة وحلفاءها الإقليميين للحضور بدون شروط، بحسب دبلوماسيين غربيين وزعماء المعارضة.
وقال قادة من المعارضة: “إننا نشعر بالخيانة، وسنرفض أي صفقة تفرض علينا من القوى العالمية، وأعربوا عن شكوكهم بشأن جدوى مثل هذه المحادثات في إنهاء الحرب التي أودت بحياة أكثر من 250 الف شخص، وتشريد الملايين.
وأضاف سام كودماني، أحد أعضاء وفد المعارضة:” فلاديمير بوتين وإدارة أوباما لديهم اتفاق لإعادة الجانبين إلى طاولة المفاوضات“.
القرار 2254 يدعو لبدء المحادثات في جنيف الشهر الجاري وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر، ووضع دستور جديد واجراء انتخابات في غضون 18 شهرا، وسيتم تنفيذ وقف إطلاق النار بجانب العملية السياسية.
وقال قادة بالمعارضة: روسيا والولايات المتحدة اتفقا على تشكيل حكومة جديدة تجمع بين عناصر من النظام الحالي والمعارضة تتوالى إدارة اﻷمور في نهاية المطاف من الرئيس اﻷسد، ولكن دون تحديد موعد محدد لنهاية عصر بشار.
وأضاف:” هناك قرار من القوى العظمى لوضع الأزمة السورية على مسار التسوية التي لا يوجد فيها خاسر أو فائز، لا النظام ولا المعارضة“.