شكك معلقون سياسيون بالولايات المتحدة في توقيت إعلان الرئيس دونالد ترامب عن إجازة استخدام بلازما المتعافين من فيروس كورونا لعلاج المصابين به، في ظل موسم انتخابي يشهد استقطابا شديدا.
وقد أعلن ترامب -في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض مساء أمس الأحد- أن إدارة الأغذية والأدوية FDA أجازت استخدام بلازما المتعافين لعلاج المصابين بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، مؤكدا أن هذا العلاج حقق نجاحات كبيرة.
واختار الرئيس أن يعلن ذلك للأمة في عطلة الأحد، كما جاء الإعلان قبل يوم من افتتاح المؤتمر العام للحزب الجمهوري، وهو ما دفع بعض المعلقين للتشكيك في التوقيت، وجعل بعض الخبراء يحذرون من خطورة تسييس قضية علاج فيروس كورونا خلال أيام المؤتمر الأربعة.
التوقيت السياسي
وعبر المعلق السياسي كريس جيليز عن شكوكه قائلا “لا يمكن الحديث عن هذا التقدم دون الحديث عن بدء أعمال مؤتمر الحزب الجمهوري (اليوم الاثنين). ترامب يبحث عن شيء يمكن بيعه للجمهوريين والمستقلين، وهذه الأخبار هي ما يبحث عنه”.
وأضاف جيليز “من الصعب الفصل بين توقيت الإعلان عن تقدم العلاج باستخدام البلازما، وبين موعد بدء المؤتمر العام للحزب الجمهوري خلال ساعات”.
لكن الرئيس الأميركي أكد في مؤتمره الصحفي أن التقدم نحو التوصل لعلاج فعال لفيروس كورونا “لا يتعلق بالسياسة وإنما بإنقاذ الأرواح”.
احتفاء الرئيس
واحتفى ترامب بأنباء التقدم الطبي لمكافحة هذا الوباء، وقال إن إدارته “تعمل على إزالة كل ما قد يؤخر التوصل إلى لقاح لفيروس كورونا” ورأى أن التوصل للعلاج باستخدام بلازما التعافي يعد تطورا تاريخيا في مواجهة الفيروس.
وطبيا يجري هذا العلاج باستخدام البلازما (مصل الدم) وهي المكون السائل للدم، الذي يتم استخراجه من المرضى الذين تعافوا، إذ تحتوي على أجسام مضادة قوية يمكن أن تساعد المصابين في محاربة الفيروس بوتيرة أسرع، كما يمكن أن تسهم في الحد من التداعيات الخطيرة للإصابة.
وتمت أغلب تجارب هذه الخطوة في الولايات المتحدة بمشاركة مركز “مايو كلينيك” الذي يعد أحد أفضل المراكز الصحية في العالم ويقع شمال ولاية مينيسوتا. وجرى علاج 70 ألف شخص في الولايات المتحدة ببلازما المتعافين.
احتفاء الرئيس
واحتفى ترامب بأنباء التقدم الطبي لمكافحة هذا الوباء، وقال إن إدارته “تعمل على إزالة كل ما قد يؤخر التوصل إلى لقاح لفيروس كورونا” ورأى أن التوصل للعلاج باستخدام بلازما التعافي يعد تطورا تاريخيا في مواجهة الفيروس.
وطبيا يجري هذا العلاج باستخدام البلازما (مصل الدم) وهي المكون السائل للدم، الذي يتم استخراجه من المرضى الذين تعافوا، إذ تحتوي على أجسام مضادة قوية يمكن أن تساعد المصابين في محاربة الفيروس بوتيرة أسرع، كما يمكن أن تسهم في الحد من التداعيات الخطيرة للإصابة.
وتمت أغلب تجارب هذه الخطوة في الولايات المتحدة بمشاركة مركز “مايو كلينيك” الذي يعد أحد أفضل المراكز الصحية في العالم ويقع شمال ولاية مينيسوتا. وجرى علاج 70 ألف شخص في الولايات المتحدة ببلازما المتعافين.
ومن جانبه صرح وزير الصحة أليكس عازر بأنه تم “استخدام بلازما النقاهة في علاج إصابات فيروسية في السابق، وهذه الطريقة قديمة وأثبتت فعاليتها في الكثير من الحالات على مدى 100 عام الأخيرة”.
من جانبه أكد مدير إدارة الأغذية والأدوية ستيفن هان أن “الاختبارات الطبية أظهرت ارتفاعا في نسبة التعافي مقداره 35% بين المصابين بفيروس كورونا المستجد ممن أجريت عليهم التجارب”.
ثقة بالتجارب
وتحدثت الجزيرة نت مع الدكتور خالد الشامي الأستاذ المساعد بكلية جونز هوبكنز للطب، الذي أكد أن “هناك تجارب سريرية تجرى في مركز سيبلي الطبي بالعاصمة الأميركية على استخدام البلازما في علاج كوفيد-19، والنتائج إيجابية في حالات كثيرة”.
وبشأن الجدل حول تسييس الأمر، يرى الشامي أنه “لا يمكن تسييس عملية التوصل لعلاج مرض خطير مثل فيروس كورونا، لكن هناك مسارا يعجل بمحاولات التوصل للقاح أو مصل دون الإخلال بالالتزامات البحثية والتجارب اللازمة إنقاذا لحياة المصابين بالفيروس حاليا وفي المستقبل”.
وأوضح أنه منذ تعرض الولايات المتحدة لفيروس “إتش آي في” HIV المسبب لفقدان المناعة “الإيدز” أصبح هناك توجه داخل إدارة الأغذية والأدوية للإسراع بعملية التوصل للقاحات أو أمصال في حالات الطوارئ العامة، وأضاف أن “ما نشهده فيما يتعلق بفيروس كورونا هو حالة نموذجية لضرورة الإسراع بالتوصل للقاح دون الإخلال بالالتزامات الواجب مراعاتها”.
وعبر الشامي عن ثقته في إدارة الأغذية والأدوية التي اعتبر أنها “حائط صد قوي ضد أي محاولات لتسيس التوصل لعلاج أو مصل خدمة لأهداف سياسية هنا أو هناك”.
من جهة أخرى، أكد الدكتور بول أوفيت، عضو المجلس الاستشاري للقاحات بإدارة الأغذية والأدوية -خلال حديث تلفزيوني- أن الإدارة لا يمكن لها أن تخضع للحسابات السياسية وتجيز استخدام علاج معين دون المرور بالخطوات العلمية اللازمة والتي من أهمها القيام بالاختبارات على أعداد كبيرة من المصابين، ومشاركة النتائج والأبحاث مع عدد من الجهات العلمية والصحية الأخرى للتدقيق والفحص.
وختم أوفيت بقوله إن هناك ضغوطا على الأطباء والعلماء لإيجاد علاج فعال ولقاح لمواجهة فيروس كورونا “وهذا شيء مفهوم، لكن لا يمكن السماح باستخدام علاج لم يخضع لتجارب كافية”.
نقلا عن الجزيرة