الأخضر لون وديان البلاد، الأبيض للنقاء والصفاء، الأسود للكفاح ضد الاستبداد والاستعمار، النجمات الثلاث الحمراء للعلياء والبطولة ودم الشهداء، وكلها ألوان مجتمعة تشكل علم الاستقلال من الانتداب الفرنسي ومن ثم اتخذه الشباب السوري رمزاً لثورتهم في الحرية من نظام الأسد فراح ضحيته مئات الآلاف من الشهداء بالمظاهرات والقصف المستمر إلى الآن.
إن تعدد الأعلام أمر طبيعي في كافة دول العالم فالعلم في البداية هو تعبير عن خصائص معينة تمس مجموعة أو حزب ضمن الدولة الواحدة وتمثلهم لكنها في النهاية منضوية جميعها تحت علم يشير لدولتها ككل.
الرسول صلى الله عليه وسلم منذ القدم أحب لكل أحد أن يقاتل تحت راية قومه وجماعته، لغرضٍ جليل هو اجتماع المقاتلين واتحاد قلوبهم عندما يكونون من قبيلة واحدة فيكونون كالجسم الواحد، فيحرصون أن تبقى رايتهم مرفوعة فلا يأتي العدو من قِبَلهم.
لكن ما حصل في سوريا من تعدد الرايات خلال سنوات الثورة أثار الجدل والخلافات بوقت حرج يتوجب فيه التوحد سياسياً وعسكرياً لمواجهة نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين وغيرهم، خاصة بالفترة الأخيرة عندما لبى الشعب السوري نداءات إحياء الثورة السورية والخروج بمظاهرات سلمية تجدد الوفاء بالعهد الذي قطعه المتظاهرون قبل 5 سنوات لإسقاط حكم الأسد ونيل الحرية.
لعل علم الثورة يدركه الجميع وأنه ذاك علم الاستقلال من الانتداب الفرنسي ورفعه المنتفضون بوجه الأسد ليميزوا أنفسهم عن موالي الأسد المتخذين من علم سوريا ذو النجمتين الحمر دلالة لهم أولاً، وليؤكدوا أنهم سيزيلون نظام الأسد كما أخرجوا المحتل الفرنسي من أرضهم السورية ثانياً، وذاقوا على خلفيته من النظام السوري أبشع الجرائم على سبيل المثال عندما اقتحم الجيش السوري مدينة إدلب منذ أكثر من 3 سنين ودمر بدباباته حائطا طويلا في سوقها لمجرد أن علم الثورة مرسوم عليه بطول يبلغ أكثر من 5 أمتار، فكان العلم قاهر نظام الأسد لأنه يعبر عن الشعب الذي طالب بإسقاطه سلمياً ببادئ الأمر.
” لا تنهروا العلم الذي بظله ولدت فصائلكم ولم تكن شيئاً ” شعار رفع أمس في مظاهرات ريف إدلب بجمعة أطلق عليها اسم ( تجديد العهد ) مغزاه أن الشعب راض عن رفع كل راية وقفت ضد نظام الأسد بشرط ارتباطها بعلم الثورة، أبو محمد من مدينة إدلب يقول:” الرايتان السوداء والبيضاء اللتين كتب عليهما لاإله إلا الله حبذا لو يتم رفعهما مع علم الاستقلال فيكونوا السلاح القاضي على الأسد وحلفائه الغرب وإعلاء كلمة الحق وراية الإسلام”.
أخيراً ليس آخراً، لا بد أن علم الثورة هو مطلب يلح على بقائه الشعب السوري برمته، بينما الجانب الأهم للخلاص من آلة الأسد التدميرية وحكمه هو توحد الفصائل جميعها وعدم تضييع دم الشعب السوري سدى والحفاظ على وحدة الأرض السورية بشتى الوسائل.
المركز الصحفي السوري – محار الحسن