بدلا من ذلك, فإن إيران المحاصرة تعمل على زيادة العنف – ويتجه الشرق الأوسط إلى حالة انفجار كبيرة.
وإليكم هنا حالة المنطقة, بعد 14 شهرا من المفاوضات:
- في اليمن, الجحيم مندلع هناك. الحوثيون, حلفاء إيران, أطاحوا بالحكومة المنتخبة المدعومة من الغرب (إضافة إلى التمركز الأمريكي في البلاد). السعوديون الآن في خضم المعركة, على الأقل من الجو, وبأدوار داعمة من حلفائهم. في هذه الأثناء, فإن سفنا حربية سعودية وإيرانية تتمركز على السواحل اليمنية.
صحيح أن اليمن بلد صغير, وفقير. ولكن 40% من سفن النفط العالمية تمر من مضيق باب المندب, وهو ممر بحري ضيق يقع في نهاية البحر الأحمر. ومن شأن سيطرة الحوثيين عليه السماح لإيران بإصدار أوامر بإغلاقه, مما سوف يؤدي إلى كارثة عالمية.
الأمر الأكثر أهمية, هو أن القتال بالوكالة, وهو ما يجري مثيله في البحرين, يمكن أن يمتد قريبا إلى السعودية ذاتها, مما سوف يضع كلا من الرياض وطهران في صراع مباشر.
التحريض الإيراني أدى إلى التغطية على الجماعات الإسلامية من نمط الإخوان المسلمين والقاعدة. ولهذا فإن الفائز المحتمل في هذا الكابوس من غير المحتمل أن يحيل اليمن إلى بلد ديمقراطي يحظى بالحب والسلام.
- في سوريا, ليس هناك نهاية تلوح في الأفق تشير إلى إمكانية وقف القتل الذي حصد أرواح حوالي ربع مليون شخص. حاليا, حتى الفلسطينيين في المخيمات هناك, خصوصا في مخيم اليرموك, دخلوا في دوامة الصراع. ومع انقسام المجموعات المقاتلة في المخيم, فإن المدنيين يقتلون بالمئات على يد داعش من ناحية وعلى يد الأسد من ناحية أخرى.
لا أحد يريد أن تنتصر داعش, بالطبع, ولكن إذا فشلت فإن إيران سوف تحكم سوريا, مع عواقب سيئة على المنطقة.
- في العراق, .تلعب القوات المناوئة لداعش لعبة الخلد, فقد حققوا مؤخرا تقدما كبيرا تجاه إعادة السيطرة على تكريت, ولكنهم خسروا في منطقة الأنبار. تشير التقارير الواردة هذا الأسبوع بأن مدينة الرمادي, التي تبعد 70 ميل عن بغداد, على وشك السقوط.
هذه الجبهات الساخنة نسبيا تشير إلى أن ما يحدث ما هو إلا بداية فقط. الأسلحة الإيرانية تتدفق إلى العراق ولبنان والضفة الغربية وغزة وحتى إلى جنوب إفريقيا. وفقا للإسرائيليين, فإن إيران عززت من شحنات السلاح إلى حزب الله وحماس, مما يثير مخاوف من إمكانية إندلاع حرب قريبة هناك.
يأتي ذلك بعد الكشف عن وجود مقاتلين ذوي رتب عالية من حزب الله وإيران في مرتفعات الجولان في يناير, حيث كانوا يخططون على ما يبدو لإيجاد موطئ قدم على الحدود الإسرائيلية مع سوريا.
غارة شنها جيش الدفاع الإسرائيلي أدت إلى مقتل عدد من مثيري المشاكل, ولكن التهديد لا زال ماثلا.
في إيران نفسها, أحد حلفائنا في المحادثات التي تهدف إلى ثني الملالي عن امتلاك السلاح النووي, وهي الصين, تخطط حاليا لبناء 5 مفاعلات نووية جديدة في إيران. يأتي ذلك بعد أن أعلنت روسيا هذا الأسبوع بأنها تنوي أن ترسل للملالي انظمة صواريخ إس-300 المضادة للطيران, في خرق لتعهداتها السابقة بأنها لن تفعل ذلك.
إذا حصل ذلك, فإن الخيار الوحيد الذي يملكه الغرب لوقف إيران من امتلاك السلاح النووي –وهو ضرب المفاعلات النووية عسكريا- سوف يكون أكثر خطرا وكلفة.
لنواجه الأمر؛ بينما نحن مشغولون في جس نبض المفاوضين على المستوى الرئاسي في سويسرا, نسينا أن جمهورية إيران المتعصبة تنوي نشر مذهبها الشيعي في أماكن كثيرة. وزير الخارجية جواد ظريف يبتسم بصورة دائمة في وجهنا في لوزان, ولكن في إيران, فإن الرجل المكلف بتصدير الثورة, الجنرال قاسم سليماني, أصبح بطلا محليا.
في هذه الأثناء, فإن كل مكسب صغير بالنسبة لجيش سليماني من الميليشيات الوكيلة يؤدي إلى حالة رعب أكبر بين أعدائه السنة, الذين يشعر كثير منهم أنه أصبح من الضروري الانضمام إلى الجماعات الجهادية لوضع حد لتقدم طهران.
سياسة التعامل مع طهران التي اتبعها أوباما على أمل التوصل إلى اتفاق وربما تحويل ملالي إيران إلى محبين للسلام لم تؤد إلى أي نتيجة سوى جعل المنطقة أكثر اضطرابا.
بعيدا عن الوصول إلى أي تهدئة في المنطقة, فإن المحادثات في لوزان أدت إلى تسريع وتيرة الحروب هناك. سواء توصلنا إلى اتفاق يتعلق ببرنامج إيران النووي أم لا, فإنهم ساعدوا إيران في تعزيز أهدافها الخاصة فقط – التي تلوح أمام وجوهنا.
بيني آفني – نيويورك بوست