تبادل الوفدان الأمريكي والروسي لدي الأمم المتحدة، اليوم الإثنين، الاتهامات بشأن المسؤولية عن أزمة المدنيين المحاصرين في مدينة حلب، شمالي سوريا.
وخلال الجلسة غير الرسمية لمجلس الأمن الدولي بمقر المنظمة الأممية في نيويورك، حول المحاصرين في حلب، طالبت مندوبة واشنطن الدائمة لدي الأمم المتحدة السفيرة سامنثا باور، روسيا بـ”التوقف عن حصار المدنيين في حلب وعدم استخدام معاناة المدنيين كورقة مساومة سياسية أو تكتيك حرب”.
والجلسة غير الرسمية لمجلس الأمن لا يصدر عنها أي قرارات أو بيانات، وهي جلسة من الممكن أن يشارك فيها ممثلون من خارج المجلس مثل منظمات العمل المدني وأطباء وغيرهم، وتعقد بدعوة من إحدي دول المجلس البالغ عددهم 15 دولة.
وقالت المندوبة الأمريكية في إفادتها خلال الجلسة التي شارك فيها ممثلين عن المنظمات الإنسانية غير الحكومية فضلا عن ممثلي جميع الدول الأعضاء بالمجلس، إن “الهدف من اجتماع اليوم هو تركيز الاهتمام على الأزمة المتفاقمة الناجمة عن الحصار المستمر المفروض من قبل نظام (بشار) الأسد والاتحاد الروسي منذ شهور علي حلب الشرقية”.
واستدركت: “بدلا من أن يعملا (روسيا والنظام السوري) على نزع فتيل العنف وخلق مساحة للعملية السياسية، فغنهما يقومان مرارا وتكرارا بمهاجمة جماعات المعارضة وقطع طريق الكاستيلو آخر طريق لوصول المساعدات الإنسانية والحركة التجارية من وإلي حلب”.
وأردفت قائلة: “ولذلك يتعين على مجلس الأمن أن يبعث رسالة واضحة وموحدة مفاداها أن الحصار يجب أن ينتهي وأنه لا يوجد مبرر لقطع وصول المساعدات الأساسية إلى الأبرياء إليهم الأساسية، كما علينا أن نؤكد على أن معاناة المدنيين لا ينبغي أبدا استخدامها كورقة مساومة سياسية أو تكتيك حرب”.
وتابعت: “ولهذا يجب علينا أن نعمل مع أكبر قدر من الاستعجال من أجل إعادة اتفاق وقف الأعمال العدائية (موقع في فبراير/شباط الماضي) إلى المسار الصحيح، وضمان حصول المدنيين في حلب وعبر سوريا على المساعدة الإنسانية”.
من جانبه رفض نائب المندوب الروسي الدائم لدي الأمم المتحدة السفير فلاديمير سافرونكوف، اتهامات المندوبة الأمريكية لبلاده بمحاصرة المدنيين في حلب، وقال للمشاركين في جلسة المجلس التي تم عقدها بناء على طلب كل من بريطانيا وفرنسا ونيوزيلاندا وأوكرانيا- إن “الدعاية وإثارة العواطف والاتهامات العشوائية لن تسهم أبدا في إيجاد حل للمشكلة.. ونحن ناسف لما سمعناه خلال هذه الجلسة”.
وأضاف سافرونكوف، في إفادته إلى المشاركين بالجلسة التي لا تزال منعقدة حتى الساعة 17.30 تغ، أنه “لقد أنقذت روسيا أكثر من 400 من المدنيين في حلب وإن الإمكانية الوحيدة لوضع نهاية لهذه المأساة يتمثل في توحيد الهجوم الرامية إلى مكافحة الإرهاب وبعث الزخم في الحوار السوري الهادف إلى إيجاد حل بقيادة سوريا”.
وأكد غالبية أعضاء المجلس والمشاركين في الجلسة على مخاطر استمرار السماح لروسيا باستخدام “الممرات الآمنة” للقضاء على معارضي النظام السوري ووصف المشاركون في الجلسة، ومن بينهم المندوب السعودي لدي الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، تلك الممرات بأنها “ممرات للموت”.
وأعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قبل 10 أيام في تصريحات صحفية، عن اعتزام بلاده فتح ممرات لإجلاء المدنيين والمسلحين من مدينة حلب.
غير أن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، دعا في مؤتمر صحفي قبل أيام، روسيا إلى ترك مهمة فتح ممرات لإجلاء المدنيين والمسلحين من أحياء مدينة حلب السورية، إلى الأمم المتحدة.
فيما قال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، في مؤتمر صحفي، مؤخرا، إن “مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، يشعر بقلق بالغ إزاء تدهور الوضع الأمني والإنساني في حلب، حيث يقدر عدد المحاصرين بين 250 ألف إلى 275 ألف شخص شرقي المدينة”.
ومطلع شباط/ فبراير الماضي، قطعت قوات النظام، طريق الإمداد بين ريف حلب الشمالي إلى الأحياء الشرقية للمدينة الواقعة تحت سيطرة المعارضة، بعد هجوم عنيف، بمساندة من سلاح الجو الروسي، لتعود (قوات النظام) مطلع يوليو/تموز الماضي وتقطع طريق الكاستيلو، شمال غربي المدينة، لتصبح بذلك مناطق سيطرة المعارضة في المدينة محاصرة بشكل كامل.
غير أنه، أمس الأول السبت، أعلنت قوات المعارضة السورية، تمكنها من فك الحصار المفروض من قبل قوات النظام، على الأحياء الخاضعة لسيطرتها في حلب، وذلك بعد سبعة أيام من انطلاق عملية عسكرية واسعة للمعارضة، بدأتها انطلاقاً من ريف المدينة الجنوبي الغربي.
الأناضول