قدم فشل محاولة الانقلاب في تركيا راحة مؤقتة للمعارضة وملايين السوريين اللاجئين في تركيا الذين اعتمدوا على دعم الرئيس رجب طيب أردوغان، إلا أن هذا الدعم على وشك أن يتغير بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” اﻷمريكية.
وقالت الصحيفة، منذ بداية الثورة السورية عام 2011، تركيا كانت واحدة من الداعمين الرئيسيين، واستضافت المعارضة السياسية في المنفى، وسمحت باستخدام حدودها لتمرير الأسلحة، والأموال للمعارضة في شمال سوريا، بجانب مرور حوالي 2.7 مليون لاجئ سوري.
الجيش السوري الحر – ائتلاف فضفاض من الفصائل المعارضة- سارع بإصدار بيان السبت يتضامن فيه مع “الحكومة التركية المنتخبة”، ومع الشعب التركي الذي خرج للشوارع لمواجهة الانقلاب.
أردوغان أبدى في الآونة الأخيرة تغييرا في بعض المواقف بشأن سوريا، حيث استعاد العلاقات مع روسيا، ودعم هجومها على اﻷكراد في سوريا، خاصة أن تركيا كانت قلقة من أكراد سوريا بسبب الحروب التي بينهما.
ولكن محاولة انقلاب الجمعة يمكن أن تؤدي إلى مزيد من التغييرات في الموقف التركي تجاه الوضع في سوريا، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن “آرون لوند” من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي قوله: “إذا سقط أردوغان، فإن تأثير ذلك على السياسة الخارجية، وخاصة بشان سوريا سيكون كبيرا، ولكن حتى مع استمراره سيحدث تغيير في السياسة، ولكن لا يعرف مقداره”.
وبحسب الصحيفة: “المشاعر ضد اللاجئين السوريين في مصر تحولت بشكل حاد في أعقاب الانقلاب العسكري في مصر عام 2013 الذي أطاح بأول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد محمد مرسي، الذي كان إسلاميا مثل اردوغان. السوريون، الذين دعمهم مرسي، وجدوا أنفسهم فجأة عرضه للهجوم في مصر، مما دفع العديد منهم للعودة لسوريا”.
وأضاف لوند: إذا كان هذا يقال فقط لتعزيز شعبية أردوغان، أنا لا أرى لماذا لا يستمر في فعل ما يريد فعله بشأن سوريا”.
المعارضة السورية تعاني لسنوات مما تصفه بتخاذل الداعمين، تركيا حتى الآن، واحدة من عدد قليل من الدول الداعمة بانتظام.
ونقلت الصحيفة عن جوشوا لانديس الخبير في الشؤون السورية والأستاذ في جامعة أوكلاهوما قوله: “في محاولة من أردوغان لمواجهة الأعداء في الداخل، فإنه قد يضطر للتخلي عن مصالحه في سوريا، وسحب دعمه للمعارضة”.
وأضاف:” تركيا في غاية الأهمية للمعارضة السورية.. ولو حدث أي تحول مهما كان صغيرا فإنه سيكون كبيرًا للمعارضة السورية”.
سونر كاجابتاي، مدير برنامج تركيا بمعهد واشنطن :” لا يتوقع أي تغيير في سياسة تركيا تجاه سوريا أو اللاجئين السوريين، لكنه يرى عواقب كبيرة على قدرة تركيا على المحافظة على الشراكات العسكرية الآن، خاصة مع انقسام وضعف جيشها”.
واحدة من الشراكات العسكرية الرئيسية في الوقت الراهن مع الولايات المتحدة التي تسمح لها باستخدام قاعدة انجرليك الجوية في جنوب تركيا، لضرب تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
وقال كاجابتاي: الانقلاب سوف يزعزع قدرة الجيش على تأمين الحدود التركية البالغة 565 ميلا مع سوريا، ولقد حان الوقت لكي تطالب أنقرة الدول الغربية بتضييق الخناق على حركة المقاتلين اﻷجانب عبر الحدود.
في السنوات الأخيرة، أصبحت الحدود منطقة عسكرية على نحو متزايد مع وجود خنادق عميقة، وجدران عالية وجنود يمنعون الناس من محاولة عبور الحدود إلى تركيا.
مركز الشرق العربي