وفاة مسنة في شوارع حلب.. قصة تختصر معاناة المدينة المحاصرة عجز زوجها عن العثور ولو على طبيب واحد أو مستشفى صغير
وقالت صحيفة زمان الوصل الإلكترونية إن المسنة الحلبية” صباح محمد” توفيت على كرسيها المتحرك، التي عجز زوجها عن العثور ولو على طبيب واحد أو مستشفى صغير في شوارع حلب، من أجل معالجة زوجته، في حادثة تختصر المعاناة الكبيرة لسكان المدينة التي تحاصرها قوات النظام وحلفاؤه.
هنا في حي الشعار، وأثناء هروب ساكنيه بعد تقدم قوات النظام السوري والميليشيات الحليفة له، كان أبو محمد يجرّ زوجته على كرسيها المتحرك، بحثا عن من يداويها، ولو مؤقتا، من مرضها الذي تفاقم بفعل نقص الأدوية والمرافق الصحية في حلب المحاصرة.
قبل وفاة زوجته بوقت قصير، تحدث أبو محمد لمراسل الأناضول، عن منزله التي تعرض للقصف، الذي فقد على إثره أبنائه السبعة، المجهول مصيرهم حتى اليوم.
هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 754x502px.
وأبدى الرجل المفجوع في مصير أبنائه، قلقا كبيرا على مصير زوجته المنتظر في حال تعثر الوصول لطبيب أو مستشفى، فالمرض اشتد عليها والمصير المرعب أمام عينيه.
وبعد حديث أبو محمد بوقت قصير، أفاد مراسل الأناضول في المنطقة أن الزوجة المريضة، التي لم تكن تطلب إلا ما يسكن وجعها ويخفف من مرضها، توفيت في الشارع على كرسيها المتحرك، ليبقى الزوج الذي فجع للمرة الثانية بوفاة زوجته، بعد فقدان أبنائه، وحيدا غارقا بالدموع، وسط غياب العالم عن إيقاف مأساة مئات الآلاف من المحاصرين في حلب.
ومنذ نحو 3 أسابيع، تتعرض حلب لقصف مكثف للغاية، أودى بحياة مئات من المدنيين، وجرح آلاف آخرين، وأخرج جميع المستشفيات في المدينة عن الخدمة، وذلك ضمن مساع نظام الأسد المدعوم من قبل روسيا، والمليشيات التابعة لإيران والموالية له، للسيطرة على مناطق المعارضة في شرق المدينة بعد 4 سنوات من فقدان السيطرة عليها.
هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 754x502px.
وتفرض قوات النظام إلى أحياء شرقية تحت سيطرة المعارضة، حصاراً خانقاً منع من دخول أي مواد غذائية أو أدوية ما أدى إلى تردي كبير وغير مسبوق في الحالة الإنسانية للمدنيين فيها.
وأخفق مجلس الأمن الدولي، أمس الإثنين، في تمرير مشروع قرار يطالب بهدنة لمدة 7 أيام في حلب للسماح بإدخال مساعدات للمدنيين المحاصرين، وذلك عقب استخدام روسيا والصين حق “النقض”(الفيتو).
الجزيرة أون لاين