نظمت هيئة علماء المسلمين في لبنان، اليوم الجمعة، وقفة أمام أحد مقار الأمم المتحدة في العاصمة اللبنانية بيروت، تنديدا بالقصف العشوائي الذي يقوم به طيران النظام السوري والطيران الروسي ضد أحياء مدينة حلب السورية.
وشارك بالوقفة التي نظمت أمام المقر الرئيسي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا)، في بيروت، تحت عنوان “نصرة لحلب الصمود”، المئات من الدعاة وعلماء الدين من مختلف المناطق اللبنانية، رافعين أعلام الثورة السورية، ومرددين شعارات تطالب بوقف هجمات النظام السوري “الوحشية الهمجية” ضد السوريين عامة وفي حلب خاصة.
وبحسب مراسل الأناضول، رفع المشاركون لافتات منددة بالصمت العالمي تجاه ما تتعرض له حلب، ومستنكرة الدعم الروسي والإيراني للنظام السوري.
ومن اللافتات المرفوعة المرفقة مع صور ما يحدث في حلب “أهل حلب صامدون.. والكل صامتون”، و”فقط في حلب يقصف الأطفال بأسلحة تكد الجبال”.
عماد الحوت، النائب عن الجماعة الإسلامية في مجلس النواب اللبناني، شدد في كلمته على هامش الوقفة على أن “حلب تتعرض لحرب إبادة شاملة، من أجل فرض حل عسكري جائر”، لافتا الى أن “المجازر في حلب كشفت الوجه الزائف للضمير الإنساني”.
وتابع أن “الشعب السوري مستمر في ثورته ضد المحتلين الروس والإيرانيين حتى تحقيق أهدافه”، معتبرا أن “ما تقوم به قوات التحالف الروسي الإيراني في حلب، هي أعمال إرهابية”.
وأعرب الحوت عن “الدعم الكامل للموقف التركي الداعي لإقامة منطقة آمنة في سوريا من أجل حماية السوريين وتثبيتهم في أرضهم”.
يشار الى أن تركيا ترى أن “إقامة منطقة آمنة، فرصة لإنقاذ أرواح السوريين، والحد من استهداف روسيا والنظام لمناطق المدنيين”، بحسب تصريحاتٍ سابقة أدلى بها الناطق باسم رئاستها، إبراهيم قالن.
من جانبه، قال رئيس لجنة القدس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ أحمد العمري، إن “الدب الروسي والإيراني المجوسي، يحرقان سوريا بكل ما فيها”، منتقدا مجلس الأمن الدولي “الذي من المفترض به أن يمثل الأمن والعدالة للناس”.
واعتبر العمري في كلمته على هامش الوقفة، أن “كل الدول الممثلة في مجلس الأمن تحولت إلى شهود زور وهي تسكت عمّا يحصل في سوريا وحلب، ضد الشعب السوري الذي طالب بالحرية والكرامة”.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الجانب الروسي أو الإيراني حول ما جاء على لسان الحوت والعمري.
أما رئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان، الشيخ أبو بكر الذهبي فقال في كلمته إن “انتفاضة الشعب السوري مستمرة حتى تحقيق الحرية”، متوجها لأمريكا وروسيا وإيران بالقول: “ستلعنكم آهات الأطفال الرضع، ستأرقكم صرخات الثكالى، ستلاحقكم لعناتهم في الليل والنهار، ويوم المحشر والحساب”.
وتأتي الوقفة في سياق جملة من الفعاليات، التي بدأتها منظمات مجتمع مدني وجهات دولية وإسلامية نصرة لحلب التي تتعرض منذ أيام لقصف جوي عنيف من طيران النظام السوري وروسيا خلف مئات القتلى والجرحى.
وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، دعا في بيان أصدره قبل أيام، الأمتين الإسلامية والعربية والعالم الحر إلى “إعلان الغضب العالمي” يوم الجمعة 30 سبتمبر/ أيلول(اليوم) تحت شعار “اغضب لحلب”.
ومنذ إعلان النظام السوري انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر/أيلول الجاري، تشن قواته ومقاتلات روسية، حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام.
وتعاني أحياء حلب الشرقية، الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، حصاراً برياً من قبل قوات النظام السوري ومليشياته بدعم جوي روسي، منذ أكثر من 20 يوماً، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية؛ ما يهدد حياة نحو 300 ألف مدني موجودين فيها.
الأناضول