أعلن وزير خارجية النمسا، سباستيان كورتس، الخميس، أن بلاده “ستقوم بحماية حدودها”؛ حال قررت إيطاليا السماح لعدد كبير من اللاجئين بالعبور نحو الشمال.
جاء ذلك في تصريحات لقناة “أوه آر إف” التلفزيونية الحكومية، عقب لقائه نظيره الإيطالي أنجيلينو ألفانو، في العاصمة النمساوية فيينا.
وقال كورتس، إنه “في حال قررت إيطاليا السماح لعدد كبير من الأشخاص بالعبور نحو الشمال، فإننا سنقوم بحماية حدودنا”.
وأوضح أنه سيتم إغلاق الحدود في حال استدعى الأمر ذلك.
ولفت إلى أن وزارتا الداخلية والدفاع النمساويتين قامتا بالاستعدادات اللازمة، دون ذكر تفاصيل حول طبيعتها.
وذكر الدبلوماسي النمساوي أنه دعا خلال لقائه مع ألفانو، إلى ضرورة عدم السماح للاجئين، الذين يصلون جزيرة “لامبيدوزا” الإيطالية بالوصول للبر الرئيسي، ووقف رحلات السفن من الجزيرة، إلا أن ألفانو، لم يشاركه الرأي.
واعتبر أن إيقاف اللاجئين عند الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وتلبية احتياجاتهم، ومن ثم إعادتهم لبلادهم سيكون أسهل من إعادتهم بعد دخولهم إلى أوروبا.
وأعرب كورتس، عن ترحيبه باللوائح الجديدة التي تعتزم إيطاليا إصدارها بشأن الهيئات الخيرية التي تعمل من أجل إنقاذ اللاجئين من الغرق في البحر المتوسط.
غير أن التقرير الذي بثته القناة النمساوية، أشار إلى أن الجانب الإيطالي اعتبر تصريحات كورتس، “تستهدف جذب الأصوات”، قبل الانتخابات التي ستشهدها البلاد في 15 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
والأربعاء، أعلن وزير الخارجية الإيطالي، أن بلاده مستمرة في ضمان الأمن على معبر “برينيرو” الحدودي مع النمسا، وذلك رداً على تهديد مسؤولين نمساويين بإغلاقه خشية تدفق لاجئين.
وقال ألفانو، الذي تحدث من مدينة “بولزانو” الحدودية مع النمسا، “عاجلاً أم آجلاً، سوف تنتهي الحملة الانتخابية النمساوية، وبعد ذلك نعتقد أن مستوى اللهجة الحادة حول الهجرة سيتراجع”.
والثلاثاء الماضي، لوّح وزير الداخلية النمساوي فولفغانغ سوبوتكا، في مقابلة نشرتها صحيفة “بيلد” الألمانية، بـ”إغلاق حدود بلاده مع الاتحاد الأوروبي في حال استمر وصول اللاجئين إليها”.
أمّا وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس، فقال عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الإثنين الماضي في بروكسل، إنه “لا شك أننا سوف نحمي الحدود إذا لزم الأمر. بالتأكيد لن نسمح بقدوم موجة جديدة من اللاجئين”.
وتأتي تصريحات المسؤولين النمساويين، بعدما اقترحت الحكومة الإيطالية، الأسبوع الماضي، منح تأشيرات إنسانية لأراضيها لمجموعات من المهاجرين عبر المتوسط، لتجنيبهم خطر الغرق في رحلة العبور بحراً.
وتواجه أوروبا أكبر موجة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية، بعد تضاعف التدفق التقليدي للمهاجرين، بسبب اللاجئين الفارين من الحروب والفقر في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وإفريقيا.
وتنشط في عدد من المناطق الساحلية شمال غربي ليبيا، منذ أعوام، تجارة الهجرة غير الشرعية، حيث تنطلق من تلك المناطق قوارب الهجرة عبر المتوسط، باتجاه شواطئ أوروبا، والتي راح ضحيتها مئات المهاجرين من جنسيات عربية وإفريقية.
الأناضول