قال رئیس منظمة الحج والزیارة الإيرانية سعید أوحدی، إن وفداً من بلاده سیتوجه الیوم الثلاثاء إلی السعودیة لإجراء الجولة الثانیة من المحادثات حول الحج، وذلك بدعوة رسمیة من وزیر الحج السعودی الجدید محمد صالح بن طاهر بنتن (الذي تولى منصبه قبل أسبوعين).
وأضاف أوحدی فی تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، اليوم، أن الوفد یضم ستة أعضاء، معرباً عن أمله فی أن تؤدی التغییرات الأخیرة فی وزارة الحج السعودیة إلی حل مشكلة إیفاد الحجاج الإیرانیین إلی الموسم القادم للحج إذا ما تم القبول بالاقتراحات الإیرانیة فی هذا المجال.على حد تعبيره.
وتابع “رغم أن إصدار التأشیرات فی إیران هو خطوة إیجابیة بحد ذاتها، لكن هناك 11 موضوعاً آخر تم إبلاغ وزراة الحج السعودیة بها وینبغی إدراجها على نص المذكرة”.
وفي وقت سابق أمس الإثنين، قال حسين نوشبادي، المتحدث باسم وزارة الثقافة الإيرانية، في تصريحات صحفية إن “السعودية رفضت ضمان سلامة الحجاج الإيرانين وطلباتهم بشأن تأشيرة الحج، ما دفع عدداً كبيراً من رجال الدين في البلاد إلى إعلان عدم سفرهم للحج هذا العام”.
وسبق أن نفت وزارة الحج والعمرة في السعودية منعها الإيرانيين من أداء الحج والعمرة، وأكدت أن طهران هي من تمنع مواطنيها من أداء العمرة، وهي من رفضت التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات موسم الحج القادم.
وقالت الوزارة في بيان لها إنها “لا تمنع أي مسلم من القدوم إلى الأراضي المقدسة وممارسة شعائره الدينية طالما كان ذلك في إطار الالتزام بالأنظمة والتعليمات المنظمة لشؤون الحج”.
وأشار البيان إلى أنه تم دعوة رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية سعيد أوحدي للقدوم إلى المملكة لبحث ومناقشة ترتيبات شؤون ومتطلبات حجاجهم القادمين لأداء مناسك الحج لهذا العام 1437هـ.
وبينت الوزارة أن ” وفد شؤون الحج الإيراني رفض التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام 1437هـ، معللاً ذلك برغبته في عرضه على مرجعيتهم في إيران، وغادر السعودية يوم الثلاثاء 19 أبريل/ نيسان الماضي دون التوقيع على محضر الاتفاق “.
وقالت وزارة الحج السعودية إن طهران “تصر إصراراً شديداً على تلبية مطالبها ومن بينها أن تُمنح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران، وتضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة أدعية ومراسم يطلقون عليها، البراءة من المشركين، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي”.
ونوهت الوزارة إلى أنه “فيما يتعلق بمنح التأشيرات للحجاج الإيرانيين، فإنه بالإمكان الحصول على تأشيرات الحج إلكترونياً من خلال إدخال بيانات حجاجهم باستخدام النظام الالكتروني الموحد لحجاج الخارج”.
واعتادت المملكة أن تصدر سنوياً، تحذيراً لحجاج إيران من إقامة مراسم “البراءة من المشركين”.
وإعلان “البراءة من المشركين” هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل، روح الله الخميني، حجاج بيت الله الحرام برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين من خلال ترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل”؛ باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.
ويعتبر هذا الإعلان عند الخميني واجب “عبادي سياسي”، ومن أركان فريضة الحج، وواجباتها السياسية التي بدونه “لا يكون الحج صحيحاً”.
وطلب الخميني من الحجاج الإيرانيين وغيرهم المشاركة فيه، و”إطلاق صرخة البراءة من المشركين، والملحدين في جوار بيت التوحيد”.
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون ثان الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة “مشهد” شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجا على إعدام “نمر باقر النمر” رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ”التنظيمات الإرهابية”.
الأناضول