الرصد السياسي ليوم الثلاثاء (26 / 4 / 2016)
أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاوش أوغلو، أن تركيا اتفقت مع الولايات المتحدة على نشر بطاريات أمريكية مضادة للصواريخ على حدودها مع سوريا، بدءًا من أيار المقبل.
ويأتي نشر الصواريخ لمواجهة عمليات القصف المتكررة التي ينفذها تنظيم “الدولة”، ويستهدف الأراضي التركية، وقال جاويش أوغلو، اليوم الثلاثاء 26 نيسان، إن الهدف “تطهير الشريط” البالغ طوله 98 كيلومترًا.
جاوش أوغلو أمل أن تتواصل المحادثات القائمة مع الولايات المتحدة، حول إنشاء المنطقة الآمنة شمال سوريا، بين مدينتي منبج وجرابلس، متمنيًا التوصل إلى “قرارات ملموسة”.
وكانت رئاسة الأركان التركية أعلنت، أمس الاثنين، استهداف مدفعيتها مواقع تابعة لتنظيم “الدولة” شمال محافظة حلب، ما أسفر عن مقتل ثمانية عناصر من التنظيم وتدمير منصة إطلاق صواريخ تابعة له.
وأوضح بيان الأركان أن القصف “جاء بعد عمليات استكشافية أجرتها طائرة بدون طيار في الأجواء السورية، رصدت خلالها المنصة المتموضعة على مسافة تبعد 21 كيلومترًا عن ولاية كلس”.
عدد القذائف الصاروخية التي استهدفت كلّس من الجانب السوري بلغ 49 قذيفة، منذ 18 كانون الثاني الماضي وحتى اليوم، وأسفرت عن مقتل 17 شخصًا وجرح 58 آخرين، بحسب إحصائيات نشرتها وسائل إعلام تركية.
وفد دمشق يقترح تعديلات على ورقة دي ميستورا
أعلن وفد النظام السوري إلى مفاوضات جنيف أنه قدم تعديلات على ورقة قدمها المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا للانتقال السياسي، بينما قلل كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة محمد علوش من قيمة المفاوضات التي يجريها دي ميستورا بوجود ما وصفها بالمعارضة “المصطنعة”.
وقال رئيس وفد النظام بشار الجعفري في تصريح صحفي مقتضب بعد اجتماعين مع دي ميستورا في جنيف اليوم الاثنين، إن وفده قدم تعديلات على ورقة المبعوث الأممي باعتبارها “جزءا لا يتجزأ من الورقة”.
ووصف سفير النظام لدى الأمم المتحدة المفاوضات مع دي ميستورا بأنها ثرية، مشيرا إلى أن الجانبين اتفقا على اللقاء مجددا ظهر غد الثلاثاء دون أن يوضح ماهية التعديلات التي أجراها على ورقة دي ميستورا.
ويجري دي ميستورا مفاوضات مع وفد النظام السوري وما تسمى معارضة الداخل بعد تعليق الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية مشاركتها في مفاوضات جنيف الأسبوع الماضي، ردا على استمرار النظام في خرق الهدنة الهشة، وتصعيده القصف وعدم استجابته لمطالب فك الحصار على المناطق المحاصرة، ورفضه بحث تشكيل هيئة حكم انتقالي دون رئيس النظام بشار الأسد وأركان حكمه.
إعلام النظام: دي ميستورا يطرح مشروعًا للانتقال السياسي قريبا
قالت صحيفة الوطن المقربة من النظام اليوم، الثلاثاء 26 نيسان، إن هناك ترجيحات بأن يقدم المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، مشروع الانتقال السياسي في القريب العاجل.
ورجحت الصحيفة أن يكون موعد طرح المشروع قريبًا، وأن يكون مبنيًا على نتائج مشاوراته مع أطراف المحادثات، رغم تعليق الهيئة العليا المعارضة مشاركتها في جنيف، حتى تنفيذ بنود القرار 2254 ووقف قصف المدنيين.
وكالة “تاس” الروسية نقلت عن مصدر قالت إنه مقرب من المحادثات، قوله “ربما لن يعلن عن المشروع نهاية الجولة الحالية، كما حدث المرة السابقة عندما قدم دي ميستورا وثيقة تضم 12 بندًا، لكنه أمر مخطط له”.
من جهته، أوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة، أحمد فوزي، اليوم، أن دي ميستورا سيطلع القوى الكبرى على نتائج الجولة الثانية من مفاوضات جنيف، غدًا الأربعاء، خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش.
