أوردت وسائل إعلام محلية ودولية أن الرئيس الأمريكي بارك أوباما اقترح على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القيام بتحرك عسكري مشترك لتحرير الرقة من قبضة داعش. ولم تُبدِ تركيا إلى الآن، رفضها أو قبولها لهذا الاقتراح، واقتصر رد أردوغان على أوباما بالقول “ليست هناك مشكلة بالنسبة لنا، ولكن لا بد من اجتماعات عسكرية لتحديد مضمون التحرك.”
وأشار مراقبون إلى أن الاقتراح الأمريكي نفسه هو الذي سيحدد رفض أو قبول تركيا لذلك، فالولايات المتحدة لم تحدد نوعية وكيفية التعاون المطروح، وهذا ما حال دون إعطاء تركيا ردًا نهائيًا. وهنا يصبح السؤال الأكثر أهميةً: ما هي أهمية الرقة في إطار حل الأزمة السورية؟ يُجيب على هذا السؤال موقع الجزيرة ترك في تقريره “الرقة في 5 أسئلة”.
متى سيطرت داعش على مدينة الرقة؟
تعد الرقة التي تعرف بأنها عاصمة الأمر الواقع لداعش في سوريا، أول مدينة سيطرت عليها قوات المعارضة بشكل كامل منذ بدء الثورة السورية في 4 آذار/ مارس 2013. وقد كافح الثوار من أجل إبقائها تحت سيطرتهم، إلا أن مقاتلي داعش هاجموا المدينة وسيطروا عليها في 14 كانون الثاني/ يناير 2014.
لماذا الرقة مهمة بالنسبة لداعش؟
تضم الرقة الكادر الإداري لداعش. وبعد إعلان داعش للخلافة المزعومة، دعت المتعاطفين للانضمام إليها من كل أنحاء العالم. وقدم المستجيبون لهذه الدعوة مع عوائلهم إلى سوريا، وأقاا كثير منهم في مدينة الرقة. وإلى جانب السكان الأصليين هناك الكثير من المقاتلين الأجانب الذين لم تتمكن أي جهة من تحديد أعدادهم الحقيقية بدقّة.
تُدار الرقة من قبل الأذرع السياسية والإدارية لدولة داعش الإرهابية التي تفرض قبضةً قوية على مخارج ومداخل المدينة وتمنع أي مواطن من الخروج، كما تفرض الجزية على المسيحيين المقيمين فيها.
ما هي الأهمية الاستراتيجية للرقة؟
تقع الرقة على ضفتي نهر الفرات. وتُعد أرضًا خصبة للزراعة، وفيها سد الطبقة الذي يوفر الكهرباء والمياه للرقة وحلب.
السيطرة على الرقة تعني الوصول إلى العاصمة الكُبرى الأخرى لداعش وهي الموصل. وقد ذكرت وسائل إعلام أن الرئيسين التركي والأمريكي تناولوا إمكانية الاستمرار في التحرك نحو المناطق العراقية الخاضعة لسيطرة داعش.
من يعيش في الرقة؟
قبل بدء الحرب الداخلية كانت الرقة المحافظة السورية السادسة من حيث المساحة وعدد السكان. بلغ تعداد سكانها 650 ألف نسمة حسب إحصاءات عام 2005. وبعد بدء الأزمة الداخلية وصل عدد سكانها إلى 800 ألف نتيجة نزوح عدد كبير من سكان المدن الأخرى نحوها. ولم تتمكن اللجان المختصة من رصد عدد السكان بدقة أثناء حكم داعش.
أغلبية سكان الرقة هم سنة عرب، ويقطنها بعض من المسيحيين، وفيها بعض القرى الكردية على أطراف المحافظة. وقد كان نظام العشيرة أو المختار العرفي موجودًا في المدينة إبان سيطرة نظام الأسد، ولكن اليوم اختفى هذا النظام.
هل يدعم سكان الرقة داعش؟
تسيطر داعش على المدينة بإحكام ممّا يحول دون وصول أي وسيلة إعلام أو مركز أبحاث لمعرفة قبول أو رفض السكان لحكمها. وقد بسطت داعش سيطرتها على الرقة من خلال قتل بعض قادة العشائر التي توقعت معارضتهم لحكمها، ومن ثم أعدمت كل شخص يعارض حكمها في الميادين على مرأى ومسمع الجميع. توحت هذه الظروف، من المستبعد أن يدعم سكان الرقة من قتل أهلهم وإخوانهم وشخصياتهم المجتمعية.
وفي هذا السياق، أطلق ناشطون العام الماضي حملة تحت عنوان “الرقة تُذبح بصمت”، ورافق ذلك توزيع منشورات معارضة لحكم داعش ومحرضة عليه. وهناك أنباء تُشير إلى أن داعش رفعت من نسب الضرائب وخفضت الرواتب لتجاوز ضائقة مالية تعرضت لها نتيجة تصعيد الحرب ضدها، وفي ضوء جميع العوامل المذكورة تتضح مؤشرات رفض سكان الرقة لحكم داعش، الأمر الذي يسهل تحريرها من قبل تركيا إذا عزمت على ذلك.
ترك برس