قال وزير العدل التركي بكر بوزداغ، اليوم الجمعة، إن الأدلة الموجودة لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه)، على قيام الإرهابي “فتح الله غولن” (زعيم منظمة “الكيان الموازي)، بإدارة المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا منتصف يوليو/تموز الماضي، أكثر من الأدلة الموجودة لدى أنقرة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها “بوزداغ” خلال فعالية للقضاة والمدعين العامين بـ”مركز ناظم حكمت للثقافة والمؤتمرات” في العاصمة أنقرة، أشار فيها أن “الاستخبارات الأمريكية تعلم كل شاردة وواردة عن غولن والتحركات التي تجري في مكان إقامته بولاية بنسلفانيا (المقيم بها منذ العام 1999)”.
واعتبر الوزير التركي تصريحات المسؤوليين الأمريكيين حول عدم معرفتهم بتخطيط “غولن” للمحاولة الانقلابية، بـ”سخرية من الشعب التركي والعالم أجمع”.
وجدّد بوزداغ إشادته بـ”موقف الشعب التركي ضد الانقلاب العسكري الذي استهدف الشرعية في البلاد، وحاول إسقاط الحكومة، ورئيس الجمهورية (رجب طيب أردوغان) المنتخب عبر الطرق الديمقراطية”، مشدّدا على أن “النظام العام في تركيا كان سيتغير لو نجح الانقلاب في تحقيق أهدافه”.
واستطرد في ذات السياق قائلا “كان النظام الانقلابي سيفسح المجال وبشكل سريع أمام تقسيم تركيا على يد منظمة بي كا كا الإرهابية، ويعمل على خلق الفوضى بين المواطنين السنة والعلوييين، لتدخل البلاد أزمة كبيرة يصعب الخروج منها لأعوام طويلة، فضلًا عن انهيار الاقتصاد”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن”، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.
الأناضول