اهتمت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأمريكية بموقف الدروز اللبنانيين من الحرب الأهلية الجارية فى سوريا. وقالت الصحيفة إن الاشتباكات الدامية بين الجهاديين السوريين والمسلحين الدروز المواليين للرئيس السورى بشار الأسد قد كشفت عن انقسامات داخل تلك الطائفة الصغيرة التى تمتد عبر الحدود اللبنانية السورية. وأضافت الصحيفة قائلة، إن الحروب الدموية التى تؤرق الشرق الأوسط من لبنان إلى الحدود العراقية مع إيران هى بالأساس صراعات سياسية على السلطة، إلا أن الخصمين الرئيسيين هما السنة والشيعة، على حد قولها. وهو ما يجعل الأقليات الدينية الأخرى مثل الدروز، وعددهم مليون فقط فى الشرق الأوسط، يواجهون قرارا مؤلما وقد يكون وجوديا بشأن من يدعموه من أجل ضمان بقاء طائفتهم، إلا أن الوقوف مع طرف يحمل مخاطر بتحويل الآخر إلى عدو. ونقلت الصحيفة عن كمال ناجى، عمدة بلدة درزية تقع على سفح المنحدرات الغربية لجبل الشيخ قوله: “نريد أن يتركونا وشأننا، لكن ماذا سنفعل لو أن أى من الأطراف لا يرغب فى ذلك”. ومن المعروف أن جبل الشيخ يشطر الحدود اللبنانية السورية. وتحدثت الصحيفة عن القتال بين الدروز الموالين للأسد وجماعة جبهة النصرة التابعة للقاعدة. وقالت إن سكان بلدة الراشاية وشخصيات الدروز البارزة فى لبنان قالوا إن الجيش السورى هو من بدأ القتال، حيث أطلق الجيش هجوما على جبهة النصرة التى تسيطر على قرية بين جنين، وعندما بدأ القتال انسحبت القوات السورية وتركت المسلحين الدروز يواجهون المسلحين الإسلاميين. ورأى البعض هذا الأمر بأنه محاولة لإثارة العداوات بين الستة والدروز لإجبار الطرف الثانى على أن يظل مواليا لتظام الأسد. ويأمل وليد جنبلاط، الزعيم البارز للدروز فى لبنان، أن يكون لتلك الحيلة رد فعل عكسى على دمشق. وقال جنبلاط إنه يحاول إقناع الدروز بالمصالحة مع بيئتهم الطبيعية فى سوريا وهى السنة، وأضاف أن الدروز فى المنطقة التى جرت فيها الاشتباكات مؤخرا استخدموا كجزء من دعاية ميكافيلية وضعها التطام، وهو ما يسمى بتحالف الأقليات ضد الأغلبية السنية. وأعرب عن أمله أن يرى الدروز ما يحاول نظام الأسد فعله بهم وأن يرفضوه.