لم تكن التعهدات بمساعدة الدول التي تستقبل اللاجئين الفارين من سوريا هي النقطة الأهم في مؤتمر برلين حول اللاجئين السوريين. في تعليقها حول هذا المؤتمر، تذكر داغمار إينغل عشرة أسباب تفسر مدى أهمية انعقاد هذا المؤتمر.
1.كادت كارثة اللاجئين السوريين أن تؤول إلى طي النسيان، فأخبار الحرب ضد “الدولة الإسلامية” تغطي على باقي الأخبار القادمة من المنطقة.
2.لقد تم الاعتراف ليس فقط بمأساوية وضع اللاجئين، ولكن أيضاً بالحاجة الماسة لمساعدة البلدان التي تستقبلهم.
3.نادرا ما كانت صرخة طلب المساعدة من طرف الدول المجاورة لسوريا بهذه القوة والتصميم، فبكل إلحاح قام وزير الخارجية اللبناني ونظيره الأردني بتسليط الضوء على الوضعية المأساوية في بلديهما.
4. من المثير للإعجاب أن يتم التعرف على حجم التضحيات التي يقدمها هذان البلدان الصغيران لمساعدة جيرانهما.
5. وفي نفس الوقت، إنه أمر مخجل بالنسبة لجزء كبير من المجتمع الدولي. هذا سيزيد من الرغبة في الانخراط في دعم الدول التي تستقبل اللاجئين. وقد يساهم ذلك في تطوير البنية التحتية وتحقيق الرخاء الاقتصادي للمدن والقرى التي تأوي اللاجئين بشكل أكبر من باقي الجهات في المنطقة.
6. لن يتم إرجاع اللاجئين السوريين إلى سوريا مادامت الحرب مندلعة هناك. الحكومة اللبنانية كانت تروج منذ مدة لفكرة إعادة اللاجئين إلى المناطق الأقل تضررا من الحرب في سوريا، لكن خطط الحكومة اللبنانية لم تحظ بأي دعم صريح في هذا المؤتمر. وحتى الأردن لم تدعم ذلك.
7. حظيت ألمانيا باعتراف علني لمساهمتها في دعم اللاجئين السوريين، فألمانيا تأوي سبعين ألف لاجئ سوري وبالتالي أكثر من أي بلد أوروبي آخر.
8. هذا الاعتراف العلني يزيد الضغط على باقي دول الاتحاد الأوروبي. وبذلك يتم إحياء النقاش مجددا حول عدد اللاجئين المفروض استقباله من طرف كل دولة في الاتحاد، وأيضاً ربما السماح بمنح المساعدات الفورية الموجودة والمخصصة لاستقبال اللاجئين.
9. ألمانيا تعهدت بتقديم 500 مليون إضافية للسنوات الثلاثة المقبلة. هذه الأموال ستصرف على البنية التحتية وبناء المستشفيات وإمدادات المياه وتعليم الأطفال. وآمال كبيرة معلقة في أن تحذو دول أخرى حذو ألمانيا في ذلك.
10. الدول المشاركة في المؤتمر ليس لديها حل، وقد اعترفت بذلك. كل تعهدات المؤتمر بمساعدة الدول التي تستقبل اللاجئين السوريين هي في نفس الوقت شهادة بأن إراقة الدماء في سوريا سيستمر. وهنا تكمن الصراحة: يتم العمل من أجل التوصل إلى حل سياسي، ولكن لا حل يلوّح في الأفق.