ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن عملية عاصفة الحزم أثبتت قدرة السعودية على إدارة حرب وشن عمليات جوية متواصلة ولمدة شهر، ما يدل على قدرة السعودية على شن حملة عسكرية طويلة ومعقدة.
وكتب الصحفي ياروسلاف تورفيموف أن الرياض خلال العقود الماضية أنفقت مليارات الدولارات على شراء أسلحة متقدمة، بشكل جعل الكثيرين يتساءلون عن سبب هذا الإنفاق، وبدا هذا واضحا في عملية اليمن ضد الحوثيين.
ويشير التقرير ، الذي اطلعت عليه “عربي21″، إلى أن السعودية تقود، ولأول مرة منذ عام 1934، تحالفا عسكريا تعرض لنكسة عندما رفضت باكستان، وهي الحليف التقليدي للرياض، المشاركة فيه، فيما تراجعت مصر عن دعمها العسكري للحملة.
ويستدرك الكاتب بأن السعودية استطاعت إثبات نفسها، على الأقل من الجو، بأنها قوة إقليمية قادرة على منع توسع التأثير الإيراني في المنطقة.
وينقل التقرير عن ريد فوستر من مجموعة “آي إتش أس” للاستشارات الدفاعية، قوله إن السعودية “أثبتت نفسها جويا وبشكل جيد”، مبينا أن سلاح الجو السعودي يحصل على خبرات جديدة، وأضاف “ولو كنت مراقبا إيرانيا لشعرت بالقلق من تزايد القدرات السعودية”.
ويقول تورفيموف إن الحملة، التي حظيت بدعم شعبي، أدت إلى تنامي مشاعر الحماس الوطنية، التي جعلت الكثيرين يقترحون التحرك بعد التخلص من الحوثيين إلى سوريا.
وتنقل الصحيفة ما كتبه المعلق السعودي المعروف خالد الدخيل، الذي يقول: “يجب وقف المجازر في سوريا، ويجب رحيل النظام”.
وأضاف الدخيل أن “على دول الخليج بالإضافة إلى مصر وتركيا والأردن اتخاذ القرار الصحيح والإطاحة بالنظام السوري، لكن قبل ذلك يجب أن تنهي السعودية ما بدأته في اليمن. صحيح أن بعض الألوية التابعة لعلي عبدالله صالح انشقت عنه، لكن هدف العملية، وهو إعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى صنعاء، لم يتحقق بعد”، بحسب الصحيفة.
ويورد التقرير تأكيد معلقين سعوديين أن الحملة حققت أهدافها، وأظهرت القدرة السعودية في الجو. وفي هذا السياق يقول المتحدث باسم الحملة العميد أحمد العسيري: “لقد أنفقنا المال لتحديث قواتنا لاقتناعنا أن الردع هو عماد الاستقرار في المنطقة”. ويضيف “لم نكن لنقبل وجود ميليشيا بصواريخ سكود وطائرات وقوات قتالية ودون صفة سياسية، وهو بالضبط ما كان الإيرانيون يحاولون عمله مع الحوثيين، وقريبا من حدودنا”.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، بأن قلة عدد الضحايا أدت إلى ارتفاع شعبية العملية الجوية بين المواطنين السعوديين، وارتفعت أسهم الملك سلمان بن عبد العزيز.
وتنقل الصحيفة عن الداعية محسن العواجي قوله: “أصبح لدينا أخيرا سياسة خارجية مستقلة وقرار اتخذ من أجل ردع المحاولات الإيرانية لاختراق المنطقة، أو التدخل في شؤون الدول العربية”. وأضاف “غالبية السعوديين، باستثناء بعض الشيعة، يدعمون الملك سلمان في هذه الحرب بسبب تصرفات إيران”.
وتختم “وول ستريت جورنال” تقريرها بالإشارة إلى أن المحاضر في معهد الدراسات الدبلوماسية في الرياض البرفيسور أسعد الشملان يرى أن اليمن حالة خاصة، ولم يكن أمام السعودية إلا التدخل العسكري، خاصة أنه لا يمكن التسامح مع وجود قوة مؤيدة لإيران على الحدود السعودية. ويرى أن الحل العسكري كان ضرورة، ولم يكن بناء على هوى أو رغبات خاصة.