البداية من الصحافة الأمريكية، نطالع في صحيفة الـ “واشنطن بوست” الأمريكية:
أثار الهجوم الوحشي على حلب أمس الجمعة من قبل المقاتلات السورية والروسية تساؤلات عما إذا كان لاتفاق وقف إطلاق النار بين واشنطن وموسكو أي فرصة للنجاح أصلا.
هذا ما استهلت به واشنطن بوست تقريرا لها من بيروت عن شراسة القصف على حلب، وقالت إنه تسبب في دفن أي آمال بإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا.
وقالت الصحيفة، إن الهجوم على حلب أثار الشكوك حول الفرضية الأميركية الأساسية التي قام عليها وقف إطلاق النار والمفاوضات الطويلة والصعبة التي استغرقت 8 أشهر كاملة بين أميركا وروسيا، وهي أن روسيا تشارك إدارة الرئيس باراك أوباما في رؤيته بعدم وجود حل عسكري للصراع في سوريا.
كما أضافت أن اتفاق وقف إطلاق النار ربما يكون قد كُتب له الفشل قبل الغارة الأميركية وذلك بالتفسيرات المتباينة للحرب على الأرض، إذ كان الأسد يكرر باستمرار عزمه للسيطرة على كامل البلاد، كما كرره عشية وقف إطلاق النار.
نبقى في الصحافة الأمريكية، من الـ “نيويورك تايمز”: نقرأ فيها ” حلب تحت الأنقاض ولا أمل بالإغاثة”
أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى الهجوم الجوي الواسع الذي شنته طائرات النظام السوري وحلفائه الروس على مناطق تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب شمالي سوريا، وقالت إنه “يوم القيامة” للمدينة التي تعاني منذ زمان.
وأضافت أن الحرب في سوريا تصاعدت البارحة بشكل مفاجئ، وأن قوات النظام السوري بشار الأسد وحلفائه الروس بدأوا هجوما جويا شرسا على أحياء في المدينة، وذلك وسط تهديدات بشن هجوم بري كبير.
وأشارت إلى الجهود التي تبذل لدى الأمم المتحدة لإحياء اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، وقالت إنه يبدو أن هذه الجهود قد انهارت.
وأضافت أن هذه الغارات الجوية المتواصلة على مدينة حلب -التي جسدت ويلات الحرب في سوريا- أسفرت عن مقتل حوالي مئة شخص، وأنها حولت اتفاق وقف إطلاق النار القصير، الذي شهدته البلاد الأسبوع الماضي والأمل في الحصول على مساعدة إغاثية، إلى مجرد ذكريات باهتة.
بدورها سلطت الصحف الفرنسية الضوء على الأزمة السورية رغم اهتمامها بالشأن الداخلي الفرنسي، خاصة الوضع في حلب.
فقد عنونت صحيفة “لوفيغارو”، ” النظام السوري وروسيا يصبان نقمتهما على حلب”
كتبت الصحيفة: أن مدينة حلب كانت هدفا لغارات متواصلة نفذها النظام وحليفته روسيا وذلك قبل إطلاق العملية البرية. عشرات الأشخاص لقوا حتفهم في حلب ومحيطها. وتنقل الصحيفة شهادة صحفي يعمل لصالح وكالة الأنباء الفرنسية بأن القصف لم يتوقف وطواقم الإسعاف أصبحت عاجزة أمام حجم المأساة.
الصحيفة اختصرت ما يجري في حلب بأسوأ أزمة إنسانية منذ عام 1945 أي منذ الحرب العالمية الثانية.
وأما الصحافة الروسية فقد تناولت انهيار الهدنة في سوريا ومهاجمة قافلة المساعدات الإنسانية في حلب؛ مشيرة إلى أنها اختبار جديد للعلاقات بين روسيا والغرب.
نشرت صحيفة ” كوميرسانت”: أثار انهيار الهدنة في سوريا أزمة جديدة في العلاقات بين روسيا والغرب، وساهم في تصاعد المشاحنات الدبلوماسية تصريحات القيادة الأمريكية وتحميل موسكو مسؤولية تدمير قافلة المساعدات الإنسانية في حلب.
فقد شدد باراك أوباما، في خطاب الوداع أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، الضغط على روسيا، وحمَّلها ليس فقط مسؤولية الأزمة السورية، بل وجميع الأزمات التي يشهدها العالم. وبحسب قوله: “تحاول موسكو استعادة عظمتها السابقة بمساعدة القوة”، متجاهلة مبادئ القانون الدولي.
أما الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، فكانت كلماته أكثر تشددا. إذ أكد أن سبب استمرار الحرب في سوريا، هو نظام الرئيس بشار الأسد و”الذين يدعمونه”. وقال: “أتوجه إلى حلفائه الأجانب، الذين يعرفهم الجميع: بأنهم ملزمين بتحريك عملية التسوية السلمية. وبعكسه يتحملون مسؤولية تقسيم سوريا والفوضى التي تعمها مع النظام السوري”.
اتسمت خطابات السياسيين والدبلوماسيين في الأمم المتحدة بالقلق، واستبعدت غالبيتها إمكانية التسوية الدبلوماسية للأزمة.
حيث دعا وزير الخارجية الألمانية فرانك–فالتر شتاينماير الدول الكبرى إلى استيضاح وجود فرصة للعودة إلى الحوار بشأن التسوية السورية، “أم أن الأمر ميؤوس منه؟”.
أما نظيره البريطاني بوريس جونسون، فيرى أن السبيل الوحيد لوقف العنف هو تنفيذ الاتفاق الروسي–الأمريكي.
فيما يعتقد الوزير الفرنسي أن المتفاوضين بلغوا أقصى حدود إمكانياتهم.
ومن الواضح أنه لم تعد هناك إمكانية لتنفيذ الاتفاق الروسي–الأمريكي الذي توصل اليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري بعد هذه الخطابات المتشددة المعادية لروسيا.
المركز الصحفي السوري _ صحف