رجال ونساء، مسلمون ومسيحيون (سريان كلدان أرمن..) وأكراد…. جميعهم كانوا جزءًا من مكونات القافلة الوطنية التي بدأت من حلب بخمسين شخصًا لتصل إلى أمام كنيسة الصليب في دمشق بما يقارب المئتين شخص.
“أنا طالعة من حلب للشام حسيت انو يلي ماتوا اهلي وولادي” كانت كلمات سيدة أثناء صعودها إلى الباص لتنضم للقافلة الوطنية التي انطلقت اليوم الأربعاء الساعة الثامنة صباحًا من مدينة حلب باتجاه دمشق وتحديدًا إلى حي الدويلعة.
القافلة الوطنية ضمت أشخاصًا من جميع المكونات السورية ومن مختلف محفظاتها من إدلب وحلب وحمص وحماة وسينضم لهم بدمشق ثوار دوما وحرستا ووجهاء دمشق.
“كلنا رايحين وقلوبنا سابقة خطواتنا حتى نقدم واجب العزاء لذوي الشهداء يلي قتلوا بالتفجير الإرهابي يلي استهدف أخوتنا المسيحيين في كنيسة مار إلياس” كان هذا ما قاله الأستاذ مجيب أحد منظمي القافلة مشيرًا الى أن القافلة ستكمل زياراتها للجرحى والمصابين بعد أداء واجب العزاء، الباص كان عبارة عن قاعة حوار ونقاش مفتوحة بين جميع المكونات التي كانت فيه
شباب كثر أكدوا أنهم لأول مرة يحتكون مباشرة مع مكونات أخرى، وكشفوا عن صور نمطية شكلوها عن هؤلاء المكونات كما أوجدوا نقاطًا مشتركة ونقاط التقاء تجمع بينهم وبين هذه المكونات، كما أكدوا سعادتهم بهذه الأحاديث الدائرة التي اكتشفوا من خلالها تشابه النسيج السوري على الرغم من اختلاف العقائد والأعراق، بتأكيدهم على القيم الإنسانية المشتركة لدى الجميع والتعاطف الإنساني والتماسك والاندماج.
كانت هذه المرة الأولى التي أزور فيها كنيسة، منظر مهيب للغاية …. للمرة الأولى أرى اجتماع القلنسوات البيضاء والسوداء في مكان واحد وشعور واحد، للمرة الأولى أدركت شعور وحدة وطنية غير الذي تتكلم عنه الأقلام ، بل ذلك الشعور الذي ترجمته اليوم القلوب، كان كل شيء منظمًا ومرتبًا الى أن رأيت عيون ذوي الشهداء الممتلئة بالدموع ، أحسست بهم جيدًا ، نحن الذين عانينا هذه الأوجاع لأعوام وأعوام، لم نأت فقط لنقوم بالعزاء بل أتينا حتى نؤكد لهم أنّ مصابهم …مصاب وطن …ومصابنا جميعًا كسوريين وأن خمسة وعشرين شهيدًا وما يقارب الستين مصابًا وما قاله الأب يوحنا أنه سيبنى من جديد باقون دائمًا في أرشيف جراح هذا الوطن.