قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن الدوحة وباريس متفقتان أن الأزمة الخليجية تعطل جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة.
وأضاف وزير الخارجية القطري، خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان بالدوحة اليوم، أنهما أكدا في لقائهما أن الهدف المشترك لكافة الدول والمجتمع الدولي الآن هو مكافحة الإرهاب وتمويله.
ولفت إلى أن “مكافحة الإرهاب لا يكون بممارسة الإرهاب السياسي والفكري وإرهاب الدول”، مشيرا إلى أنها تتطلب إجراءات جماعية من كافة الدول لا دولة بعينها.
وقال الوزير إنهما استعرضا الظروف والإجراءات الأخيرة التي تمر بها قطر وخصوصا تلك التي اتخذتها الدول “المحاصرة” والتي تمس بشكل مباشر كافة المعاهدات الدولية وقواعد القانون الدولي.
ورحب الوزير القطري بموقف فرنسا لدعم الوساطة الكويتية للتوسط لحل من خلال الحوار البناء المبني على الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدول وأحكام ومبادئ القانون الدولي.
وقال “إننا نتطلع للتعاون مع فرنسا وكافة الدول الحليفة والصديقة لقطر للتصدي لهذه الظاهرة، كما نتطلع لدورها في دعم الجهود الأمريكية في هذا المجال”، في إشارة ضمنية لموافقة قطر على مقترحات تيلرسون لحل الأزمة.
من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، إن بلاده توجه رسالة تهدئة وحوار لكل الأطراف، وتريد أن تكون مُيسّرا؛ دعما للوساطة الكويتية.
وجدد دعم الوساطة الكويتية بكل قوة، لافتا إلى أن باريس منذ بداية الأزمة حاولت جاهدة للحفاظ على حوار حثيث مع كل الأطراف.
وقال إننا تناولنا مواضيع كثيرة (لم يوضحها)، مستدركا أن القسم الأكبر دار حول الوضع في الخليج، وأنه محور جولته الحالية في المنطقة.
ونوه بمقترحات الوزير الأمريكي ريكس تيلرسون، وقال إنه قدم اقتراحات لخارطة طريق وأساس للاتفاق تبدو لفرنسا مناسبة.
وشدد على أن فرنسا على قناعة بأهمية اتخاذ تدابير الثقة وإيجاد التدابير العملية لتخفيف حدة التصعيد.
وأكد أن فرنسا تتحدث مع كل أطراف الأزمة الخليجية لتسهيل الوصول إلى حل، مشددا على أن الأزمة ليست في مصلحة أحد بل هي ضد مصالح كل الدول.
وقال لو دريان إنه تلقى رسالة من أمير قطر أكدت أن الدوحة على استعداد لمحادثات بناءة شرط ألا يتم المساس بسيادتها الوطنية.
وشدد لو دريان على ضرورة التوصل لحل سريع لهذه الأزمة ولحالة التوتر القائمة، واتخاذ تدابير بأسرع ما يمكن وخاصة ليتم رفع الإجراءات التي تؤثر على الأسر المشتركة بين دول الأزمة.
وقال إننا نريد أن نركز على مكافحة المجموعات الإرهابية وخاصة التي صنفتها الأمم المتحدة، وهو خطر وتحد كبير علينا مواجهته جميعا بحزم وتصميم.
وطالب ببذل أقصى الجهود للحرب على الإرهاب، وقال “لقد سجلنا إرادة دولة قطر للعمل بشكل حازم في هذا الاتجاه وكذلك تعزيز التعاون بين قطر وفرنسا في مجال مكافحة الإرهاب وخاصة مكافحة تمويله”.
وشدد على أن “علاقة فرنسا وقطر وثيقة وبينهما تعاون كبير جدا في مجالات متعددة، منها الدفاع والاقتصاد والثقافة”.
وقال لو دريان إن الرئيس الفرنسي ماكرون أجرى عدة اتصالات بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني تناولت أزمة الخليج وقلق فرنسا الجدي بشأنها.
وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي دعا أمير قطر إلى زيارة باريس قريبا.
القدس العربي