واصلت الجهات الإنسانية جهودها لدعم محافظة السويداء جنوبي سوريا بعد الحوادث الأخيرة في المنطقة، حيث وصلت قافلة إضافية من برنامج الأغذية العالمي عبر معبر بصرى الحرير في ريف درعا الشرقي، مؤلفة من 11 شاحنة محمّلة بمواد غذائية أساسية
قافلة مساعدات إغاثية مكوّنة من 11 شاحنة وصلت إلى جسر مدينة إزرع بريف درعا، في طريقها إلى محافظة السويداء، مؤكدة أنّ هذه الخطوة تأتي ضمن الجهود الإنسانية المستمرة لتلبية احتياجات الأسر الأكثر تضررًا، خاصة مع استمرار الحصار المفروض على المحافظة وتأثيراته الكبيرة على السكان ولا سيما تفاقم الأزمة الإنسانية في الفترة الأخيرة
وكانت قوافل سابقة قد دخلت السويداء من معبر بصرى الحرير، حيث وصلت قافلة مؤلفة من 12 شاحنة، يوم الأحد، بهدف تقديم الدعم العاجل للأسر المتضررة، إضافةً إلى 18 شاحنة أخرى دخلت يوم السبت، محمّلة بمواد غذائية
ويُظهر هذا التدفّق المستمر للقوافل حرص المنظمات الدولية والمحلية على ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها بانتظام. وأوضح مصدر مسؤول في جمعية الهلال الأحمر العربي السوري أن القوافل التي تصل إلى السويداء تتضمن أدوية ومواد غذائية ومستلزمات أساسية لدعم القطاعات الحيوية مثل المستشفيات، الأفران ومحطات المياه، مشيرًا إلى أن بعض الشاحنات تكون تجارية أو تابعة لمنظمات محلية ودولية، بينما تتولى جمعية الهلال الأحمر نقل المساعدات بين النقاط المحددة
وأضاف المصدر أن عمل الهلال الأحمر يعتمد على تقييمات دورية للاحتياجات، حيث يقوم المتطوعون في محافظات السويداء ودرعا وريف دمشق برصد أوضاع العائلات، سواء كانت نازحة أو مضيفة، وكذلك متابعة القطاعات الحيوية، لتحديد أشكال التدخل الأنسب وأكد أنّ القوافل تشمل مواد أساسية مثل الطحين والمياه، إلى جانب المشتقات النفطية اللازمة لتشغيل محطات المياه والمستشفيات، وذلك بالتنسيق مع شركاء دوليين والسلطات المحلية والقوى الفاعلة في السويداء
وأشار المصدر إلى أنّ جمعية الهلال الأحمر تسعى لضمان وصول المساعدات إلى العائلات الأشد حاجة، وتشمل هذه المساعدات سلالًا غذائية، مستلزمات إيواء، معدات طبية وأدوية وتوزّع على مراكز الإيواء في درعا وريف دمشق التي تضم عائلات مهجّرة
في سياق متصل أعلن محافظ السويداء مصطفى البكور عن تنسيق مع الوزارات السورية المعنية لإعادة الخدمات إلى قرى الريف الغربي، موضحًا أنه تم إعادة تشغيل الفرن الآلي وشبكة الاتصالات، بالإضافة إلى تحضيرات العام الدراسي المقبل 2025-2026 وذكر أن وفدًا من وزارة الصحة تفقد المركز الصحي في بلدة المزرعة تمهيدًا لإعادة تشغيله، كما تم إعادة تشغيل برج شبكة سيرياتيل لتقديم الخدمات للمناطق المحيطة، وأفاد بأن وفدًا من وزارة الاقتصاد تابع وضع فرنَي المزرعة والثعلة لتقدير الاحتياجات وإعادة تشغيلهما تمهيدًا لعودة الأهالي إلى قراهم
وتعكس هذه القوافل والجهود الحكومية والتنسيق مع المنظمات الدولية والمحلية السعي لضمان وصول الدعم الإنساني والخدمات الأساسية إلى السكان في الوقت المناسب، وتمكين المحافظة من تجاوز الأزمة وتأمين الغذاء والطاقة والمياه والخدمات الصحية والتعليمية بعد الأحداث الدامية الأخيرة
