بعد احتلال داعش لبعض المدن العراقية والهجرات المتتالية للأهالي من هذه المدن إلى مناطق ودول أخرى ومنها تركيا التي لجا إليها الكثير من أبناء المدن العراقية المنكوبة والذين توزعوا في العديد من مدنها، وبطبيعة الحال إن لهولاء اللاجئين أطفالا تركوا مدارسهم في العراق. ولغرض استمرارهم في دراستهم في مدارس تسير وفق منهج وزارة التربية العراقية وبسبب عدم وجود مدارس حكومية عراقية في تركيان سعى البعض إلى فتح مدارس أهلية على نفس المنهاج العراقي في بعض المدن التركية والتي بلغت هذا العام خمس وعشرون مدرسة موزعة في المدن التركية، وبطبيعة الحال فإن فتح هذه المدارس بحاجة إلى موافقات من الوزارتين العراقية والتركية، وهنا بدأت الإشكاليات الإدارية مع أصحاب تلك المدارس بسبب المعايير العالمية التي تعتمدها وزارة التربية التركية عند الشروع بإعطاء الموافقة النهائية لفتح تلك المدارس الدولية الأهلية.
وفي سبيل عدم إضاعة الفرصة للتلاميذ العراقيين سعىت السفارة ممثلة بالسفير العراقي شخصيا إلى التغلب على المعوقات التي كانت السبب الرئيسي في تأخر الاعتراف التركي بها من خلال اجتماعاته المتكررة بمديري المدارس وكذلك لقاءاته المستمرة مع مسؤولي وزارة التربية التركية.
بطبيعة الحال فإن المدارس التي حصلت على الموافقات الرسمية التركية بصورة مبكرة هي التي كانت لها تجربة سابقة في هذا الحقل في العراق ومنها مجموعة مدارس نينوى الدولية. تعد مجموعة مدارس نينوى الدولية في تركيا أول صرح تربوي عراقي مميز وشامل (ابتدائي – متوسط – إعدادي) وبمناهج عراقية متكاملة ومتميزة فـــي مجال التعليم الخاص.
بداية التأسيس كانت في العراق كشركة للخدمات التعليمية باسم شركة نينــــوى وكان مقرها في العاصمة بغداد، وكانت تهدف إلى إنشاء صرح علمي تربوي للاستفادة من تجارب الدول في التعليم الخاص، وبعدها تم نقـــل التجربة إلى تركيا عقب احتلال داعش لبعض المدن العراقية ولجوء الكثير من العوائل اليها، وأول مدرسة تم افتتاحها في مدينة شانلي أورفا. وأعقبهــــــــا افتتاح عدة مدارس للمجموعة في ولايات (أنقرة – إسطنبول – غازي عنتاب – مرسين)، ولأول مرة وعلى نطاق تركيا تم الحصول على إجازة دولية والمصادقـــة على المنهاج التربوي العراقي من قبل مديرية التربية والتعليم التركية.
وقد قامت مجموعة المدارس بتوفير الأبنية والمناخ المناسب للطلبة مـــن حيث سعة المكان ونوع البناء والتأثيث واللوازم التربوية وتنوع المرافق العلميــــة والكادر التدريسي الرصين والقاعات الخاصة بالأنشطة اللاصفية والمختبــــــــــرات العلمية والصفوف الدرسية بمواصفات عالمية والتي تعتبر كفيلة بزيادة مهــــارات الطلبة الذهنية.
وتحرص إدارات المدارس على إقامة المعارض والمهرجانات العلمية والفنيـــــة والأدبية ووسائل متعددة في العملية التربوية ونشاطات ترفيهية، كما تحرص أيضا على تجديد وبناء المهارات اللازمة في المدرسة من خلال البرامج التدريبيــــــــــــة وأساليب الإشراف والتقويم المتنوعة.
استقبلت المدارس العديد من المسؤولين العراقيين والأتراك ومن دول أخــــرى للاطلاع والتعرف على المنهاج ومستوى التعليم في العراق ونقل صورة مضيئة عن حضارته وتشريف اسم العراق في كل محفل علمي وتربوي.
محمد قدو أفندي أوغلو – ترك برس