نشرت وكالة “رويترز” أول أمس الجمعة 19 شباط/فبراير تقريراً اطّلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه بتصرف، حول عثور وكالة الطاقة الذرية على آثار اليورانيوم في موقعين كانت إيران قد منعتها من الوصول إليهما.
أفاد دبلوماسيون أنّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية عثرت على جزيئات يورانيوم في موقعين إيرانيين وصلت إليها فرق الوكالة بعد شهورٍ من المماطلة, فقد عثرت الوكالة على المواد خلال عمليات التفتيش التي أجرتها في الموقعين في آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر الماضيين، بعد أن منعت إيران الوكالة من الوصول إلى تلك المواقع لمدة 7 أشهر تقريباً.
أضافت الوكالة أنّها تستعد لتوبيخ طهران لفشلها في تفسير ذلك, ما قد يعقّد جهود الولايات المتحدة لإحياء الدبلوماسية النووية من جديد.
إنّ هذا الاكتشاف وتزمّت إيران يهددان بإلحاق الضرر بجهود الإدارة الأمريكية الجديدة لاستعادة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 الذي تخلّى عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
أكّد الدبلوماسيون أنّ الوكالة ستنتهز الفرصة لتوبيخ إيران لفشلها في أن تعطي تفسيراً وافياً عن سبب وجود جزيئات اليورانيوم في موقعين غير معلنين, ويمكن أن يأتي التوبيخ إمّا في التقرير ربع السنوي أو في تقرير إضافي صدر في نفس اليوم.
ويتوقع الدبلوماسيون أن تستدعي الوكالة إيران، لفشلها في شرح الآثار التي تمّ العثور عليها في الموقعين وبسبب استمرار فشلها في تفسير المواد التي عثر عليها سابقاً في موقع “تورفازباد” في طهران.
من جهته رفض سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية “كاظم غريب أبادي” التعليق على الأمر, وقال مسؤولٌ إيرانيٌّ كبيرٌ أنّ إيران ليس لديها ما تخفي ولذلك سمحت للمفتشين بزيارة تلك المواقع.
وكانت قد حددت إيران مهلة الأسبوع المقبل للرئيس المنتخب “جو بايدن” لرفع العقوبات التي فرضها ترامب أو ستوقف عمليات التفتيش المفاجئة للوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب الاتفاق الذي رفع العقوبات مقابل فرض قيود على برنامج إيران النووي.
أمّا معارضو الاتفاق النووي كإسرائيل, فيقولون أنّ الأدلة على الأنشطة النووية غير المعلنة تظهر أنّ إيران لا تتصرف بحسن نيةٍ حتى وإن كانت المواقع التي عثر فيها على المواد كانت غير نشطة.
تعتقد وكالات المخابرات الأمريكية والوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ إيران لديها برنامج أسلحة نووي سريّ ومنسق أوقفته عام 2003 وهو ما تنفيه إيران, ولا يزال يتعين عليها شرح أدلة على أنشطة أو مواد سابقة غير معلنة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
أضافت مصادر أنّ اليورانيوم الذي عثر عليه العام الماضي لم يتم تخصيبه, إلاّ أنّ وجودها يشير إلى وجود مواد أو أنشطة نووية لم يتم الكشف عنها في المواقع والتي كان يتوجب على إيران الإعلان عنها.
فيما زعمت إيران عندما واجهتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بنتائج البحث, أنّ الآثار ناتجةٌ عن تلوثٍ بمعدّاتٍ مشعةٍ تمّ نقلها من مواقع أخرى إلى هناك, إلاّ أنّ الوكالة فحصتها ولم تتطابق الجزيئات في المواقع.
وقال دبلوماسي اطّلع على التبادلات أنّ إيران قدّمت إجاباتٍ غير معقولةٍ على حدّ تعبيره ووصفها بتكتيكات تأخيرٍ نموذجيةٍ تتبعها إيران.
أكّدت الوكالة أنّها تشتبه بأنّ أحد المواقع استضاف أعمال تحويل اليورانيوم وهي خطوةٌ في معالجة المواد قبل التخصيب, والموقع الآخر استخدم لاختبار المتفجرات.
الجدير ذكره أنّ تحديد المادة على أنّها يورانيوم, سيضع عبئاً على إيران لتفسيرها لأنّه يمكن استخدام اليورانيوم المخصب في صميم سلاحٍ نوويّ, وسوف تكون إيران ملزمةً بحصر كل اليورانيوم حتى تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من التحقق من أنّها لا تحوّل أيّ شيء منه إلى برنامج أسلحة.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع