تعد حلب من أكبر المحافظات السورية، وجامعتها ثاني أكبر جامعة في سوريا، وتضم طلابا من مختلف المحافظات السورية، ما بين ساكن بالمدينة الجامعية ومستأجر بالمناطق القريبة من الكليات المتفرقة.
يعاني الطلاب الوافدون من المحافظات الأخرى لجامعة حلب الكثير من المشاكل، أولها صعوبة تأمين المسكن وغلاء أسعار الإيجارات في المدينة، فقد يصل إيجار المنزل في منطقة المرديان إلى 75 ألف ليرة في الشهر، تقول زينة :”ما بتعرفي أديش كنا أنا ورفقاتي فرحانين بالبيت يلي لقيناه ب 65 الف ليرة حسيناه نعمة وإكرام النا من الله”، إذ يسكن أكثر من ستة طالبات في المنزل ليقسم الإيجار عليهن بالتساوي وقد يتجاوز العشرة ليخفف من عبء الإيجار مما يترتب على ذلك من ازدحام في المنزل الذي قد لا يتجاوز عدد غرفه الاثنتان.
تأتي الكهرباء في المرتبة الثانية فالانقطاع المتواصل للكهرباء أو قلة كمياتها تجبر الطلاب للّجوء للأمبيرات والاشتراك بها حيث يبلغ سعر الامبير 1200ليرة في الأسبوع وما يعادل 4600في الشهر يقول محمد طالب مستأجر في حي السبيل :”أمبير واحد ما بيكفي ومنقضي الوقت نحنا عم نرفع فاصل الأمبيرات لهيك اشتركنا بأمبيرين ومنضطر لندفع 9200ليرة، لتضاف فواتير الكهرباء إلى الأعباء المادية المترتبة علينا”.
تتبع مشكلة الكهرباء أزمة المياه فلا كهرباء أي لا ماء بسبب تغذية الكهرباء لمضخات المياه، إذ تعاني مدينة حلب عموما من أزمة مياه وانقطاعها لفترات طويلة وتضخ بفترات متقطعة من حين آخر حسب توزيع المناطق، فيضطر السكان عموما والطلاب خصوصا للاستعانة بصهاريج المياه وبأسعار متفاوتة .
يدفع الطلاب الوافدون إلى حلب ثمن إصرارهم على التعلم وإكمال مشوارهم لينالوا الشهادة التي طالما حلموا بها، فمن دون أن نحسب تكاليف الطعام الذي باتت أسعاره خيالية وتامين الغاز للطبخ مما يجعل الطلاب في كثير من الأحيان يميلون للوجبات الجاهزة فصحن السلطة بات يكلف أكثر من 2000ليرة، حيث وصل سعر البندورة إلى 500 ليرة.
طلب العلم بات يكلف ثروة وميزانية مما يشكل عبئا كبيرا على المواطن وضغطا نفسيا على الطالب، تقول هبة طالبة بكلية الهندسة: “لا يمكن إغفال أسعار المحاضرات وارتفاع سعر الورق ليصل سعر الورقة ل 2ليرة وتكلف طباعتها نحو 3ليرات وبالإضافة لغلاء أسعار الكتب”.
وتضاف فواتير المواصلات اليومية لقائمة الأعباء، فلا يمكن للطالب التنقل بدون استخدام “المكرو” حيث يحتاج ل 50 ليرة يوميا ذهابا وإيابا من الجامعة.
يسارع الطلاب في السورية أينما كانوا لتحقيق طموحاتهم العلمية رغم وضع الحرب ورغم الأسعار الخيالية في البلد ويسعى الطالب للحصول على الشهادة الجامعية لتأمين مستقبله فيما بعد على الرغم من الوضع المجهول التي تسير فيه سوريا، وعدم وجود أي ضمانات للعمل بعد التخرج.
آية رضوان
المركز الصحفي السوري