ويجري المبعوث الأممي مشاورات مع وفد النظام السوري اليوم وغدًا، عقب مغادرة وفد الهيئة العليا جنيف، معلقًا مشاركته، الأسبوع الماضي، بعد اعتباره قرار الهيئة العليا الانسحاب مبكرًا “استعراضًا دبلوماسيًا”.
وعلقّت الهيئة مشاركتها في محادثات جنيف، الثلاثاء 19 نيسان، عازيةً ذلك إلى استمرار القصف وتجويع الشعب السوري من قبل النظام، مؤكدة أنها لن تعود إلى طاولة المفاوضات، قبل تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بفك الحصار، وإيقاف الأعمال العدائية.
وزير جزائري يؤكد دعم بلاده لنظام بشار الأسد
استقبل الرئيس السوري بشار الأسد الوزير الجزائري المكلّف بشؤون جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل اليوم الاثنين في العاصمة دمشق، إذ نقل هذا الأخير رسالة من رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد العزيز بوتفليقة، يتحدث فيها عن “مساندة الجزائر للشعب السوري في مكافحة الارهاب والتصدي له، للحفاظ على استقرار سوريا وأمنها ووحدة ابنائها وانسجام شعبها”.
ووفق ما نقلته الوكالة الرسمية الجزائرية، فقد أعرب بوتفليقة عن “تمنياته للشعب السوري بتحقيق الأمن والاستقرار”، كما أطلع عبد القادر مساهل بشار الأسد على “تجربة الجزائر في المصالحة الوطنية”، متحدثًا عن ضرورة “إيجاد حل سياسي للأزمات التي يعيشها العالم العربي”، فيما تقدّم بشار الأسد “بشكره للجزائر على تضامنها مع بلده في مواجهة التحديات”.
ويأتي هذا اللقاء في إطار الدورة الثانية للجنة المتابعة الجزائرية-السورية بالعاصمة دمشق، ويحضرها من الجزائر عبد القادر مساهل، ومن سوريا بشار الأسد ورئيس الوزراء
مساعٍ روسية لتوحيد وفود موسكو-القاهرة-الأستانة-حميميم
كشفت مصادر معارضة من جنيف، لـ”العربي الجديد”، أن “جنيف تشهد نشاطاً واسعاً في أروقة الأمم المتحدة وأماكن إقامة الوفود المشاركة، إذ إن هناك مساعي لتشكيل وفد موحّد من وفود القاهرة وموسكو والأستانة وحميميم وشخصيات من المجتمع المدني”.
وتشير إلى أن “عملية تشكيل الوفد تتم عبر محرك روسي، إذ يتم العمل على التوصل لتوافق بين الوفود، وسيتم انتقاء عدد من الشخصيات المشاركة في هذه الوفود، في حين لم يتم التوافق إلى اليوم على الأسماء المشاركة”.
وتكشف المصادر أن “هناك مساعي جادة لاستقدام رئيس الائتلاف الوطني السابق أحمد الجربا إلى الوفد الجديد”، لافتة إلى أن “الجربا قد يكون حاضراً في الوفد الجديد، وهو الذي كان مشاركاً في مؤتمر القاهرة، في حين يوجد أحد أعضاء حزبه والمقربين منه، في وفد الأستانة الذي تتزعمه رندة قسيس المقربة من الروس أيضاً”.
وتشير المصادر إلى أن “عضو الهيئة العليا للمفاوضات، رئيس تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين، الذي سبق أن أعلن انسحابه من الهيئة وعاد إليها، سعى خلال الأيام الماضية للالتحاق بوفد مؤتمر موسكو الذي يتزعمه قدري جميل، والتقى به إضافة إلى عدد من الدبلوماسيين الروس، إلا أن الأمر لم يُنجز حتى الآن بسبب مواقف جميل والروس السلبية تجاه حسين، الذي سبق أن هاجمهم في عدة مناسبات، إضافة إلى مخاوفهم من عدم قدرة الأخير على أن يكون شريكاً حقيقياً، فقد عُرف عنه عدم قدرته على أن يكون شريكاً مع أي مكوّن سياسي من هيئة التنسيق الوطنية، إلى الأحزاب المقرّبة من النظام، إلى الائتلاف الوطني، في حين تم استبعاده أخيراً من الهيئة العليا للمفاوضات من جراء خلافاته مع منسّق الهيئة رياض حجاب وعدد من أعضائها”.
المركز الصحفي السوري – مريم احمد.